حسن البصري
|
جزء من سلسلة تصوف تاريخ التصوف |
|
توحيد · الشهادتين |
|
حارث المحاسبي · الغزالي |
|
إحياء علوم الدين · الرسالة القشيرية · مكتوبات الربانية |
|
صوفية السنة · صوفية الشيعة · صوفية الفلسفة |
|
الطريقة القادرية · الطريقة النقشبندية · الطريقة الجشتية · الطريقة السهروردية |
|
المحبة · الفهم |
|
المسجد الحرام · المسجد النبوي |
|
دمشق · خراسان · القدس |
الحسن بن يسار أبوسعيد ولد قبل سنتين من نهايه خلافه عمر بن الخطاب رضى الله عنه. كان والد الحسن مولى زيد بن ثابت الانصاري، وامه مولاة لام سلمه ام المؤمنين. وقد اعتقا قبل زقابلما. كانت أم الحسن منبتره لخدمه ام سلمه رضي الله عنها، فترسلها في جحاتها فيبكي الحسن وهوطفل فتسكته ام سلمه بثديها، وبذلك فأنه رضع من ام سلمه رضي الله عنها، وتربى في بيت النبوه. وكانت ام سلمه تخرجه إلى الصحابه فيدعون له، ونادى له عمر بن الخطاب، فنطق "اللهم فقه في الدين وحببه إلى الناس". ولقد حفظ الحسن القرآن قبل بلوغه الرابعه عشر.
نشأته
نشأه الحسن في الحجاز بمكان يسمى وادي القرن، وحضر الجمعه مع عثمان بن عفان رضي الله عنه وسمعه يخطب، وشهد يوم استشهاده (يوم تسلل عليه القتله الدار) وكان عمره أربع عشر سنة.
وفي سنه(37)هـ انتقل إلى البصرة، فكانت مرحله التلقي والتفهم، حيث انصت إلى الصحابه الذين استقروا في البصرة لمده ست سنوات وفي السنه (43)هـ عمل محررا في غزوه لأمير خراسان الربيع بين زياد لمده عشر سنوات عاد من الغزوواستقر في البصرة حيث اصبح اشهر فهماء عصره ومفتي البصرة حتى وفاته .
صفاتة وشمائله
كان الحسن البصري رحمه الله مليح الصورة، بهيا، وكان عظيم الزند نطق محمد بن سعد "كان الحسن فقيها، ثقة، حجة، مأمون، ناسكا، كثير الفهم، فصيحا، وسيما". وكان من الشجعان الموصوفين في الحروب، وكان المهلب بن ابي صفرة يقدمهم إلى القتال، وأشهجر الحسن في فتح كابور مع عبدالرحمن بن سمرة. نطق ابوعمروبن العلاء "ما رأيت أفصح من الحسن البصري". وفال الغزالي "وكان الحسن البصري أشبه الناس كلاما بكلام الأنبياء، وأقربهم، هديا من الصحابة، وكان غاية الصحابة تتصبب الحكمة فيه.
كان الحسن كثير الحزن، عظيم الهيبة، نطق أحد الصحابة "ما رأيت أحدا أطول حزنا من الحسن، ما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة.
أما عن سببب حزنه فيقول الحسن رحمة الله "بحق لمن يفهم حتى الموت مورده، وأن الساعة موعده، وأن القيام بين يدي الله تعالى مشهده، وأن يطول حزنه". وكان الحسن البصري يصوم الأيام البيض، والشهر الحرم، والأثنين والخميس.
فهمه
| بئس الرفيقان، الدينار والدرهم، لا ينفعانك حتى يفارقاك | ||
|
—من أقوال حسن البصري | ||
لقد كان الحسن أفهم أهل عصره، يقول قتادة "ما جمعت فهم إلى أحد الفهماء إلا وجدت له فضلا عليه، غير أنه إذا أشكل عليه خط فيه على سعيد بن المسيب يسأله، وما جالست فيها قط فضل الحسن".
وكان للحسن مجلسان للفهم: مجلس خاص بمنزله، ومجلس عام في المسجد بتناول فيه الحديث والفقه وعلوم القرآن واللغة وغيرها وكان تلاميذه كثر.
رأى الحسن عددا كبيرا من الصحابة وروى عنهم مثل النعمان بن البشير، وجابر بن عبدالله، وابن العباس، وأنس رضوان الله عليهم، ونتيجة لما تجاوز فقد لقبه عمر بن عبد العزيز بسيد التابعين حيث يقول "لقد وليت قضاء البصرة سيد التابعين".
وسُئل مرة أنس بن مالك عن مسألة فنطق:سلوا عنها مولانا الحسن فإنه سمع وسمعنا فحفظ ونسينا،ونطق أيضا:إنى لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين الحسن وابن سيرين. ونطق أبوعمروبن العلاء: ما رأيت أفصح من الحسن البصرى، ومن الحجاج بن يوسف الثقفي، فقيل له فأيهما كان أفصح ،يا ترى؟ نطق الحسن. ونطق قتادة: ماجالست رجلا فقيها إلا رأيت فضل الحسن عليه. ونطق الزُّهري: (الفهماء أربعة "سعيد بن المسيَّب" بالمدينة، و"الشعبى" بالكوفة، و"الحسن البصرى" بالبصرة، و"مكحول" بالشام).
من مواقف الحسن البصري
عاش الحسن رحمه الله الشطر الأكبر من حياتة في دولة بني أمية، وكان موقفه متحفظاً على الأحداث السياسية، وخاصة ما جرّ إلى الفتنة وسفك الدماء، حيث لم يخرج مع أي ثورة مسلحة ولوكانت باسم الإسلام، وكان يرى حتى الخروج يؤدي إلى الفوضى والإضطراب، وفوضى ساعة يرتكب فيها من المظالم ما لا يرتكب في استبداد سنين، ويؤدي الخروج إلى طمع الأعداء في المسلمين، ولأن الناس يخرجون من يد ظالم إلى ظالم، وإن شق على دراية إصلاح الحاكم فما زال لإصلاح المحكومين مُيسراً. أما إذا كان الحاكم ورعاً مطبقاً لأحكام الله مثل عمر بن عبد العزيز، فإن الحسن ينصح له، ويقبل القضاء في عهده ليعينه على أداء مهمته.
خط الحسن لعُمر بن عبد العزيز ينصحه فنطق "فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد أئتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فبنذ المال وشرد العيال، فأفقر أهله وبدد ماله".
ولقد عنف الحسن البصري طلبة الفهم الشرعي الذين يجعلون فهمهم وسيلة للاستجداء فنطق لهم "والله لوزهدتم فيما عندهم، لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم، فزهدوا فيكم".
ومن أقواله المأثورة قوله:
| يا ابن آدم إنما أنت أيام حدثا مضى يوم مضى بعضك. | ||
|
—من أقوال حسن البصري | ||
وحدثنا أبوبكر رحمه الله نطق حدثنا أبوعثمان عن التوزي عن أبي عبيدة نطق بلغني أنه ولد للحسن البصري غلام فهنأه بعض أصحابه فنطق الحسن نحمد الله على هبته ونستزيده من نعمته ولا مر حبا بمن حتى كنت غنيا أذهلني وإن كنت فقيرا أتعبني لا أرضى له بسعي سعيا ولا بكدي له في الحياة كدا أشفق عليه من الفاقة بعد وفاتي وأنا طالما لا يصل إلي من همه حزن ولا من فرحه سرور
--كتاب الامالي الجزء الثاني ص34 طابعة الهيئة العامة المصرية للكتاب
وفاته
توفي الحسن رحمه الله عشية يوم الخميس في أول رجب سنة عشر ومائة وعاش ثمان وثمانين سنة، وكانت جنازته مشهودة، صلى عليه المسلمون عقب صلاة الجمعة بالبصرة. وكانت جنازته مشهودة فقد نطق حميد الطويل: تُوفى الحسن عشية الخميس، وأصبحنا يوم الجمعة ففرغنا من أمره، وحملناه بعد صلاة الجمعة، ودفنَّاه، فتبع الناس كلهم جنازته واشتغلوا به فلم تقم صلاة العصر بالجامع، ولا أفهم أنها هجرت منذ كان الإسلام إلا يومئذ لأنهم تبعوا كلهم الجنازة حتى لم يبق بالمسجد من يصلي العصر...
المصادر
- موسوعة الحضارة الأسلامية
نطقب:مذاهب أهل السنة والجماعة الفقهية
