تاريخ أوغندا

تاريخ أوغندا يتكون من تاريخ أراضي أوغندا الحالية في شرق أفريقيا والشعوب التي تقطنها.

ما قبل الاستعمار

المديرية الإستوائية المصرية (1870-1882)

أوفد الخديوي إسماعيل رسله إلى ملوك أوغندا وتنازلت له الدولة العثمانية عن سواحل البحر الأحمر الغربية وسواحل خليج عدن , ورحب ملوك أوغندا بذلك وحمل الفهم المصري هناك وأوفد 'موتيسا' إلى إسماعيل يطلب منه حتى يبسط نفوذه على أرضه وأيضا يطلب منه إرسال اثنين من الفهماء ليهتدي وشعبه عن طريقهما للإسلام وبالعمل أوفد إسماعيل بالنادىة الذين ساهموا في نشر الإسلام هناك.

كانت الحملة المصرية فاتحة لدخول الانجليز لتلك البقاع السحرية من شرق أفريقيا ذلك لأن الخديوي إسماعيل رأى زيادة النفوذ الفرنسي عليه بعد افتتاح قناة السويس فعمل على تقوية نفوذ الإنجليز ليعادل النفوذ الفرنسي وهوهكذا كمن يستجير من النار بالرمضاء إلى غير ذلك حال الجهلاء , فعهد إسماعيل لضابط إنجليزي يهودي اسمه 'صاموِل بيكر' بمهمة فتح أراضي أوغندا ومحاربة تجارة الرقيق بدافع من إنجلترا التي كانت تحافظ على سياستها الاقتصادية , ولكن بيكر فشل في مهمته فاختار إسماعيل بريطانياً آخراً وهو'غردون باشا' الذي اتى لخدمة الإنجليز ليس المصريين فقام بمنع الجيوش المصرية من الوصول إلى مياه بحيرة فكتوريا خوفاً من وصول المسلمين إلى تلك المناطق وتأثيرهم على السكان وأصبحت تلك المناطق ميداناً للتوسع الإنجليزي وقام 'جوردن' بإرسال بعثة تبشيرية إلى 'موتيسا' ملك بوغندا تحول دون دخوله في الإسلام وتدعوه إلى اعتناق النصرانية وتمادي إسماعيل في غباوته وعين 'جوردن' حاكماً عاماً للسودان مكافأة له! فعمد غردون إلى بث الفوضى وإثارة الاضطرابات والإساءة إلى زعماء القبائل في المنطقة حتى يشعر السكان بفساد الحكم المصري ويطلبون الانضواء تحت السيطرة الإنجليزية. وقد لاقى هذا البريطاني جزاؤه فبترت عنقه على يد رجال الثورة المهدية السودانية .

محمية أوغندا (1894-1962)

بعد انسحاب المصريين من السودان سنة 1303هـ . إثر الثورة المهدية أصبح الجوخالياً للإنجليز في أوغندا وازدادت الإرساليات النصرانية بفرعيها البروتستانتي والكاثوليكي بالبلاد وكانت هذه الإرساليات بمثابة استعماراً من نوع خاص لأنها تثير القلاقل والاضطرابات الداخلية والتي من شأنها حتى تمهد السبيل للاحتلال وهذا ما وقع بالعمل فلقد تقاتلت الإرساليات البروتستانتية والكاثوليكية على مناطق النفوذ واندحرت البروتستانتية في مواطن كثيرة مما حدا بها لأن يستنجد بشركة شرق أفريقيا البريطانية والتي أوفدت بدورها قوة عسكرية احتلت بوغندا سنة 1312هـ وكانت بوغندا هي مركز تجمع المسلمين بالبلاد وكان ملكهم المسلم اسمه 'نوح أبوقو' وهوأخو'مويتسا' , قامت إنجلترا بتوحيد الممالك الثلاثة 'بوغندا / أنكولي / أونيورو' وأطلقت عليها اسم أوغندا.

السياسة المناهضة للمسلمين

كانت سياسة إنجلترا في هذه المنطقة تتصف بروح صليبية خالصة تهدف في المقام الأول لمحاربة المسلمين والحد من نشاطهم قدر الممكن وذلك من خلال عدة خطوات منها:

العمل على ضم جنوبي السودان إلى أوغندا وعدهما واحدة وذلك لإبعاد جنوب السودان ذي الأكثرية الوثنية عن شماله المسلم لتحول دون تقدم المسلمين والإسلام نحوالجنوب وليزيد عدد الوثنيين في هذه الدولة المقترحة ويقل عدد المسلمين ويضعف شأنهم وبدأت تهيئ لذلك فأغلقت الجنوب في وجه الشماليين وشقت الطرق بين أوغندا وجنوب السودان على الرغم من عدم وجود طرق بين الشمال والجنوب وشجعت أبناء الجنوب لإتمام دراستهم الجامعية في جامعة ماكريري الأوغندية بدلاً من جامعة الخرطوم.
عملت إنجلترا على تشجيع اللهجات المحلية وتثبيت الحياة القبلية الوثنية بكل مظاهرها وعاداتها.
نشر اللغة الإنجليزية وجعلها اللغة الرسمية ومحاربة اللغة العربية حتى الأسماء العربية .4- محاربة العادات والتنطقيد التي انتقلت من الشمال المسلم للجنوب الوثني وتشجيع العرى والإبقاء عليه.
نقل جميع ضباط الإدارات المحلية الشماليين من الجنوب وعدم السماح لأي شمالي حتى يدخل الجنوب.
شن الحملات الإرهابية ضد مسلمي الجنوب وفصل الموظفين الحكوميين المسلمين.
عهدوا لرجال الإرساليات التبشيرية بالتعليم فركزوا جل اهتمامهم لنشر النصرانية واللغة الإنجليزية # تخفيض رواتب العاملين الجنوبيين ليزداد الفقر والبؤس بينهم فيتلقفهم رجال الإرساليات بالمساعدات المادية والعينية وبالتالي ربط مصائرهم بهؤلاء الصليبيين.
فرضت إنجلترا عند احتلالها لأوغندا معاهدة مانگوعلى أهل أوغندا والتي بموجبهاقد يكون الملك ورئيس الوزراء ووزير المالية من أتباع كنيسة بريطانية , أما وزير العدل فيكون كاثوليكياً وأهملت المسلمين إهمالاً تاماً على الرغم من حتى نسبة المسلمين بأوغندا تصل إلى 15% من إجمالي السكان

الاستقلال

حدثت تطورات عالمية على ساحة الأحداث الدولية عقب الحرب العالمية الثانية وسرت روح الاستقلال لدى الكثير من أبناء البلاد المحتلة فحدثت ثورات متعددة على الاحتلال الأجنبي عموماً والإنجليزي خصوصاً ونالت أوغندا استقلالها سنة 1382هـ وسلمت إنجلترا منطقيد الحكم لأحد أتباعها وهو'ميلتون أوبوتي' وفي سنة 1384هـ ظهرت شخصية 'عيدي أمين' كقائد للجيش وهوضابط مسلم تدرب في إسرائيل وهوذوطبيعة إستبدادية تأثر بشخصية 'عبد الناصر' .حدث انقلاب سنة 1391هـ قام به 'عيدي أمين' ضد 'ميلتون أوبوتي' استلم على إثره الحكم وفر 'أبوتي' إلى تنزانيا التي رفضت الاعتراف بحكم 'عيدي أمين' الذي قام بعدة إجراءات كان من شأنها إثارة القوى الصليبية والصهيونية ضده فلقد قام 'عيدي أمين' بطرد البعثة الإسرائيلية من أوغندا وسجن بعض أفرادها إذ كانت تتصرف بحرية كأنها على أرضها وقامت إسرائيل بعملية وأنقذت أفراد بعثتها الموقوفين في مطار 'عنتبي' , وقام عيدي أمين بالحد من نشاط الإرساليات النصرانية وأعدم أحد القساوسة واتجه لنشر الدعوة الإسلامية فزاد تعداد المسلمين في أيامه وأعرب 'عيدي أمين' انضمام أوغندا لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

اللعبة الدولية

لم تكن تلك الإجراءات التي قام بها 'عيدي أمين' لتروق أويسكت عنها أعداء الإسلام فبدأت اللعبة الدولية المعروفة والتي تبدأ الأباطيل والأكاذيب ضد حكم 'عيدي أمين' وصدق المغفلون هذا الكلام وأصبح 'عيدي أمين' مضرب الأمثال في الظلم والإستبداد والسفه والسلطوي ثم كانت الخطة التالية بإثارة الخلاف على الحدود بين 'أوغندا ' وتنزانيا حتى انتهى إلى قتال مفتوح بين قوات البلدين وتلقت تنزانيا معونات ومساعدات من إسرائيل وإنجلترا واندحر الأوغنديون بعد مقاومة عنيفة وأدخل العدوالبلاد لجوزيف عيسى مدير جامعة ماكريري' وهوصليبي متعصب ولكن ما لبث حتى عاد 'ميلتون أوبوتي' للحكم مرة أخرى.

أوغندا منذ 1979

أتشولي‌لاند في الشمال.

مشاكل المسلمين المعاصرة

يمثل تعداد المسلمين بأوغندا قرابة الـ 15% من إجمالي السكان فهم بذلك أكثر تعداداً من النصارى وغيرهم ولهم الحرية في إنشاء الجمعيات الإسلامية هناك والمدارس الخاصة بهم ولكنهم يعانون من الكثير من المشاكل التي تكاد تكرر في سائر الدول الإفريقية التي سقطت فريسة الإستعمار الإنجليزي بالذات ومنها:

1- يعاني المسلون من الفقر والسقمي وتدني مستوى المعيشة بسبب تعمد الاستعمار إفقار المناطق المسلمة.

2- يعاني المسلمون من الجهل والتخلف الشديد وذلك لأن التعليم ومنذ أيام الاحتلال وبعده قد تسلمه رجال الإرساليات النصرانية مما أدى لابتعاد المسلمين عن مدارسهم التبشيرية مع ضعف إمكانيات المسلمين وعدم قدرتهم على تكوين قاعدة تعليمية قوية ويكفي حتى نعهد حتى عدد المدارس النصرانية سنة 1380هـ بلغ 2388 مدرسة في حين بلغ عدد المدارس الإسلامية 179 مدرسة فقط , وهذا التخلف انعكس بدوره على الحالة الاقتصادية للمسلمين الذين يعانون من غفلة إخوانهم عنهم في حين حتى النصارى يتلقون دعماً هائلاً من القوى الصليبية العالمية.

3- يعاني المسلمون من تحديات من نوع آخر ممثلة في الفرق المنحرفة مثل القاديانية والبهائية والإسماعيلية وتلك الفرق الكافرة كان يسمح الإنجليز لأفرادها بالعمل وسط التجمعات المسلمة بمستعمراتها لإفساد عقيدة المسلمين وهذه الفرق أصلاً من صنائع الإنجليز وعمل أيديهم.

4- رغم جميع التحديات الخارجية إلا حتى المسلمين بأوغندا ليسوا على قلب رجل واحد بل تعصف بهم الاختلافات بين الجمعيات الإسلامية القائمة خاصة بين الجمعية الإسلامية الأوغندية ورئيسها الأمير بدر بن نوح ويؤيدها معظم المسلمين وجمعية الاتحاد الوطني لتقدم المسلمين وهي موالية للحكومة الأوغندية.

5- يعاني المسلمون بأوغندا من التغلغل اليهودي ببلادهم والتي كانت أحد ثلاث بلاد مختارة لإقامة دولة اليهود 'فلسطين / الأرجنتين / أوغندا' وقد درس وزير المستعمرات البريطاني 'تشمبرلين' مع 'هرتزل' منح اليهود أوغندا لإقامة دولتهم عليها وعلى الرغم من موافقة المؤتمر الصهيوني على ذلك الاقتراح إلا حتى القادة الصهاينة رأوا يومذاك رأي الإنجليز في حتمية اختيار فلسطين.

في سنة 1888، سيطرة الصاعدةِ "مجال بريطاني مِنْ الإهتمامِ" في شرق أفريقيا خُصّصتْ بالدستورِ الملكيِ إلى شركةِ شرقِ أفريقيا الإمبراطوريةِ البريطانيةِ، ترتيب قَوّى في 1890 بإتفاقيةِ إنجليزيةِ ألمانيةِ تُؤكّدُ هيمنةً بريطانيةً على كينيا وأوغندا. سبّبتْ الكلفةُ العاليةُ لإِحْتِلال الأرضِ الشركةَ لإنسِحاب في893 ووظيفتها الإدارية سُيطرتْ عليها مِن قِبل مفوّض بريطاني. في 1894، مملكة وُضِعتْ تحت حماية بريطاني رسمي. مَنحتْ بريطانيا حكومة ذاتية داخلية إلى أوغندا في 1961، بالإنتخاباتِ الأولى حَملتْ في مارس/آذار 1, 1961. أصبحَ بنيديكتوللحزب الديمقراطي الوزيرَ الرئيسيَ الأولَ. أبقتْ أوغندا عضوية كومنولثها. في نجاح السَنَواتِ، مؤيدون مركزوا حالةً نافسوا بأولئك لمصلحة يُطلقُ إتحاداً ودور قوي للممالكِ المحليّةِ المُستَنَدةِ بشكل عشائري. بَلغتْ المُنَاوَرَة السياسية الذروة في فبراير/شباطِ 1966، عندما علّقَ رئيسَ الوزراء ميلتن الدستور، إفترضَ كُلّ السلطات الحكومية، وأزالتْ الرئيسَ ونائبَ الرئيس. في سبتمبر/أيلولِ 1967, دستور حديث أعربَ أوغندا جمهورية، منحَ الرئيسَ سلطاتِ أعظمِ حتى، وألغىَ الممالكَ التقليديةَ. في يناير/كانون الثاني 25, 1971, الحكومة طُرِدتْ في إنقلاب عسكري تحت قيادة قائدِ القوّات المُسَلَّحةِ عيدي أمين دادا. أمين أعربَ نفسه رئيسَ، نواّبَ البرلمانَ، وعدّلَ الدستورَ لإعْطاء نفسه سلطة مطلقة .