خبير آثار ردًا على إيلون ماسك: المصريين بناة الأهرام والكائنات الفضائية خرافات


ردًا على المهندس والملياردير الأمريكي، إيلون ماسك الذي ذكر عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، قائلاً إن الأهرامات المصرية بناها كائنات فضائية جاؤوا من أكوان أخرى، يوضح خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار سيناء بوزارة السياحة والآثار وعضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ،أن هذه ليست المرة الأولى نرى من يشكك فى عظمة الحضارة المصرية فقد ادعى كاتب بريطانى أن حضارة أطلانتس، الأقدم على المصريين بـعشرة آلاف سنة وأصحابها هم من شيدوا الأهرامات وزعم «جيرى كانون» و«مالكوم هوتون»، المؤرخان البريطانيان لصحيفة «إكسبريس» البريطانية أن كتابهما حول عجائب الدنيا المتبقية من العالم القديم يشير إلى أن تمثال «أبوالهول» تم نحته من الصخور الطبيعية بالمنطقة قبل أن توجد الرمال وأنه سبق حضارة المصريين حيث يبلغ من العمر 12500 عام، ودللا على عدم بناء الفراعنة للأهرامات بأنه من المستحيل على أى حضارة بناء هرم مثل هذا بافتقاد آلات متطورة مدعين أن خطًا مباشرًا يربط الأهرامات بالقارة المغمورة أطلانتس.

ويرد الدكتور ريحان، على كل هذه الخرافات بأنها تتأتى دائمًا ناتج حقد منزوعى الحضارة ممن ليس لهم تاريخ وحضارة خالدة مثل الحضارة المصرية القديمة ،ويؤكد بناء قدماء المصريين للأهرامات بعدة حقائق أثرية حيث أن الملك خوفو هو أول من أمّن العمال ضد البطالة في التاريخ واتسم عصره بأنه أزهى عصور الدولة القديمة، وقد استفاد من أوقات البطالة البعيدة عن موسم الحصاد والرى والزراعة وهى مواسم العمل في مصر القديمة، ليقوم العمال بأعمال قومية عظيمة وأعمال إنتاجية ساهمت في الازدهار الاقتصادى في كل مناحى الحياة.

ويضيف الدكتور ريحان، أن بناء الهرم كان مشروعًا قوميًا، وأنه وغيره من بيوت العبادة في مصر القديمة نفذت طبقا للقواعد التي أرساها إيمحوتب معبود الطب والهندسة وأول من استعمل الحجر في البناء ووضع نظرياته الإنشائية، وكان العمال يتسابقون طواعية في العمل على قطع الأحجار من المحاجر ونقلها والاشتراك في أعمال البناء وقبل البدء فى بناء الهرم قامت الحكومة ببناء مدينة للعمال والفنيين وسوقًا للتموين ومخبزًا ومخازن للغلال

وينوه الدكتور ريحان، إلى أن مدينة عمال بناء الهرم أول مدينة عمالية في التاريخ تبنى بطريقة الإسكان الجاهز أو سابق التجهيز حيث تم توحيد نماذج تصميم المساكن لمختلف طبقات العمال والفنيين بتوحيد الأبعاد القياسية والأبواب والشبابيك والأسقف ليسهل تركيبها وفكها وبعد انتهاء بناء الهرم أهديت هذه الوحدات للعمال لتركيبها لهم في قراهم وهو ما وصفه مؤرخو عصر الأهرام بنهضة تعمير القرى.

ويتابع الدكتور ريحان ،بأن بناء الأهرامات تم عن طريق الجسور أو الطرق الصاعدة وقد أكد علماء الآثار سومرز كلارك وأنجلباك في كتابهما «فن البناء في مصر القديمة»، وإدوارز في كتابه «أهرام مصر» أثريًا على صحة ما ذكره المؤرخ الإغريقى «ديودور الصقلى» الذي زار مصر 60 – 57ق.م. بأن الهرم بنى بالطرق الصاعدة حيث كانوا يبنون طريقًا متدرج الارتفاع تجر عليه الأحجار ويتصاعد مع ارتفاع الهرم حتى يصل ارتفاعه فى النهاية إلى مستوى قمة الهرم نفسها ويلزم في نفس الوقت أن يمتد من حيث الطول وبعد انتهاء بناء الهرم يزيلون هذا الطريق.

ويشير الدكتور ريحان، إلى أنه من الأدلة الأثرية التى تؤكد طريقة بناء الأهرامات بالطرق الصاعدة هو الهرم الناقص للملك سخم – سخت أحد خلفاء زوسر الذي اكتشفه العالم الأثرى زكريا غنيم عام 1953 وهذا الهرم قد أوقف العمل به قبل أن يتم ،لذلك لم يتم إزالة الطريق الصاعد الذي كان يستخدمه عمال البناء في نقل الأحجار كما عثر على بقايا هذه المنحدرات عند هرم أمنمحات في اللشت وهرم ميدوم كما ذكر عالم الآثار المصرى أحمد فخرى، أن الطريق الذي يصعد فوقه زوار هرم خوفو في الناحية الشمالية للهضبة ليس إلا جسرًا مكونُا من الرديم المتخلف عن بناء الهرم ،وكان يستخدمه العمال لجلب الأحجار ومواد البناء الأخرى ويوجد حتى الآن بقايا طريق صاعد آخر على مسافة طويلة من الجهة الجنوبية وقد أقيمت عليه بعض منازل القسم الغربى من قرية نزلة السمان.

وبستعرض الدكتور ريحان ،نظرية المهندس الأمريكى أولاف تيليفسين في بحث منشور بمجلة التاريخ الطبيعى الأمريكية بأن الآلة التي استخدمها قدماء المصريين في رفع الأحجار، تتكون من مركز ثقل وذراعين أحدهما طوله 16 قدم والآخر ثلاثة أقدام ويتم ربط الحجر في الذراع الثقيل بينما يتدلى من الذراع الطويل ما يشبه كفة الميزان ويضع العمال في هذه الكفة أثقالا تكفى لترجيحها على كفة الحجر، وبهذه الطريقة يمكن رفع الأحجار الضخمة إلى أعلى بأقل جهد بشرى ممكن وأقل عدد من العمال وكان هناك عددًا محدودًا من هذه الآلات الخشبية التي يمكن نقلها من مكان لآخر.

وقد أكد عالم الآثار إدوارز على أن قدماء المصريين كانوا يبنون جسرًا رئيسيًا واحدًا بعرض واجهة واحدة من الهرم وهى الواجهة الشرقية في هرم خوفو وينقل على هذا الجسر الأحجار الثقيلة أما الجوانب الثلاثة الأخرى فكانت تغطى بمنزلقات وجسور أكثر ضيقا وانحدارًا وكانت الجسور الفرعية لنقل العمال والمؤن ومواد البناء الخفيفة.

ويستكمل الدكتور ريحان بأن طريقة بناء الأجزاء الداخلية في الهرم كالغرف والسراديب قد بنيت بالكامل قبل بناء الصخور الخشنة المحيطة بها، فعند وصول الهرم إلى الحد الذي يلزم فيه بناء سرداب أو غرفة أو ردهة فإنهم ينتهون من هذا الجزء أولا، ويستخدمون في بنائه أحجار جيدة مصقولة سواء من الحجر الجيرى أو الجرانيتى، وبعدها يرتفعون بجسم الهرم حول هذا الجزء الداخلى، ويقيمون فوقه السقف إذا كان مسقوفًا أو يتركون فيه الفتحات اللازمة لمواصلة البناء إذا كان ممرًا أو دهليزًا يراد اتصاله بجزء آخر يعلوه، وهذه الطريقة هي التي سمحت بوضع كتل الأحجار الضخمة والتماثيل والتوابيت داخل الغرف، لأن ضخامتها لا تسمح بمرورها من السراديب والدهاليز بعد البناء، مثل الناووس الجرانيتى داخل غرفة الملك والسدادات الجرانيتية الثلاث التي تغلق بداية الدهليز الصاعد والحقائق الأثرية والهندسية السابقة تدحض النظرية المعلن عنها تماما.

وينهى الدكتور ريحان تصريحه بأن كل هذه الأدلة تؤكد بناء المصريين القدماء للأهرامات وأن الحضارة المصرية القديمة هي أول حضارة على ظهر البشرية نشأت مع ظهور إنسان الحضارة منذ عشرة آلاف عام، وهو الإنسان الذي عرف التشريع ونظام المعاملة وسخر الحيوان وسخر الطبيعة لمصالحه المشتركة، وقد عاش هذا الإنسان في وادى النيل منذ عشرة آلاف عام.

وهذا الإنسان الحضارى استخدم الأدوات الحجرية وعرف الزراعة وأنتج المحاصيل ولم يكن يعرف الكتابة وكانت نقوشه على الحجرأقرب للطلاسم السحرية وأشكال الزينة وكانت هذه الحضارة مقدمة لازمة لنشأة الحياة الاجتماعية في أطوار الثقافة والحضارة، وقد عاش هذا الإنسان في عصور ما قبل التاريخ في مصر ثم شرقًا إلى سوريا فالعراق فالهند فالصين فجنوب آسيا فاستراليا فأمريكا.

وقد اكتشف المصرى القديم الزراعة على ضفاف النيل، ثم اكتشاف المعادن، واستغل المناجم، وقد سجل المصرى القديم معالم حضارته العظيمة كنقوش ضخرية على جدران المعابد والمقابر للتعبير عن الجمال، فأنطق الصخر في شكل منحوتات خالدة، وجمع الفنان المصرى بين تمثال رمسيس الثانى وزوجته المحبوبة نفرتارى في منظر فريد حيث تجلس معه في محراب الخلود في واجهة معبدأبوسمبل.

ويوضح الدكتور ريحان أن أبوالهول لا يخفي مدينة سرية بنيت بواسطة حضارة مفقودة أو أن أبوالهول الذي يقع على السطح الرملي المواجه للهرم الأكبر في الجيزة ربما يكون بوابة مغارة من الأنفاق والممرات التي تقود لمدينة تحت الأرض والتي فقدت، «هذا الكلام مجرد فرقعة إعلامية لا علاقة لها بالعلم” ويوضح أن كل هذه الخرافات عن الحضارة المصرية تزيدها قوة وتؤكد عظمتها كما أنها دعاية سياحية مجانية للحضارة المصرية

التعليقات

تاريخ الخبر: 2020-08-02 12:21:29
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

صباح الخير يا مصر..

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-26 09:21:47
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 58%

“المنياوي” مساعدا لرئيس حزب مصر المستقبل

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-26 09:21:42
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

من قراءات اليوم الخامس من الأسبوع السابع من الصوم الكبير

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-26 09:21:44
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

كيف تكون شخصيتك مفتاح نجاحك أو فشلك في سوق الأسهم؟

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-26 09:24:20
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 45%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية