رصد مختصون ثلاثة أسباب رئيسية، لحصول المملكة على المرتبة الأولى عربيا، والـ21 عالميا، في مؤشر السعادة الصادر عن الأمم المتحدة للعام الحالي 2021، تشمل سعي المملكة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، وبرنامج جودة الحياة الذي يهدف لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء أسلوب حياة متوازن، إضافة إلى التفوق اللافت للمملكة في مواجهة تداعيات جائحة كورونا، على مستوى الأفراد والمؤسسات.
وبينوا، خلال حديثهم لـ«اليوم»، أن المملكة باتت في مقدمة دول العالم من حيث الأمن والاستقرار، فضلا عن أن العاصمة الرياض في مقدمة المدن الأكثر أمنًا وجودة في الحياة عالميا، مشيرين إلى أن حصول السعودية على هذه المرتبة، يؤكد مضي المملكة قدما في مخطط التطوير الشامل على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والصحي، ويعكس جودة الحياة في السعودية.
محور رئيسي
وأوضح عضو لجنة الترفيه بغرفة جدة سابقا فراس مداح، أن برنامج جودة الحياة أسفر عن العديد من البرامج، منها مواسم السعودية، التي هدفت لتحويل المملكة إلى إحدى أهم الوجهات السياحية في العالم إلى جانب توطين السياحة والترفيه، كمحور رئيسي لرؤية المملكة 2030، مبينا أن تطور المشاريع السياحية والترفيهية في المملكة خلال الآونة الأخيرة ساهم في تصدر المملكة للمشهد عربيا بمؤشر السعادة. وقال إن التقدم الذي حققته المملكة في مؤشر السعادة العالمي، يُترجم نجاح رؤية 2030، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في تحقيق مستهدفاتها لناحية تحسين جودة الحياة في القطاعات المرتبطة بها، والتي يعتمد برنامج تقرير السعادة العالمي كأحد المؤشرات المرجعية لها.
الاطمئنان والثقة
وأكد الاقتصادي والعضو بعدة مجالس أعمال سعودية أجنبية رامي إكرام، أن تعامل السعودية مع جائحة كورونا، تميز بشفافية وكفاءة عالية، إذ بذلت المملكة جهودا استثنائية لإبقاء أعمال القطاع الخاص دون تأثر، وهو ما انعكس إيجابا على جودة حياة المستثمرين ورجال الأعمال والأفراد وساهم في رفع تصنيف السعودية بمؤشر السعادة، مؤكدا أن سلامة المواطنين والمقيمين والمحافظة على صحتهم واستقرارهم ورفاههم، بمنحهم اللقاح بشكل مجاني، ساهم في رفع درجة الاطمئنان والثقة بين المواطنين والمقيمين على أرض المملكة.
رفاهية المجتمع
وبين الاقتصادي د. سالم باعجاجة أن تحقيق السعودية للمرتبة الأولى عربيا، وتقدمها 6 مراتب مقارنة بالعام الماضي، دلالة واضحة على دور السعودية الريادي واهتمام القيادة بالفرد، ويؤكد مسيرتها التنموية التي تضع سلامة الإنسان ورفاهيته في قمة أولوياتها، موضحا أن التقدم السنوي المستمر في هذا المؤشر رسالة واضحة على نجاحات رؤية 2030 في جميع القطاعات وخاصة القطاعات المختصة برفاهية المجتمع.
وقال: إن عناية حكومة المملكة بأفراد المجتمع ورفاهيتهم اقتصاديا وصحيا وخدميا، في ظل أزمة كورونا، امتدت لتشمل الدعم النفسي المجتمعي من خلال حملات وبرامج عملت على بث الروح الإيجابية وتقديم النصائح والتجارب والإرشادات، مبينا أن التقدم السنوي المستمر للمملكة في تقرير السعادة العالمي منذ 2017 وحتى تقرير العام 2021، يعكس النجاحات التي تحققتها رؤية 2030 في جميع القطاعات، ولا سيما تلك التي تُعنى بجودة حياة المجتمع وسعادته ورفاهيته.
البنية التحتية
وأوضح الباحث في هندسة المشاريع حسن القرشي أن التطور العملاق في البنية التحتية للمملكة والتطور السريع في المشاريع والبنى التحتية التي تشهدها المملكة شكل عصرا جديدا في النهضة التنموية دفعت بأن تكون المملكة واحدة من نقاط الجذب السياحي والترفيهي بمنطقة الشرق الأوسط في غضون سنوات قليلة ويدعم ذلك ما نصت رؤية المملكة 2030 والتي تعتمد برنامج تقرير السعادة العالمي كأحد المؤشرات التي اعتمد عليها برنامج جودة الحياة.
وأشار إلى التطور الهائل في رفع جودة قطاع الإسكان، من خلال مبادرة «تطوير المرافق والتخطيط العمراني في مشاريع الإسكان» التي تنفذها وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، وتتقاطع مع أهداف استراتيجية عدة من أهداف رؤية المملكة 2030، أبرزها هدف «تحسين المشهد الحضري في المدن» والمسند إلى برنامج جودة الحياة، وغيرها من المشاريع التي تعمل عليها المملكة التي جعلت تحقيق السعادة والرخاء لأبناء المملكة والمقيمين فيها يتطلب تعزيز بيئة الترفيه والسعادة الذي ينعكس على الصحّة البدنية والنفسية والاجتماعية.
وأضاف إن تقدم المملكة في تقرير السعادة العالمي لعام 2021م نتيجة غير مستغربة لحرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، بالارتقاء بجودة الحياة في المملكة، وضمان رفاه وسعادة المواطنين والمقيمين والمحافظة على صحتهم واستقرارهم، لاسيما في ظل الظروف التي فرضتها جائحة فيروس كورونا.
