هوالعلامة الشريف محمد نور بن محمد إبراهيم الخطي الحسني الطالبي :احد أئمة المسجد الحرام وقاضي المدينة المنورة ولد في مكة المكرمة سنة 1323 هـ ، حفظ القران الكريم والتحق بالمدرسة الصولتية في البلد الحرام وأخذ عن فهمائه وعن والده العلامة محمد إبراهيم الخطي الحسني,وعين رئيساً لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة واختير عضواً في هيئة التمييز ، ثم تولى قضاء المدينة , حتى احيل للتقاعد سنة 1372 هـ ، توفى رحمه الله في 22 شوال سنة 1402هـ .

نسبه

هوالشريف محمّد نور بن العلاّمة المُحدِّث محمّد إبراهيم الكُتبيّ بن محمّد عبدالله الحَسَنيّ بن نور محمّد بن عيسى بن عليّ بن الحَسَن بن محمّد بن الشّريف عبدالله الدّاخل بن محمّد بن موسى بن إبراهيم بن عبدالله بن محمّد بن عيسى بن عليّ بن الحَسَن بن أحمد بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن عليّ بن صائم بن إبراهيم بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن عبدالله بن إسماعيل بن سليمان بن موسى بن عبدالله أبوالكِرام بن داود الأمير بن أحمد المِسْوَر بن عبدالله الشيخ الصالح بن موسى الجَوْن بن عبدالله المحض بن الحَسَن المُثنّى بن الحَسَن المُجتبى السّبط بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام . .

مولده

وُلِد رحمه الله في مكة المكرمة سنة 1323هـ في بيت فهم وفضل في بيت والده العلامة المحدث الشريف محمد إبراهيم الخطي الحسني أحد فهماء البلد الأمين .

نشأته

بدأ بحفظ كتاب الله وتجويده على يد شيخ القرّاء بمكّة آنذاك الشيخ عبداللّطيف قاريء حتّى أتـمّه مع حفظه لبعض القراءات. وفي عام 1331هـ التحق بالمدرسة الصولتيّة وتدرّج في صفوفها حتّى تخرّج من القسم العالي في أواخر شهر ذي القعدة سنة 1337هـ, وبعد ذلك واصل دراسته على يد فهماء المسجد الحرام وفي مقدّمتهم والده العلامة محمد إبراهيم الخطي فدرس عليه فهم التفسير والحديث والأصول , وقرأ الفقه على الشيخ عمر حمدان , وقرأ التوحيد على الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ , وأخذ عن الشيخ عيسى رواس عدة علوم حتى برع وتفقه وتأدب , وقد أذنوا له بالتدريس، فتصدر وأفاد .

الخطي إماماً ومدرساً بالمسجد الحرام

تصدر الكُتُبي للإمامة والتدريس في المسجد الحرام وذلك في سنة 1340هـ على عهد الحكومة الهاشمية , حيث كان يؤم المصلين في الأيام العادية , وفي شهر رمضان كان يؤم المصلين في صلاة التراويح في محراب الممضى الحنفي, وكان ذلك في حصوة الرملة القريبة من باب العمرة , وعندما حلت الدولة السعودية وتسلمت زمام الحكم , وابطلت تعدد أئمة الصلوات , وجمعت الناس في الحرمين الشريفين على إمام واحد , أصبح رحمه الله إماماً رئيساً يُصَلّي بالناس صلاة الظهر وأحياناً صلاة العصر وعين حينها عضواً بهيئة التمييز بمكة المكرمة , ويعد الشيخ محمد نور الخطي أول من تولى الإمامة في المسجد الحرام في العهد السعودي , كما ذكر انه صلى بالناس في المسجد النبوي الشريف, فنال شرف الإمامة والقضاء في الحرمين الشريفين .

االخطي قاضي المدينة

في ربيع الاول من سنة 1357هـ عين الخطي قاضي للمدينة ثم رئيساً للمحاكم , كما انه كان أحد مدرسي المسجد النبوي الشريف , حيث عُيّن رحمه الله مدرِّساً ورئيساً لهيئة الفهماء والمدرِّسين بالمسجد النبويّ الشّريف, وقد شهد له أهل المدينة ببارعته في القضاء ,وكان دائما يدعوالى الصلح في قضاياه ,واستمر في عمله حتى سنة 1372هـ ,حيث طلب إحالته الى التقاعد ,فصدر الامر بالموافقة .

مناصبه

• عُيّن في سنة 1340هـ مدرّساً بالمسجد الحرام.
• كما عُيّن في سنة 1340هـ إماماً في المقام الحنفيّ بالمسجد الحرام.
• عُيّن في سنة 1343هـ إماماً أساسيّاً لصلاة الظُّهر بالمسجد الحرام.
• عُيّن في سنة 1346هـ عضواً برئاسة القضاء.
• عُيّن في شهر صفر سنة 1347هـ بمرسوم ملكيّ مدرِّساً بالمسجد الحرام ومراقباً للدروس.
• عُيّن في سنة 1348هـ رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.
• عُيّن في سنة 1349هـ عضواً بهيئة التمييز.
• كان عضواً منتدباً مع رئيس القضاء.
• عُيّن في سنة 1355هـ عضواً في مجلس المعارف بالمملكة.
• في سنة 1356هـ عُرِض على فضيلته تولّي القضاء بمدينة العلا فاعتذر عن ذلك.
• في جمادى الأوّل سنة 1357هـ صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيساً للمحاكم والدوائر الشرعيّة بالمدينة المنوّرة ، واّستمر رئيساً بها إلى سنة 1365هـ .
• في سنة 1357هـ عُيّن مدرِّساً ورئيساً لهيئة الفهماء والمدرِّسين بالمسجد النبويّ الشّريف.
• في سنة 1357هـ عُيّن رئيساً لكُلّية الشريعة في المدينة المنوّرة .
• ومن سنة 1365هـ إلى سنة 1372هـ , مساعداً أول لرئيس المحكمة والدوائر الشرعية بالمدينة المنورة .
• في سنة 1373هـ انتخب عضواً في المجلس الإداريّ بالمدينة المنوّرة .
• في سنة 1373هـ عُيّن مستشاراً شرعيّاً لإدارة الأوقاف في المدينة المنوّرة .
• في سنة 1377هـ عُرِضَ على فضيلته تولِّي قضاء القطيف فاعتذر عن ذلك .

مؤلفاته ومخطته

قام رحمه الله بجمع كتاباً نافعاً سماه النُّخبة المُعتبرة من مناسك الحجّ على المذاهب المشتهرة, طبع بمصر بالمطبعة السلفيّة سنة 1347ه , وكان للشيخ الخطي مخطة زاخرة أوقفها ابنه الشريف عبدالرزاق بعد وفاته على مخطة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة,وتحوي المخطة الكثير من المطبوعات النادرة التي بلغت (403) مطبوعاً ، ضمت التفسير والقراءات والعقيدة والفقه وأصوله والحديث ، واللغة والأدب والسيرة والتاريخ، وأربعة مخطوطات .

حليته

كان رحمه الله متوسط القامة, نحيل الجسم ,عريض الجبهة ,أسمر اللون, واسع العينين, متوسط اللحية , تلوح على وجهه علامات الذكاء والهيبة ,يرتدي الغترة ولا يضع عليها العنطق, ويلبس العباءة العربية, وكان في شبابه يلبس الجبة والعمامة وهوزي الفهماء في الماضي, وكان في أخر حياته لا يمشي إلا متوكئاً على العكاز , من أكابر الفهماء العاملين, فاضلاً زاهداً عابداً ورعاً كريم الأخلاق , معين لأصحاب الحوائج , لا تجده في المسجد إلا مصلّياً تالياً , لا يفتر عن قراءة القرآن , وكان فيه تواضع وعليه وقار .

نطق عنه محدث المدينة العلامة الشيخ عمر فلاتة رحمه الله : كان رحمه الله بحراً من بحور الفهم ننهل منه .

ونطق عنه الأديب المدني سعود الحجام : ذلك الرجل الذي يعد فهماً من أعلام المدينة النبوية , فهوأحد قضاة المحكمة الشرعية بها , عهد بجنوحه للسلم في جميع ما يعرض عليه من قضايا , فكم من قضية لعوائل كريمة تتعلق بطلاق أوخلافات زوجيه قد تفضي إليه تراه يجري الاتصالات ببعض رجالات المدينة من الذين عهدوا بحبهم لعمل الخير بأن يصلحوا ذات بينهم , فمتى ما تحقق له ما أراد سرله غاية السرور , وهوكذلك بالنسبة لقضايا الحقوق الخاصة كالديون والمواريث وغيرها , فإن له بصمات لاتمحى في قضايا بين أخوة وذوي رحمقد يكون لشيخنا الخطي فيها دوراً فاعلاً كي لاتصل الأمور بها إلى أحكام شرعية فتراه يلملم شعث خلافهم ويحاول جاهداً على ان لايكون لذلك الخلاف إي رواسب نفسية قد تؤثر على علاقاتهم الأسرية .

ونطق عنه السيد محمد بن الشيخ حميدة الطيب رحمه الله : كان رحمه الله عالماُ فاضلاً جمع بين شرف الفهم وشرف النسب .

وفاته

كانت وفاته رحمه الله في المدينة المنوّرة يوم الخميس الموافق 22 شوّال سنة 1402هـ، ودفن في بقيع الغَرقَد بالقرب من قبر جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وبجوار أهل البيت والصحابة رضوان الله عليهم جميعاً, وأعقب تسع بنات , وابن واحد هوالشريف عبدالرزاق .

المراجع