ثمّ لماذا غاب عن أذهان من وقع عليهم الاختيار لاقتراح أسماء الأحياء تلك أسماء أخرى اشتهرت بها الجزيرة بيئة وأدبا مثل العرار والشيح والقيصوم، عندي أن الأسماء الأخيرة - لو تمكّنتْ - سترفع صوتها احتجاجا، ولو قُيّض لها أن تُوصل احتجاجها هذا إلى دواوين اللجان البلدية لفعلت... !
وقال الصمة بن عبدالله القشيري
أقول لصاحبي والعيس تهوى... بنا بين المنيفة فالضمارِ
تمتع من شميم عرار نجدٍ... فما بعد العشيّة من عرارِ
النفل والغدير والخزامى والياسمين والورود والندى والمروج أسماء عصرية وحديثة ورومانسية حلوة لبعض الأحياء الجديدة في العاصمة الرياض، ومقترحوها متفائلون، أو أنهم ذوو خيال لا يمت إلى الحياة والتجربة الواقعية بصلة. اقترحوها (قصدي الأسماء) وصعُب على اللجان رفضها بعد عرضها.
والأسماء لا شك تفاؤل وتمنٍ جيد، ونزوع إلى رؤية الجانب المشرق من الحياة والأشياء.
ومرة أخرى أقول إن الذين اقترحوها أحسّوا أو استشعروا بقرب قيام الساعة...!، وهي آتية لا ريب فيها. معتمدين على الأثر «لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا».
والملاحظ أن الأحياء الجديدة في معظم المدن الكبيرة لم تأخذ نصيبها من الشهرة والتداول بعد. فالناس يتذكرون بدايات التسمية أو ما شاع منها. ومعظم الشوارع في شماليّ وشرقي الرياض تأخذ أسماء عرضها، فشارع الأربعين مثلا نجده في أحياء عديدة.
وبمناسبة تعلق الموضوع بالأحياء، سبق أن رأيتُ تحقيقا صحفيا عن أحياء الرياض الجنوبية مثل حيّ «الغالة (ولا أظن أن هذا الاسم رومانسي أو جذاب) مثل الغدير والورود والمصيف.. كذلك تساءل السكان عن استقرار اسم «خنشليلة» واتفقوا على كون نُطقه قاسيا، غليظا، ثقيل الظل، إذا قورن بأحياء مثل الورود والخزامى.
وفي المنطقة الشرقية توجد منطقة اسمها «العَقْربيّة» والاسم يصف السحاب الماطر الذي يأتي في آخر الوسم (العقارب) وفائدته للرعي معدومة، وتنتعش فيه فقط الأشجار الشوكية كالسدْر والعوسج.
السيل يا سدرة الغرمول يسقيك.
من مزنةٍ هلّت الما، عقربيّه.
.
A_Althukair@
A_Althukair@