وتتوالي صحوة الضمير .. من المجموعة الأوروبية .. وغيرها
وتتوالي صحوة الضمير .. من المجموعة الأوروبية .. وغيرها
أظل متابعا لتطورات الأحداث علي جبهة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وما يصدر عن الأطراف الدولية المعنية به… ولا يسعني في هذا الصدد إلا أن أسجل أنه في معرض التنافس الشرس بين الساعين إلي الفوز بسباق الرئاسة الأمريكية- حيث يستحل كل طرف تسجيل أي موقف حتي لو كان مشينا بهدف الاستحواذ علي تأييد جماعات الضغط من أجل ترجيح كفته -فقد استمرت إدارة الرئيس بايدن في الصمت علي قرار الرئيس ترامب الذي أصدره عام 2019 والذي يحمل اعترافه بسيادة إسرائيل علي مرتفعات الجولان السورية, وأنها تعد جزءا من دولة إسرائيل… وقد بادرت أن المجموعة الأوروبية آنذاك -فيما أعتبره صحوة ضمير- باتخاذ موقف صارم واضح ضد هذا الاعتراف الأمريكي وهو ما يتوجب تسجيله:
** بيان صادر من المجموعة الأوروبية: أخيرا الولايات المتحدة تتعرض لخسارة: ممثلو المجموعة الأوروبية في مجلس الأمن: فرنسا- ألمانيا- بولندة- المملكة المتحدة- بلجيكا يعقدون مؤتمرا صحفيا يقولون فيه: نود أن نسجل موقفا يخص الأرض المحتلة في مرتفعات الجولان السورية في أعقاب التصريح الصادر عن الإدارة الأمريكية والذي بمقتضاه تعترف الولايات المتحدة بأن مرتفعات الجولان السورية جزء من دولة إسرائيل.. إن موقفنا الثابت إزاء هذا الأمر هو أن وضع مرتفعات الجولان لم يتغير مطلقا طبقا لأحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن أرقام 242 و497, فنحن لا نعترف بسيادة إسرائيل علي المناطق المحتلة منذ يونيو 1967 وما تشمله من مرتفعات الجولان, وبالتالي هي ليست جزءا من دولة إسرائيل… إن ضم الأراضي بالقوة غير مصرح به بموجب القانون الدولي, وبالتالي فإن أي اعتراف أحادي الجانب لتغيير الحدود المعترف بها هو اعتداء علي قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة… ونحن هنا نسجل أعلي درجات القلق إزاء التبعات غير المحدودة لأي اعتراف بضم أراض تابعة لصراعات إقليمية وما ينتج عن ذلك من نتائج.
بالإضافة إلي ذلك تتوالي شهادات النشطاء السياسيين حول ما يجري في ميادين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فاضحة الواقع المخزي لما يستفحل من أحداث, ومنها شهادة أندرو فينشتاين الناشط السياسي من جنوب أفريقيا الذي يقول:
** أنا يهودي.. والدتي كانت واحدة من 20 ناجيا من ضحايا الهولوكوست, لذلك لا يستقيم وصفي بأني من المعادين للسامية, فإن تاريخي واضح في مناهضتي للعنصرية ونشاطي ضد الإبادة الجماعية واستنكاري الدائم للمحرقة التي كانت عائلتي ضمن ضحاياها… من يطلقون علي أنفسهم العالم الغربي لا يدركون أنهم علي استعداد للتضحية بكل بنود القانون الدولي التي تمت صياغتها بعد الحرب العالمية الثانية من أجل منع وقوع إبادة جماعية أخري مثل الهولوكوست… علي النقيض من ذلك هم علي استعداد للتخلي عن كل القيم من أجل السماح لإسرائيل بقتل 247 فلسطينيا في المتوسط كل يوم -منهم 48 امرأة و117 طفلا- هذه هي نقطة الأزمة التي تسقط فيها سياسة أمريكا وتوابعها الأوروبيين تجاه إسرائيل… إن واجبنا نحن الذين نعي ذلك التوجه أن نعمل من أجل تسليط الضوء علي الحقيقة المضادة لهذا الهراء من أجل سحب التبرير الذي يدافع عن سياسيينا الذين يحاولون الحفاظ علي مكانتهم داخل هذا النظام السياسي الفاسد والمختال الذي نواجهه.
ولا يسعني في هذا الصدد إلا أن أسجل شهادة الإعلامي والسياسي ريك وايلز في برنامج TRU NEWS حيث قال:
** هناك وسيلة يسيرة نعرف منها هل نحن معرضون للتحكم في مصائرنا.. فلنسأل أنفسنا هل هناك أي شخص أو أي كيان محظور علينا التعرض له بالنقد؟… فمثلا إذا كنا نعيش في ألمانيا النازية لم يكن في مقدورنا انتقاد الحزب النازي, وإذا كنا نعيش في الاتحاد السوفييتي لم يكن في مقدورنا انتقاد الحزب الشيوعي, وإذا كنا نعيش في الصين -حتي الآن- ليس في مقدورنا انتقاد الحزب الشيوعي الصيني, وإذا كنا نعيش في كوريا الشمالية فليس في مقدورنا أن نتعرض بأي شكل للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون, وإذا كنا نعيش في كوبا أيضا ليس في مقدورنا انتقاد الحزب الشيوعي الكوبي… والآن دعونا نسأل: إذا كنا نعيش في الولايات المتحدة الأمريكية, ما هو الكيان الذي يستعصي علينا انتقاده؟.. الإجابة هي أننا لا نجرؤ علي انتقاد اللوبي اليهودي, وذلك يسري علي طرفي الخريطة السياسية سواء الجمهوريين أو الديمقراطيين… وذلك يعكس الحقيقة الصادمة حول من يتحكم في هذا البلد, وإزاء ذلك نشعر أننا نقف علي حافة الهاوية إذا أقدمنا علي انتقاد اللوبي اليهودي أو مناقشة قوة تأثير اللوبي الإسرائيلي في أمريكا… إن اللوبي اليهودي مع اللوبي الإسرائيلي يتحكمان في حرية التعبير في هذا البلد ومعها سائر الأنشطة والمؤسسات التابعة لهما.. وليكن معروفا للكافة أنهما لن يترددا لحظة في سحق أي طرف يجرؤ علي انتقادهما أو مساءلة نفوذهما وسلطتهما… وأكرر أن ذلك ينطبق علي معسكري السلطة السياسية سواء الجمهوريين أو الديمقراطيين, فكل منهما ينحني خضوعا وخنوعا لكل من اللوبي اليهودي واللوبي الإسرائيلي.