جوتو دي بوندونى

عودة للموسوعة

جوتودي بوندونى

جوتو
Giotto
تمثال جيوتو، خارج اوفيتسي
وُلـِد ح. 1267
بالقرب فلورنسا، إيطاليا
توفي 8 يناير 1337 (عن عمر 70)
فلورنسا، إيطاليا
القومية إيطالي
مبعث الشهرة رسم بالزيت، جصيات
الحركة القوطي المتأخر

جيوتودي بوندونه (1267 – 1337م). أحد أهمّ الرسامين الغربيين في القرن الرابع عشر الميلادي. عمل أسلوبه الواقعي على الارتقاء بالتصوير التشكيلي في إيطاليا، وكان له تأثير قويٌ على زعماء النهضة في القرن الخامس عشر الميلادي.

عصره

إن من العسير حتى نحب فلورنسا كما كانت في العصور الوسطى . ذلك أنها كانت وقتئذ نكدة صارمة في الصناعة والسياسة، ولكننا لا يصعب علينا مع ذلك حتى نعجب بها. لكنها خصصت ثروتها لخلق الجمال. ففيها أيام شباب بترارك كانت النهضة في أوج مجدها. فقد علا شأنها فيما كان يكتنفها من جوحافز ملئ بالتنافس المالي والتجاري، والنزاع العائلي، والعنف الفردي، لم يكن لشيء منها مثيل في سائر أنحاء أوربا. لقد كان أهل المدينة منقسمين على أنفسهم تفرق بينهم حرب الطوائف، وكانت جميع طائفة فيها منقسمة هي الأخرى إلى أحزاب لا ترحم إذا خط لها النصر، ولا تسكت عن الانتقام اذا منيت بالهزيمة، وكان انتنطق بعض الأسر من حزب إلى حزب في أي وقت مت الأوقات يخل بتوازن القوي بينهما، وكثيراً ما كان يحدث في أي لحظة حتى تنتظر السلاح بعض العناصر المتذمرة، وتحاول إسقاط الحكومة، فإذا أفلحت نفت زعماء الحزب المغلوب من المدينة، وصادرت في العادة أملاكهم، وحرقت بيوتهم أحياناً. على حتى هذا النزاع الاقتصادي وذاك الاضطراب السياسي لمقد يكونا جميع ما في فلورنس من حياة، ذلك حتى اهلها كانوا ذوي شعور وطني قوي يعتزون به وإن كانوا أكثر إخلاصاً لحزبهم منهم لمدينتهم، وكانوا ينفقون كثيراً من مالهم في سبيل المصلحة العامة. وكان الموروثون من الأفراد ينفقون من اموالهم على رصف الشوارع وإنشاء المجاري، وتحسين موارد ماء الشرب، وإعداد مكان صالح للسوق العامة، وتشييد الكنائس، والمستشفيات، والمدارس، أواصلاحها. وكذلك كانت تعمل نقابات الحرف. وكان ألاهلون ذوي شعور بالجمال لا يقل في قوته عن شعور اليونان الأقدمين أوالفرنسيين المحدثين، وكان هذا الشعور يدفعهم لرصد الأموال العامة والخاصة لتزيين المدينة بالعمائر، والتماثيل، والصور، وتجميل بيوتهم من الداخل بهذا كله وبعشرات من الفنون الصغرى.

وكان الخزف الفلورنسي أرقى أنواع الخزف الأوربي في ذلك العهد، كذلك كان الصياغ يحلون الأعناق والصدور، والأيدي، والمعاصم، والمناطق، ومذابح القرابين، والنضد، والاسلحة، والنقود، بالجواهر أوالخشب الملبس، والنقوش المحفورة أوالبارزة التي لا يفوتها شئ من نوعها في عصر آخر من العصور.

وأخذ الفنان في ذلك الوقت تنعكس عليه النزعة الجديدة نزعة اهتمام الفرد بكفايته الذاتية أوحبه للفن الجميل، فبرز من الطائفة أوالجماعة ، ورسم ما ينتجه باسمه. وكان نقولوپيزانوNiccolo Pisano قد خلص قبلئذ فن النحت من تقليد الموضوعات الدينية، وخضوعه لأساليب العمارة وذلك بجمعه بين النزعة الطبيعية القوية ومثل الإغريق العليا في تصوير الجسم. وصب تلميذه أندريا پيزانوAndrea Pisano نصفي بابين من البرونز لمبنى التعميد في فلورنسا (1300-1306) صور عليهما في أثنين وعشرين نقشاً بارزاً تقدم الفنون والعلوم منذ حفر آدم وغزلت حواء، وليس هذان الأثران الفنيان الباقيان من القرن الرابع عشر بأقل قيمة من "أبواب الجنة " التي نقشها جبرتي Ghiberti في القرن الخامس عشر على هذا البناء نفسه. وفي عام 1334 وافق أمير فلورنس على تخطيط جيتولبرج يتحمل ثقل أجراس الكنيسة وينشر أصواتها، وصدر بذلك مرسوم تتمثل فيه روح العصر اتى فيه حتى "برج الأجراس يجب حتى يشاد بحيث يسموفي فخامته، وارتفاعه، ودقة صنعه، على جميع شئ من نوعه أبدعه في الزمن القديم اليونان والرومان في أوج مجدهم(30). وليس جمال البرج في شكله المربع الذي لا يمتاز بشيء عن أمثاله (والذي كان جوتويرغب في حتى تعلوه منارة مستدقة)، بل في نوافذه المزخرفة على الطراز القوطي، وفي النقوش البارزة التي حفرها جوتو، وأندريا بيزانو، ولوكا دلا ربيا Luca della Robia في الرخام الملون على الألواح السفلى. وواصل العمل، بعد موت جوتو، بيزانو، ودوناتلو، وفرتشسكوتالنتي، وإليهما يدين البرج بما حوته أعلى مقنطراته من جمال بالغ الأوج.


حياته

ولد جيوتو، وهوابن راعٍ فقير، في قرية بالقرب من فلورنسا. اسمه الحقيقي جيوتودي بوندوني. لا يفهم الدارسون إلا القليل عن حياة جيوتوالمبكرة أوبداياته كفنان. حسب أحد الأساطير، كان جيوتويراقب خراف والده ويرسم صورًا لها على الصخرة بوساطة حجر حاد. صادف حتى كان الرسام الإيطالي الشهير جيوفاني تشيمابومارًا فرآه. انبهر تشيمابوبموهبة الفتى لدرجة حتى جعله يتمرن عنده لتفهم المهنة.

أحد جصيات أسطورة سانت فرانسيس في أسيسي, the authorship of which is disputed.
مشهد الصلب، ريميني.

وكان جيتودي بندوني Giolto di Bondoni يحمل لواء المصورين في القرن الرابع عشر كما كان بترارك يحمل لواء الشعر في ذلك القرن نفسه، وكان الفنان يضارع الشاعر في تعدد كفاياته، فقد كان مصوراً، ومثالاً، ومهندساً معمارياً، ورأسمالياً، وخبيراً بأحوال العالم، لا يقل حذقه للآراء الفنية، عن مهارته في الحيل الفهمية والأجوبة الفكهة المسكتة، ولهذا كان جيتويسير في الحياة واثقاً من نفسه، ينثر روائع فنه في فلورنس، وروما، وأسيسى، وفرارا، ورافنا، وريميني، فايندسا، Faenza، وبيزا، ولوكا Lucca، وأرتسو، وبدوا، وفيرونا، ونابلي، وأربينوOrbino، وميلان. ويبدوأنه لم يكن يهتم مطلقاً بأن يكلف بالقيام بعمل من الأعمال، ولما سافر إليهما ضيفاً على الملك في قصره. وهناك تزوج وكان له أبناء قبيحوالمنظر، ولكن أعماله الفنية الجميلة الهادئة، وحياته التي تسري فيها روح البهجة، لم تتأثرا قط بهذا القبح، وكان يؤجر الأنوال للصناع بضعفي أجرها المعتاد(31). ومع هذا فأنه يقص لنا سيرة القديس فرانسس رسول الفقر في عمل من أعماله الفنية الراقية الباقية من عصر النهضة.

وكان لا يزال في شرخ الشباب حين أستنادىه الكردنال استفانستشي Stefaneschi إلى روما ليصور له بالفسيفساء صوره "الفنية الصغرى navicella " التي تمثل المسيح ينقذ بطرس من الموج. ولا يزال هذا النقش باقياً إلى اليوم، وإن كان قد أدخل عليه تغيير كبير، في دهليز كنيسة القديس بطرس في مكان غير ظاهر فوق عمد المدخل ومن خلفها. وأكبر الظن حتى هذا الكردنال نفسه هوالذي كلفه بعمل صورة الملاك المجنح المحفوظة في الفاتيكان. وتظهر هذه الأعمال كلها جيتوشخصاً غير ناضج، قوي التفكير، ضعيف التطبيق. ولربما كانت دراسات جيتولنقوش بيتروكفنليني Pietro Cavanelline الفسيفسائية الموجودة بكنيسة القديسة ماريا في ترتستيفيري، ومفهماته في كنيسة القديسة تشيتشيليا Cecilia قد ساعدت على تكوين جيتوفي تلك السنين الرومانية، ولعل النحت الطبيعي الذي قام به نقولوبيزانوقد جعله يحول عنايته من أعمال أسلافه إلى ملامح الأحياء من الرجال والنساء ومشاعرهم. وفي ذلك يقول ليوناردودافنتشي: "لقد ظهر جيتووصور ما رآه "(32). واختفى الجمود البيزنطي من الفن الإيطالي. ثم أنتقل جيتوإلى بدوا وقضى ثلاث سنين يصور على الجص تلك الرسوم الذائعة الصيت التي تزدان بها كنيسة أرينا. ولعله قد التقى في بدوا بدانتي، ولعله قد عهده قبل ذلك في فلورنس، فها هوذا فاساري Vasari، الممتع على الدوام، والدقيق الصادق في بعض الأحيان، يصف دانتي بأنه "الرفيق والصادق الصدوق " لجيتو(33). وها هوذا يعزولجيتوصورة لدانتي تكون جزءاً من نقش جصي في قصر الحاكم في فلورنس. وترى الشاعر يثني على المصور ثناء رقيقاً مستطابا في المسلاة الإلهية34). ولما كان عام 1318 كلفت أسرتان من رجال المصارف هما أسرة باردى Bardi وأسرة بيرتسي Peruzzi جيتوبأن يقص لهما على الجص قصص القديسين فرانس، ويوحنا المعمدان ويوحنا المبشر بالإنجيل، وذلك في المزارين اللذين كانا يشيدهما في كنيسة سانتا كروتشي (الصليب المقدس) Sante Croce في فلورنسا. وقد غطيت هذه الرسوم بالجير فيما بعد، ولكنه كشف عنها في عام 1853 واعيد تلوينها، وبذلك لم يبق فيها من عمل جيتوإلا الرسم والتأليف. وكان هذا بعينه مصير المظلمات الذائعة الصيت في كنيسة القديس فرانس المزدوجة في أسيسي. ويحج عدد كبير من الإيطاليين إلى هذا الضريح القائم فوق إحدى الروابي، ويبدوحتى عدد الذين يفدون منهم لمشاهدة الرسوم التي تعزى لتشيمابيوCimabue وجيتولا يقل عمن يفدون لتكريم هذا القديس أوللتبرك به. وأكبر الظن حتى جيتوهوالذي وضع تصميم الموضوعات ورسم الخطوط الخارجية للمظلمات السفلى في الكنيسة العليا. أما ما بقى فيبدوأنه اكتفى فيه بالإشراف على عمل تلاميذه. وتقض هذه المظلمات التي في الكنيسة العليا حياة القديس فرانسس بتفصيل قلما حظي المسيح نفسه بسيرة مصورة له تماثل هذه السيرة في دقائقها. وهي تمتاز بالبراعة في التفكير والتأليف، وباللطف والرقة والتناسق في الإخراج والتطبيق، وتقضي قضاء لا رجعة بعده على الجمود الكهنوتي الذي كان يلازم الأشكال البيزنطية، ولكنها مع ذلك يعوزها العمق والقوة والنزعة الإنفرادية، فهي في حقيقة الأمر لوحات مصورة رشيقة خالية من تأثير العاطفة أودم الحياة. أما مظلمات الكنيسة السفلى فقد كانت أقل من مثيلاتها في الكنيسة العليا تعرضاً لعوادي الأيام، وهي تشهد بما طرأ على قدرة جيتومن تقدم. ويبدوأنه هونفسه الذي قام برسم الصور التي في مُصًلّى مجدلين، وأن تلاميذه هم الذين صوروا الرسوم الرمزية التي تشرح الإيمان التي يقسمها الرهبان الفرنسيس بأن يلتزموا حياة الفقر والطاعة والطهر. ولقد كانت سيرة فرانسس المصورة في هذه الكنيسة المزدوجة حافزاً قوياً، بل تكاد تكون مولداً جديداً، لفن التصوير الإيطالي، ونشأت منها تنطقيد بلغت المثل الأعلى من الكمال في أعمال الراهب الدمنيكي "الأخ أنجلكوFra Angelico ".

وفي وسعنا حتى نقول إذا أعمال جيتوكانت في مجموعها ثورة على الأوضاع الفنية القائمة وقتئذ. ونحن نشعر بأخطائه لأننا نعهد مقدار ما أحدثته الحركة التي بدأها هومن إتقان وبراعة. نحس بأن رسمه، وصياغته، ومراعاته لفن المنظور، وفهمه بالتشريح، جميع هذا ناقص معيب. لقد كان الفن، كما كان الطب في عهد جوتو، قد بدأ تواً في تشريح الجسم البشري، وفي حتى يبين موضع جميع عضلة، وعظم ، ووتر، وعصب، وهجريبه، وقد أتقن فهم هذه العناصر رجال من أمثال منتينيا Mantegena ومساتشيوMasaccio، وبرع في هذه الفهم ميكل أنجلووبلغ فيها درجة الكمال، بل كاد يجعل منها معبوداً له ولأمثاله من رجال الفن. أما في أيام جيتوفقد كان لا يزال من غير المألوف حتى يفهم الناس الجسم البشري عارياً.وكان تصويره يجلل من يقدم على تصويره بالعار. فإذ كان هذا فما الذي يجعل أعمال جيتوفي بدوا وأسيسي من معالم تأريخ الفن،يا ترى؟ إذا الذي يجعلها هكذا هوالـتأليف المتزن، ورسم العين من جميع زاوية إلى مركز الاهتمام، والمهابة المستمدة من الحركة الهادئة، والتلوين الرقيق المتألق، وانسياب السيرة في عظمة وجلال، والاعتدال في التعبير ولوكان عن المشاعر العميقة، وعظمة الهدوء الذي يغمر تلك المناظر المضطربة، وما نشاهده بين الفينة والفينة من نزعة طبيعية في تصوير الرجال، والنساء، والأطفال كما شاهدهم وأحس بهم، وهم يتحركون في الحياة لا كما درسهم الفنانون في ماضي الأيام. تلك هي العناصر التي تألف منها فوز جيتوعلى الجمود البيزنطي والكآبة البيزنطية. وتلك هي أسرار نفوذه الخالد. لقد ظل فن فلورنس مائة عام بعد وفاته يستمد من أعماله حياته وإلهامه.

واتى في أعقابه جيلان من الفنانين الذين ساروا على نهجه، فحذوا حذوه في موضوعاته وفي طرازه، ولكنهم قلما كانوا يبلغون ما بلغه من براعة وإتقان، فقد كان تديوجدى Taddeo Gaddi تلميذه وابنه في العماد يرث عنه فنه، وكان والد تديووثلاثة من ابناء تديوالخمسة رسامين، ذلك حتى النهضة الإيطالية، كالموسيقى الألمانية، كانت تنزع إلى الانتنطق في الأسر من الآباء إلى الأبناء، وقد ارتقت فيها بانتنطق اصولها الفنية وتجمعها في البيوت والمفاقه والمدارس. وقد بدأ باديوحياته صبياً محترفاً عند جيتو، وما وافى عام 1347 حتى كان هوحامل لواء المصورين الفلورنسيين، وكان حتى بعد حتى بلغ تلك المكانة يسقط بإمضاء "تلميذ جيتوالأستاذ الجليل " تكريماً لذكرى أستاذه(35). وقد أثرى بجده في فني التصوير والعمارة ثراء استطاع به بنوه حتىقد يكونوا من أنصار الفن.

ولدينا تحفة فنية ظلت زمناً طويلاً تعزى اليه، ولكنها الآن تعزى إلى أندريا دا فريندسي Andrea da Firenze وهي تدل على حتى إيطاليا في هذا القرن الأول من عصر النهضة لم تكن قد خرجت بعد من العصور الوسطى. فقد أقام الرهبان الدمنيك حوالي عام 1370 في " كابلا دجلي اسبنيولي Copella degli Spagnuoli أومعبد الاسبانيين في كنيسة سانتا ماريا نوفلا صورة يمجدون بها فيلسوفهم الشهير يُرى فيها تومس أكوناس في وضع راسخ مريح ولكنه بلغ من الخشوع حداً يحول بينه وبين الكبرياء، ويقف وقفة الظافر والزنديقان أريوس، وسابيوس، والفيلسوف أبن رشد يتمرغون تحت قدميه، ومن حوله موسى، ويوحنا المبشر الإنجيلي وغيرهم من القديسين، وقد بدأوكأنهم أتباع لهم، ومن تحتهم أربع عشرة صورة ترمز إلى سبعة علوم مطهرة وسبعة دنسة، منها نحودوناتوس Donatus وبلاغة شيشرون، وقانون جستنيان، وهندسة إقليدس وما إليها. والفكرة التي أوحت أليها بهذه الصورة لا تزال كلها من أفكار العصور الوسطى، أما الفن وحده في تصميمه ولونه فيدل على بزوغ فجر عهد حديث من ظلمات العهد القديم. ولقد كان الانتنطق تدريجياً إلى حد لم يشعر الناس معه بأنهم في عالم حديث إلا بعد مائة عام من ذلك الوقت. ويبدوالتقدم في التطبيق الفني أوضح وأكثر جلاء في أعمال أركانيا Arcagna الذي لا يسموعليه أحد من الفنانين الإيطاليين في العصور الوسطى إلا جيتووحده. وكان أسمه الأصلي أندريا دي تشيوني Andrea de Cioni، لكن معاصريه المعجبين به سموه أركانيولوArcagnolo أي الملاك الأعظم، ثم اختصرت الألسنة الكسولة هذا الاسم فجعلته أركانيا. وكثيراً ما يعد هذا الفنان من بين أتباع جيتو، ولكنه كان في الواقع الأمر من تلاميذ المثال أندريا بيزانوAndrea Pisano. وكان أركانيولا بارعاً في فنون كثيرة شأنه في هذا شأن أعظم العباقرة في عصر النهضة. وهوبوصفه رساماً قد صور لمعبد استرتسي Strozzi في سانتا ماريا نوفلا غطاء ملونا للمحراب مثل عليه المسيح جالساً على عرشه، كما أنشأ أخوه الأكبر ناردوNardo على الجدران مظلمات واضحة تمثل الجنة والنار (1354-1357)، وخطط بوصفه مهندساً معمارياً التشرتودسا Certoza أوالدير الكرثوذي Carthusian بالقرب من فلورنس، وهوالدير الذي اشتهر بطرقه المسقوفة الجميلة وما احتواه من مقابر أتشيايولي Acciaiuoli). ونفذ هوووالده بوصفهما مهندسين ومثالين الهيكل المزخرف في "أورسان متشيلي Or San Micchele في فلورنس. وفي هذا الهيكل صورة للعذراء كان الناس يعتقدون أنها تعمل المعجزات، ولهذا فإنه لما زال وباء الموت الأسود الذي أجتاح أوربا عام 1348 بلغت النذور التي قدمها لها الذين نجوا من الوباء من الكثرة درجة اغتنى منها الرهبان القائمون على خدمة البناء، وتقرر بعدئذ ان يضم هذه الصورة ضريح مقام من الرخام والمضى. واختطه تشيوني على شكل كنيسة قوطية مصغرة ذات عمد، وأبراج مستدقة، وتماثيل، ونقوش بارزة، ومعادن ثمينة، وأحجار غالية، فهي والحالة هذه درة من زخرف القرن الرابع عشر. وذاعت بفضلها شهرة أندريا فعين كبير الفنانين في أرفيتوOrvieto واشهجر في تخطيط قابلة كنيستها، ثم عاد إلى فلورنس في عام 1362 وأخذ يعمل في الكنيسة العظيمة إلى يوم وفاته. وكانت شهرة سانتا ماريا دل فيوري Santa Maria del Fiori- أكبر الكنائس التي بنيت في إيطاليا حتى ذلك الوقت- قد بدأت من عهد أرنلفودي كمبيوCambio Arnolfo di في عام 1296، وتتابع عليها عدد من كبار الفنانين بعضهم في أثر بعض ظلوا يعملون فيها حتى هذا اليوم، ونذكر من هؤلاء جوتو، واندريا بيزانو، وفرانتشسكوتالنتي وغيرهم. ويرجع تاريخ قابلتها الحالية إلى عام 1887، ولا تزال الكنيسة الكبرى ناسيرة إلى هذا اليوم، ولا بد حتى يعاد بناء جزء كبير منها في جميع قرن. وسبب ذلك حتى العمارة كانت أقل الفنون نجاحاً في إيطاليا إبان عصر النهضة، لأنها اخذت في غير حماسة اواهتمام من الشمال بعض عناصر العمارة القوطية المعقد المستدق، وجمعت بينها وبين العمد المأخوذة من العمارة القديمة، ثم شادت فوق هذه كلها في بعض الأحيان القبة ذات الطراز البيزنطي.فكان هذا خليطاً غير متناسق العناصر، إذا استثنينا منه بعض الكنائس الصغرى من عمل برامنتي Bramante حكمنا بأنه تعوزه الوحدة والرشاقة. وكانت قابلة أرفيتووسيينا Siena مظهراً فخماً لفن النحت والفسيفساء أكثر منها مظهراً لفن العمارة السليم، وإن العناية الشديدة بإبراز الخطوط المستقيمة والناشئة من وجود طبقات متتالية من الرخام الأسود والأبيض في جدرانها، لما يسبب الانقباض للعين والنفس، مع حتى معنى الكنيسة نفسه يجب حتىقد يكون هوالضراعة أوالابتهال الصادرين إلى السماوات العليا. وإن من العسير حتى نعد كنيسة سانتا ماريا دل فيوري- وهوالاسم الذي أطلق على كنيسة فلورنس بعد عامي 1412، وقد أشتق اللفظ الأخير (فيوري) من الزنبقة المرسومة على شعار المدينة-زهرة من الأزهار. ولولا القبة الشهيرة التي أنشأها برونلسكوBrunellesco لعدت كهفاً قد يحدث فراغه المظلم هوفم جحيم دانتي بدل حتىقد يكون بيتاً لله.


أعمال جيوتو

عندما وُلِد جيوتوكان الرسامون الإيطاليون يتَّبعون الأسلوب البيزنطي للعصور الوسطى الذي يصوّر الموضوعات بطريقة حادة وغير واقعية. ورسم جيوتوفي اللقاء أشكالاً مجسّمة وطبيعية المنظر. فمثلاً لكي يوضح كيف من الممكن أن يشع الضوء في الجسم في الطبيعة، نجده يضيء جانبًا واحدًا من الشكل، بينما يرسم الجانب الآخر منه في الظل.

الأعمال الأولى الموجودة التي يمكن نسبتها إلى جيوتودون شك، هي لوحات سكروڤيني الجصية (حوالي 1305 – 1310م)، ولكنه اشتهر قبل ذلك بفترة طويلة.

كان جيوتوأيضًا مهندسًا معماريًا، وأصبح كبير المهندسين المعماريين لكاتدرائية فلورنسا. صمم جيوتوبرج كامبانيلي الذي ما يزال ماثلاً بجوار الكاتدرائية.


كامپانيله دي جيوتو(فلورنسا)
A possible contender as an image of Giotto is this face from the decoration of the مصلى پروتسي.(ترميم رقمي)


معرض الصور

الهامش

المصادر

  • ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • Eimerl, Sarel. The World of Giotto, Time-Life Books, (1967), ISBN 0-900658-15-0
  • Previtali, G. Giotto e la sua bottega (1993)
  • Vasari, Giorgio.
    • Le vite de più eccellenti pittori, scultori e architetti (1568)
    • Lives of the Artists, trans. George Bull, Penguin Classics, (1965) ISBN 0-14-044-164-6

للاستزادة

  • Ladis, Andrew. Giotto's O: Narrative, Figuration, and Pictorial Ingenuity in the Arena Chapel (Pennsylvania State UP, 2009)
  • Land, Norman. Giotto as an Ugly Genius: A Study in Self-Portrayal, in Andrew Ladis, ed., Giotto as a Historical and Literary Figure: Miscellaneous Studies, أربعة vols. (Vol. 1: Giotto and the World of Early Italian Art), Garland Publishing, New York, 1998: 183 – 196.
  • Pisani, Giuliano.
    • L’ispirazione filosofico-teologica nella sequenza Vizi-Virtù della Cappella degli Scrovegni, «Bollettino del Museo Civico di Padova», XCIII, 2004, Milano 2005, pp. 61–97.
    • Terapia umana e divina nella Cappella degli Scrovegni, «Il Governo delle cose», dir. Franco Cardini, Firenze, n. 51, anno VI, 2006, pp. 97–106.
    • L’iconologia di Cristo Giudice nella Cappella degli Scrovegni di Giotto, «Bollettino del Museo Civico di Padova», XCV, 2006, pp. 45–65.
    • Le allegorie della sovrapporta laterale d’accesso alla Cappella degli Scrovegni di Giotto, «Bollettino del Museo Civico di Padova», XCV, 2006, pp. 67–77.
    • Il miracolo della Cappella degli Scrovegni di Giotto, in ModernitasFestival della modernità (Milano 22-25 giugno 2006), Spirali, Milano 2006, pp. 329–57.
    • Una nuova interpretazione del ciclo giottesco agli Scrovegni, «Padova e il suo territorio», XXII, 125, 2007, pp. 4–8.
    • I volti segreti di Giotto. Le rivelazioni della Cappella degli Scrovegni, Rizzoli, Milano 2008.
    • Il programma della Cappella degli Scrovegni, in Giotto e il Trecento, by A. Tomei, Skira, Milano 2009, I – I saggi, pp. 113–127.


وصلات خارجية

Note: while reproductions of paintings at external sites are valuable, attributions may be misleading. Any website that shows, without question, the frescoes of the Upper Church of St. Francis of Assisi as being the work of Giotto, is ignoring modern scholarship on the matter. Any website that claims Giotto was placed in charge of the decoration of the Upper Church or was selected as the "most suitable" artist for its decoration is making a claim based on lack of evidence. If records of the commissions existed, they may have been lost. The early documents held by the monastery have been destroyed.

  • Page at Web Gallery of Art
  • Giotto in Panopticon Virtual Art Gallery
  • Video of Giotto's Scrovegni Chapel
تاريخ النشر: 2020-06-09 13:51:14
التصنيفات: Missing redirects, Articles with hCards, Pages using infobox artist with unknown parameters, Pages with citations using unsupported parameters, مواليد 1267, وفيات 1337, معماريون إيطاليون, رسامون إيطاليون, كاثوليك إيطاليون, رسامو العصور الوسطى, أشخاص من مقاطعة فلورنسا, أشخاص من توسكانيا, رسامون توسكانيون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الغلاء يصل ميركاتو اللاعبين | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-30 21:20:04
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

ارميلي تجتث مقبرة الرخص | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-30 21:20:05
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 53%

التحقيق في تجسس دولي على المغرب | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-30 21:20:05
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

عاجل.. انتشال سيارتين بعد سقوطهما في ترعة المريوطية - حوادث

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-30 21:20:34
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

فحص طبي يكشف عن معاناة إبراهيم سعدون من اضطرابات نفسية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-30 21:18:44
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

مشروع قانون حرية الأسعار ومجلس المنافسة فوق طاولة لجنة برلمانية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-30 21:18:42
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

“ما معيدينش” … المقاطعون يستعيدون “البوز” | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-30 21:20:07
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

أموال قذرة في حقول الفواكه الحمراء | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-30 21:20:06
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

تسجيل 4003 حالة إصابة جديدة بـ"كورونا"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-30 21:18:45
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

“شيكات ضمان” بحوزة قاضي بني ملال | جريدة الصباح

المصدر: جريدة الصباح - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-30 21:20:03
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

بدء استقبال قراءة عداد الغاز إلكترونيا لشهر يوليو غدا

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-30 21:20:44
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 63%

مجلس ONCF: حقق المكتب سنة 2021 رقم معاملات بلغ 3,628 مليار درهما

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-30 21:18:43
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

تحميل تطبيق المنصة العربية