آل أفراسياب
آل أفراسياب، هي أسرة تاريخية نشأت في البصرة، أثناء الحكم العثماني للعراق، ومؤسسة إمارة آل أفراسياب (1596-1668).
النشأة
بعد اضطراب الأمن في البصرة، ومحاصرة الوالي العثماني في مقر الحكم في السراي الحكومي من قبل العشائر الثائرة، اضطر الوالي العثماني علي باشا إلى القيام بعمل غريب، وهوبيع منصب الوالي إلى إنسان يسمى أفراسياب بثمانية أكياس رومية (الكيس الواحد يساوي ثلاثة آلاف ليرة محمدية)، على حتى لا يبتر الخطبة باسم السلطان، وكان أفراسياب محرراً للجند العثماني في البصرة، وقد تزوج من امرأة عربية من منطقة الدير في شمال البصرة.
اختلفت الأقوال في تبيان أصل أفراسياب، فالبعض عده هجرياً من أصل سلجوقي، وكانت أمه من أهالي الدير؛ لذا لقب بأفراسياب الديري، ويتفق هذا مع ما أورده الكعبي فقد نسبه إلى آل سلجوق وإن أهل الدير أخواله. والبعض عده عربياً من بغداد، ومهما يكن من أمر فإن الرجل ارتبط بالمنطقة وسكانها، وأنه لم يتخذ لنفسه لقباً عثمانياً، بل اتخذ لنفسه لقباً عربياً هوأمير البصرة وكذلك عمل أبناؤه. أما صاحب كتاب مرآة الكائنات فقد أورد أنه أفراسياب بن هجر بن نورين بن فرديون.
وحسب ما أورده عباس العزاوي في موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين، المجلد الرابع، ينطق حتى أفراسياب كان محرراً للجند المحافظ في البصرة. وإن الأهلين قاطعوا واليهم، وأضربوا عن الاختلاط به أوالرجع إليه، وبسبب ذلك قلت مداخله وعجز عن القيام بأرزاق الجند وأقواتهم فلم ير بداً حتى يبيع البلدة من أفراسياب بثمانية أكياس رومية وكان الكيس ثلاثة آلاف محمدية على حتى لا يبتر اسم السلطان من الخطبة فرضي بذلك أفراسياب واقتنى البصرة ومضى حاكمها إلى أسطنبول سنة 1005 هـ.
ومن العبث طالما كهذه حتى نلتمس لهذا المتغلب أصلاً بعد فهم الكيفية التي توصل بها أوحتى نركن إلى الأقوال في ذلك فهوعصامي حصل على الحكومة وصارت تدعى باسمه (الفراسيابية) أو(السيبية)، وتنسب إليه بعض العمارات مثل (السيب) ولم نعهد عن حاله السابق أكثر من أنه ديري نسبة إلى نهر الدير من أنهار البصرة في شماليها، فاستخدم محرراً للجند إلا حتى صنائعه لم يكتفوا بذلك وإنما استنطقوه، أوأخذوا إشارة من بعض أخلافه فبنوا عليها ونطقوا إنه من آل سلجوق. والمتزلفون كثيرون في جميع حين. ونسبه إلى آل سلجوق عبد علي الحويزي في كتابه قطر الغمام، فهوبصري وعندي أنه لما كان بصرياً فالافختار به أولى من إلصاقه بآخرين من الأجانب. ونطق الحويزي إذا نسبته إلى الدير باعتبار حتى أخواله من هناك.
والمطلوب بيان أعماله، وما قامت به أسرته من الحضارة أوالتخريبات ولا يهمنا ما يتوسل به رجال هذه الأسرة أوالمتزلفون لهم من الانتساب إلى أكبر أسرة، أوأعز قوم، أوأشرف قبيلة في حين حتى المؤسس إنما قام بمقدرة ذاتية، ومواهب نفسية. ولم يكن المعول عليه النسب في أصل تسلمهم المكانة الرفيعة.
والمعروف عن هذا المؤسس أنه راعى رغبة الأهلين في الأمور النافعة ونشر العدل والفهم فقوي سلطانه وزادت شوكته فحبب نفسه من الأهلين، وفتح القبان. وكان يحكمه رجل ينطق له بكتاش أغا فانتزعه منه وقضى على نفوذ حاكم الدورق وهوبدر ابن السيد مبارك وحاكم الحويزة السيد مبارك اللذين صار لهما شأن استافدة من ضعف حاكم البصرة. فلما تمكن أفراسياب من إعطاء الجوائز إلى السيد مبارك وهي رسوم كان يأخذها وكذا رده عما كان يأخذه من شط العرب من القسم الشرقي منه. واستمرت حكومته لمدة سبع سنوات ثم خلفه ابنه علي باشا ولم يعثر على تفاصيل كافية عن أيامه وعلى جميع تصادف زمن تأسيس حكومة وتنظيم إدارة فلا يؤمل منها أكثر مما عهد عن والده.
ويعتقد أنه في سنة 1603 توفي أفراسياب، مؤسس الإمارة الأفراسيابية في البصرة وكما تبين فقد كان همه مصروفاً إلى تثبيت الملك وتقوية نادىئم الاستقلال في البصرة. أما خلفه ابنه علي باشا فقد عثر البناء ثابت الأساس فحول وجهه نحوالعلوم والآداب فنالت في أيامه نشاطاً.
إمارة آل أفراسياب
نجحت سياسة أسرة آل أفراسياب في تثبيت وجودها كأسرة حاكمة في البصرة مدة اثنين وسبعين عاماُ في ظل حكمها لإمارة آل أفراسياب (1596-1668)، وامتدت سيطرتها على مناطق الولاية، وعلى الأخص الجزائر، التي عجز العثمانيون من فرض سيطرتهم عليها. ويمكن تفسير سبب نجاح هذه الأسرة واستمرار حكمها لهذه المدة إلى سياستها الحكيمة، وتنشيطها الحركة التجارية، واستثمار الأراضي الزراعية، وتمكّنها من صد الاعتداءات الخارجية، فضلاً عن ذلك فقد وفَق آل أفراسياب بين المذاهب الاسلامية، فلم يتحيزوا لممضى ضد اخر. عملى سبيل المثال كان (علي باشا) يستقبل بالترحاب شخصيات امثال المفتي (محمد بن احمد الحللي) وهوحنفي الممضى، والشيخ (طه عبد السلام)، وهوشافعي الممضى ويقبل ما يطرحونه من آراء، بل ويقبل وساطتهم في بعض الخارجين على الامارة، ويستقبل الشّيخ (عبد الله الحلّي)، من فهماءالممضى الشيعي، وقد اتىَ من العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة، ورحّبَ به كثيراً، وأصبح أحد مستشارية المقرّبين.
المصادر
- ^ "أسرة آل أفراسياب". مركز تراث البصرة. 2019-01-29. Retrieved 2020-02-28.
- ^ العزاوي، تاريخ العراق: 4/139.
- ^ موسوعة العراق بين احتلالين: 4/138، التحفة النبهانية: ص 309 وما بعدها
- ^ الحويزي، السيرة السقمية: ص33.
- ^ يحيى بن ملا خليل البصري، الشاهد الجلي، ورقة (149.)
- ^ العزاوي، تاريخ العراق : 5/82