أمين معلوف (و. 25 فبراير 1949)، هومحرر وروائي لبناني-فرنسي. وُلد في لبنان ويعيش في فرنسا منذ عام 1976. يخط معلوف بالفرنسية، وله أعمال مترجمة لأكثر من لغة. حصل على جائزة گونكور عام 1993 عن روايته صخرة طانيوس. وحصل أيضاً على جائزة أمير أستورياس للأداب عام 2010. أُنتخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية في 23 يونيو2011، المقعد رقم 29. ومعلوف هوأول لبناني يصبح عضواً في الأكاديمية.شغل معلوف المقعد خلفاً للأنثروبولوجي وعالم العرقيات الفرنسي كلود ليڤي-ستروس. وهوعضوالأكاديمية الفرنسية.

حياته المبكرة

ولد أمين معلوف في بيروت عام 1949، ودرس الاقتصاد والعلوم الاجتماعية بمدرسة الآداب العليا بالجامعة اليسوعية في بيروت، امتهن الصحافة بعد تخرجه فعمل في الملحق الاقتصادي لجريدة النهار البيروتية الشهيرة التي تعتبر من أبرز الصحف اللبنانية، وهوما أعطى له الاطلاع على الكثير من التطورات السياسية والدبلوماسية في العالم خاصة حتى غسان تويني صاحب الجريدة ورئيس تحريرها كان من أبرز رجال الدولة في لبنان في فترة الستينيات وأوائل السبعينيات إبان حكم الرئيسين شارل حلووسليمان فرنجية.

الهجرة إلى باريس

في عام 1976 ومع بداية الحرب الأهلية اللبنانية هجر معلوف لبنان وانتقل إلى فرنسا حيث عمل في مجلة إيكونوميا الاقتصادية، واستمر في عمله الصحفي فرأس تحرير مجلة إفريقيا الشابة أوجين أفريك، وكذلك استمر في العمل مع جريدة النهار اللبنانية وفي ربيبتها المسماة النهار العربي والدولي.

ومنذ الثمانينيات تفرغ للأدب وأصدر أول رواياته الحروب الصليبية كما رآها العرب عام 1983 عن دار النشر لاتيس، التي صارت دار النشر المتخصصة في أعماله. ترجمت أعماله إلى لغات عديدة ونال عدة جوائز أدبية فرنسية منها جائزة الصداقة الفرنسية العربية عام 1986 عن روايته ليون الإفريقي، ورشح لجائزة گونكور أكبر الجوائز الأدبية الفرنسية. ومن أبرز أعماله أيضاً سمرقند، القرن الأول بعد بياتريس، حدائق النور، موانئ المشرق وصخرة طانيوس.

في منتصف التسعينيات خطت الصحف الفرنسية تقول: إذا الأدب الفرنسي كان في طريقه للموت لولا اثنان: فرنسوا ميتران وأمين معلوف! ورغم حتى المبالغة واضحة فإن المقولة تكشف عن قيمة أدب أمين معلوف أحد أبرز وأشهر الكتاب الفرانكفونيين، هذا هوالاسم الذي تطلقه الأوساط الأدبية والثقافية الفرنسية على مجموعة الكتاب ذوي الأصول العربية الذين يخطون بالفرنسية. ومن هؤلاء المغربي الطاهر بن جلون والجزائريان محمد ديب ومالك حداد والموريتاني محمد عبيد هوندووالمصريون أندريه شديد وألبير قصير وأحمد راسم وجورج حنين.

مؤلفاته

• الحروب الصليبية كما رآها العرب
• ليون الأفريقي
• سمرقند
• حدائق النور
• القرن الأول بعد بياتريس
• صخرة طانيوس
• سلالم الشرق - موانىء المشرق
• الهويات القاتلة
• الحب عن بعد
• رحلة بالداسار
• بدايات

ليون الأفريقي

وفي رواية ليون الإفريقي يحكي لنا سيرة الرحالة والعالم والدبلوماسي "الحسن بن محمد الوزان" النبيل الأندلسي الذي عاش الأعوام الأخيرة للمسلمين في الأندلس ثم هاجر مع أسرته إلى المغرب وقام برحلات إلى شمال إفريقيا ومصر ثم اختطفه القراصنة الإيطاليون وعاش في البلاط البابوي حيث تغير اسمه إلى "ليون دي مويتشي" وتزوج فتاة متنصرة من يهود الأندلس وأنجب منها ابنه "يوسف" أو"جوزيف" أو"جيوسبي" الذي يروي لنا سيرة حياته. و"ليون" عند معلوف ليس عربيا مسلما متنصرا ثم عائدا إلى دينه الذي أقام عليه طوال فترة أَسره ولكنه شخصية أسطورية مثالية حالمة، شخصية تحلم بعالم فاضل بلا حرب تتدفق فيه الفهم ويتبادل فيه البشر الخبرات، إنه تجسيد للتسامح.

سمرقند

في رواية سمرقند يقص علينا معلوف سيرة عمر الخيام الشاعر العالم الأديب الفقيه، وعلاقته بالسلطة (ممثلة في نظام الملك) والمعارضة (ممثلة في الحسن بن الصباح)، الخيام مثل ليون الإفريقي، كان يصوره معلوف شخصية لا زمانية، متجردة تبحث عن عالم مثالي، ولا تحاول الاقتراب من الواقع المؤلم ولكنها تصنع لنفسها واقعها الخاص من خلال المراصد والبحث في عالم الفلك الرحيب، إنه -مرة أخرى- التسامح الفردي الإنساني الذي يتطلع إلى تسامح كوني.

حدائق النور

في "حدائق النور" يتحدث معلوف عن "ماني"، هذا الفارس الحالم بالمساواة بين البشر والطامح إلى عالم خال من الحقد والحرب والبغضاء، عالم يدعوإلى نبذ السلطة بكل أشكالها والانغماس في عالم الفن، الرسام الذي يخط بريشته لوحات تدعوإلى الحب ويدعوأتباعه إلى التسامح بآلات الموسيقى بدلا من الحرب، يحاول التوفيق بين الإمبراطورية الساسانية الفارسية والإمبراطورية الرومانية فيكون مصيره الموت في النهاية.

موانئ الشرق

وفي موانئ الشرق يقدم البطل "عصيان خطدار" المسلم العثماني ذوالجد الأرميني الذي ولد في هجريا وترعرع في لبنان ودرس بفرنسا، إنه المواطن العالمي الذي يجسد فكرة التسامح في أجمل وأكمل معانيها فيكون مصيره الجنون ومستشفى الأمراض العقلية الذي لا يخرج منه إلا مع الحرب في سخرية مرة ومؤلمة.

القرن الأول بعد بياترس

وفي القرن الأول بعد بياترس يحكي لنا سيرة عالِم الحشرات الذي يقع في غرام الصحفية ويقابلان معا نوعا من التعقيم الإجباري للشعوب؛ إنه الدواء العجيب الذي يتيح للمرأة إنجاب الذكور فقط، التسامح هنا ليس التسامح بين الشعوب ولكنه التسامح داخل النوع البشري، التسامح مع الذات عن طريق رفض أي أعراف أوتنطقيد إذا كانت مدمرة للجنس البشري. المرأة رمز الخصوبة والنماء في لقاءة الرجل رمز الحرب والقوة. ومرة أخرى يطرح معلوف سؤالا: هل الحقد هوالبنية الأساسية للجنس البشري؟

أسلوبه الأدبي

التسامح

أول سمات أدب معلوف والتي تمثل خاصية واضحة في جميع أعماله وخيطا رابطا بين هذه الأعمال هي التسامح. التسامح الذي هوعلاقة إيجابية بين الأنا بكل دوائرها والآخر بكل ألوان طيفه، وهذه السمة جزء من تكوين معلوف ذاته المسيحي العربي اللبناني، التسامح هنا صفة شخصية ولكنه يتحول إلى سمة أدبية في أعماله المتنوعة، ففي أول أعماله: "الحروب الصليبية كما يراها العرب" يتحدث معلوف إلى المجتمعات الأوربية مناقشا المفاهيم الأساسية للحضارة ذاتها، فالحروب الصليبية في الذهنية الأوربية تعني عملا إيجابيا، ولعلنا نتذكر كيف من الممكن أن استخدم "بوش" هذا المفهوم في كلامه عن حملة أفغانستان وكيف أثار هذا الاستخدام ثائرة العرب والمسلمين، وربما كان ما يريده معلوف تحديدا هوتجنب مثل هذا الاستخدام وكأنه يقول للغرب: في الوقت الذي تتحدثون فيه عن إلغاء المركزية الأوربية لا بد من إعادة النظر في المفاهيم التي تعتبرونها بديهية وإعادة النظر هي بداية الطريق للتسامح.

يقدم معلوف في روايته تلك الرؤية العربية للحروب الصليبية، ويوضح بأسلوب سهل وسلس كيف من الممكن أن حتى العرب لا يرونها حروبا دينية من أجل الصليب وإنما حملات استعمارية، مشددا على المجازر التي ارتكبتها تلك الحملات في حق جميع الأديان بما فيها المسيحية.

ويبدوالتسامح عند معلوف مثل السعادة عند "ميترلنك" طائرا خرافيا، نظن أننا أمسكناه بين أصابعنا فلا يلبث حتى يفر ضاحكا أونكشف عن زيفه. هل العيب في طريقنا أم حتى العيب فينا،يا ترى؟ هذا هوتساؤل معلوف المتكرر والذي يظل حائرا بلا إجابة يلح على المحرر فيطرحه على القارئ دائما وأبدا.

ثنائية الشرق والغرب

السمة الثانية هي تلك العلاقة المراوغة بين الشرق والغرب، هل سيظل "الشرق شرقا والغرب غربا ولا يتلقيان" كما نطق "كبلينج" الشاعر الإنجليزي الشهير.

معلوف يحاول ردم هذا البرزخ وإقامة جسر حقيقي للتواصل بين الحضارات، إنه يرى العالم من خلال الأفراد وليس من خلال الكليات الفكرية.

في "الحروب الصليبية" يحدثنا ويحدث الغرب بالأساس عن رموز المسلمين وسلوكياتهم، عن ابن منقذ الطبيب والشاعر والفقيه وعالم اللغة، وعن معين الدين أنر السياسي والدبلوماسي، وعن صلاح الدين القائد السياسي والمحارب والمفاوض والعالم.. إنه يقول لهم: لقد أقام الأجداد علاقات رغم الأحقاد فلماذا لا نعمل مثلهم؟

وفي "ليون الإفريقي" يحكي لنا عبر شخصيات مختلفة كيف من الممكن أن يمكن لفرد حتى يتنقل بين عالمين مختلفين تماما في الظاهر، ولكنه يظل هوذاته بكل خصائصه يلعب نفس الدور المسالم الحالم في إطار الدسائس والحروب والمؤامرات والقتل والاغتصاب والاستباحة؛ استباحة القاهرة على أيدي جنود سليم خان المسلمين، واستباحة روما المسيحية على أيدي المرتزقة الألمان المسيحيين، وفي الحالتين يتأمل الحسن بن محمد الواقع من خلال مسقط المشاهد الخارجي وينتهي به الحال إلى الخروج والهرب. الفرار من الواقع إلى الفهم والخط هوسبيل اللقاء بين هذين العالمين المختلفين المتشابهين.

هنا يعيد معلوف في روايته التاريخية النظر في فكرة العولمة ويطرحها من خلال رؤية عالم بلا حدود به مواطن عالمي لا يتقيد ببلد ولا يستقر في وطن: "الخيّام" العالم الرحالة أوسميه الأمريكي "عمر" الذي ينتقل من أمريكا لفرنسا لهجريا لإيران بحثا عن المخطوط الحلم والحب الأسطورة.

"ليون" الرحالة العالم الذي تأخذه الأقدار من الأندلس للمغرب لإفريقيا يتاجر ويحمل رسائل الملوك ثم مصر ثم إيطاليا، لا يستقر به المقام إلا عند الموت.

"عصيان" المولود في إستانبول وأبوه الذي يريد له حتىقد يكون ثوريا متمردا وأخوه المهرب الوزير وزوجته "كلارا" اليهودية الشيوعية الألمانية الفرنسية، شخصيات رحالة غير مستقرة ترفض الواقع المادي وتطلب المحال ولكنها عبر هذا الطلب تعيش وتهجر لنا ثروة من الخبرات والتجارب الصغيرة والكبيرة ولا تكف عن الحلم. إنه المواطن العالمي غير المتكيف ولكن الباقي والمستمر الذي يحمل أملا بلا حدود في غد أفضل من الممكن لا يأتي أبدا.

شخصيات رواياته

شخصيات معلوف كلها قد تبدوشخصيات خارقة للعادة ولكنها عند التدقيق شخصيات عادية جدا؛ عمر الخيام يأكل ويحب ويبحث وينظم الشعر ويخط الخط ويصادق الفقهاء والأمراء والوزراء والعصاة ويحلم أبدا بعالم مثالي ويرفض جميع سلطة ولكنه يعتمد على تلك السلطة كي يعيش، عصيان المجنون الذي يحتمل حتىقد يكون جنونه وراثيا، الذي يمضى لفرنسا لدراسة الطب متمردا على رغبة والده في حتىقد يكون قائدا ثوريا فلا يستطيع إلا حتى يحقق تلك الرغبة بانخراطه في المقاومة الشعبية في النازي ليحقق في عصيانه رغبة والده.

"ماني" المتمرد على أوامر الأسينيين أصحاب الملابس البيضاء الذكوريين التطهريين، الذي يدعوللحب والفن ويحاول تحقيق حلمه عبر السلطة فيكون مصيره الموت على يد تلك السلطة ذاتها.

إنها شخصيات عادية مألوفة ولكنها من زاوية أخري خارقة وغير مألوفة ومتمردة تماما يتحقق تمردها عبر حياتها العادية التي تدهشنا كما تدهش الراوي، وما إذا ندقق النظر فيها حتى نجد أنها كانت تحيا مثلنا.

المزج بين الأدب والتاريخ

هذا كله يطرحه معلوف على قارئه من خلال عدة سمات أسلوبية مميزة؛ أولها هوالبحث التاريخي الدقيق. جميع رواية من روايات معلوف تتضمن الكثير من المعلومات الموثقة من مصادر أولية وأساسية، ففي الحروب الصليبية يعتمد معلوف على المؤرخين العرب المسلمين في عصر الحروب الصليبية كمصدر أساسي للمعلومات، ويضمن كتابه فقرات كبيرة من كتابات المؤرخين، في "سمرقند" يعتمد على الترجمات الكثيرة لرباعيات الخيام وعلى ترجمة حياته وعلى كتابات المؤرخين في عصره، بل ويقدم معلومات جديدة فيغير -مثلا- المعنى المتواتر لفرقة الحسن بن الصباح الحشاشين، تلك الفرقة الباطنية المجهولة في التراث الإسلامي والتي تتناثر حولها الأقاويل والأساطير الغامضة، فهويخبرنا حتى اسم Assassin الإنجليزي أوالإفرنجي بشكل عام لا يعود إطلاقًا للحشيش. فالحسن بن الصباح لم يكن يقدم لأتباعه ومريديه عقارًا مخدرا ليقتلوا أعداءهم وإنما كان يعبئهم بالإيمان الصلب والأساسي وأن الاسم الذي أطلقه عليه زعيمهم هو"الأساسيون" أي الذين يحافظون على الأساس، وأن هذا الاسم هوالذي وصل للغرب ومنه تحور وحمل الأسطورة التي عادت إلينا.

في "ليون الإفريقي" يعتمد على كتابات الرجل وخاصة رحلته "وصف إفريقيا" لكنه يعتمد كذلك على خط المؤرخين حول الأخوين "بارباروسا" و"طومانباي" و"جيوفاني دي موتشي" وغيرهم، وفي "موانئ الشرق" يعتمد على كتابات المؤرخين المعاصرين حول المقاومة السرية في فرنسا وكذلك على تطور الهجرة اليهودية لفلسطين بعد الحرب العالمية الثانية.

البحث يحول الرواية الخيالية إلى عالم من الواقع عن طريق التناص الواقعي والتاريخي، إنه يضفي المصداقية على الرواية ويحولها إلى تاريخ، وربما لهذا نجد التنوع في أسلوبية السرد عند معلوف في مختلف الروايات. في "الحروب الصليبية" هناك صوت الراوي المحايد البعيد، المؤرخ الذي يحاول تقديم المعلومة بحياد ولكنه يعلن منذ البداية أنه متحيز.

وفي "سمرقند" يتأرجح السرد ويلف حول المخطوط المفقود الموجود حتى ينتهي الأمر إلى فقدانه التام مع تعيين موضعه بدقة في "صندوق" في قاع المحيط في حطام "التيتانيك".

لذا نجد حتى صوت الراوي يتراوح بين الـ(أنا) المتداخلة في الحدث مثلما يحدث عندما يسرد البطل تاريخ ومغامرات الحصول على المخطوط وسيرة حبه لشيرين الأميرة الإيرانية وتلميذة السيد جمال الدين الأفغاني، وبين الـ(هو) المبتعدة عن الحدث عندما يقص علينا سيرة عمر الخيام وسيرة الحشاشين وسيرة صعود وانهيار إمبراطورية السلاجقة.

إنه يقدم في هذه الرواية نصًا متداخلا يتأرجح بين الكتابة التاريخية والإنضمام اليومي في محاولة منه لحمل درجة مصداقية النص، فالراوي في جميع الأحوال ليس راوية، إنه بطل الحدث الأساسي، ألا وهوالبحث عن المخطوط.

في "ليون الإفريقي" يعتمد معلوف على المؤلف البطل كراوٍ ويصبح السرد بمثابة تسجيل لحوليات؛ جميع حولية هي رؤية لمكان عبر الزمان والشخصية التي يحدثنا عنها الراوي المؤرخ الرحالة (ليون الإفريقي).

"عام سلمى" هوعام ولادته وسلمى هي أمه ومن خلالها يقص علينا سيرة الصراع بين المسلمين في غرناطة وأيامهم الأخيرة وسقوط الأندلس.

"عام طومان باي" هوعام آخر المماليك السلطان الشجاع الذي اعتمد على المصريين ليرد الزحف العثماني.

الرحالة المؤرخ يقوم بدوره ويهجره معلوف ليقدم لقارئه يوميات أوحوليات، قصد الرحالة حتى يهجرها لابنه وقصد معلوف حتى يقدمها للعالم.

في "موانئ الشرق" تدور الرواية بين الراوي المعجب بالشخصية الرئيسية والذي عهدها من صورتها المنشورة في خطه المدرسية كأنه يحكي عن نفسه أي عن معلوف كراوٍ وبين البطل رغم أنفه "عصيان خطدار" الذي يحكي لمعلوف الراوي ليزجي وقته ويحمل عن نفسه عناء الانتظار المؤلم للأمل الأخير في حياته.

في الأمسيات الأربعة التي يقضيانها معًا يقص علينا معلوف على لسان "عصيان خطدار" تاريخ الرجل منذ ولادته في الآستانة إلى رحيله للبنان إلى أفراد أسرته، جدته المجنونة وأبوه المتمرد الأبدي وأخوه المتمرد الآني وأخته المحبة التي ستقوم بدور الأم وعائلة أمه الأرمينية ورحلته إلى فرنسا ودوره في المقاومة ولقاؤه بحبيبته اليهودية التي يتزوجها بعد انتهاء الحرب وبالذات بسبب هجرتها مع خالها إلى فلسطين، وإيداعه مستشفى الأمراض العقلية لنعهد في النهاية سيرة هروبه إلى فرنسا بعد الحرب الأهلية اللبنانية وأنه ينتظر لقاء زوجته بعد حتى طلب منها في رسالة حتى يلتقيا في نفس المكان الذي جمعهما بعد الحرب لأول مرة على جسر على نهر "السين" في باريس.

في أربعة أيام، ومن خلال (أنا) قلقة حائرة و(أنا) مسائلة متطلعة تحاورها لا نسمع صوتها إلا في خفوت وفي مواضع قليلة، يقص علينا معلوف رؤية خاصة جدًا، لتاريخ خاص جدًا لمنطقة عامة جدًا هي الشرق الأدنى أوالأوسط كما يسميه الغربيون.

تنوع أسلوبية السرد والانتنطق من الـ(أنا) إلى الـ(هو) والاعتماد على فكرة الإنضمام أواليوميات أوالحوليات أوالتاريخ نجده كذلك في روايته المستقبلية "القرن الأول بعد بياتريس"، وكأنه يقول لنا: "حتى المستقبل أنا أراه كتاريخ".

إلى غير ذلك يصنع معلوف المرشح لنوبل عالمه الروائي من التاريخ الشخصي والعام لمنطقته ويقدمه للقارئ الفرنسي ثم يترجم لنا كعرب.

انضمامه للأكاديمية الفرنسية

في 15 يونيو2012 تسلم معلوف سيف الشرف في احتفالية انضمامه للأكاديمية الفرنسية، ويشغل معلوف المقعد رقم 29 والذي كان يشغله في السابق المحرر والمفكر الفرنسي وعالم الأنثروبولوجي كلود ليڤي-ستروس. وأمين معلوف هوأول محرر لبناني يحظى بعضوية الأكاديمية الفرنسية، وثاني محرر عربي بعد المحررة الجزائرية آسيا جبار، في عام 2005.

جوائز وتكريمات

تسلم معلوف في 15 يونيو2011 سيف الشرف في احتفالية انضمامه للأكاديمية الفرنسية، وقد شغل المقعد رقم 29 الذي كان يشغله في السابق عالم الأنثروبولوجي والمفكر الفرنسي كلود ليڤي-ستروس. فهمًا حتى معلوف هوأول محرر لبناني يحظى بعضوية الأكاديمية الفرنسية، وثاني محرر عربي بعد الجزائرية آسيا جبار، في العام 2005.

فاز معلوف بعدة جوائز وأوسمة، وكُرم في غير محفل ومكان، من ذلك:

• جائزة الصداقة الفرنسية العربية لعام 1986 عن روايته “ليون الإفريقي”.
• جائزة گونكور، كبرى الجوائز الأدبية الفرنسية، لعام 1993 عن رواية “صخرة طانيوس"، إذ فازت روايته التي نشرتها دار غراسيه بالجائزة بعد حصولها على ستة أصوات لقاء صوتين لميشال برودو، مؤلف رواية (صديقي بييرو).
• نيشان الاستحقاق الوطني من رتبة ضابط (2003).
• حاز في 2010 جائزة أمير اوسترياس (أوشتوريس) الإسبانية للأدب عن مجمل أعماله الغنية بمزيج من اللغة الايحائية في لوحة من تاريخ منطقة البحر الأبيض المتوسط العابقة باالثقافات واللغات وقصص التسامح والمصالحة.
• الوشاح الأكبر لوسام الأرز الوطني اللبناني (2013)
• نيشان الاستحقاق الوطني من رتبة قائد (2014)
• حاز في 2016 جائزة الشيخ زايد للكتاب عن "شخصية العام الثقافية"
• قلّده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في 29 فبراير 2020، وسام الاستحقاق الوطني، في احتفال أقيم في العاصمة الفرنسية، تقديرًا لعطاءاته وانجازاته في عالم الأدب، وقد رُفع معلوف إلى درجة الضابط الأكبر، وهي ثاني أعلى درجة في الجدارة بعد مركز الصليب الكبير.[1]

المصادر

وصلات خارجية

• مسقط أمين معلوف بالعربية
• مدونة أمين معلوف بالإنجليزية