كان الموسم الكروي الماضي مثيراً ومميزاً في كل شيء، وقدم مواهب واعدة للكرة الإماراتية، وهذا التميز يجب أن يستمر ويتطور، فالمنتخبات الوطنية تعتمد بشكل أساسي على ما تنتجه الأندية ومدارسها الكروية، لذلك نحن في حاجة ماسة إلى وجود أجيال كروية جديدة موهوبة لا تسمح بوجود فجوة بينها وبين الموهوبين من الأجيال السابقة.
الأمر الآخر، إن الانتقاء المناسب للمحترفين الأجانب له انعكاسات إيجابية على اللاعب المحلي، لذلك، فإن مسألة اختيار المحترف الأجنبي، لا بد أن تخضع لمعايير محددة، فعندما نقول «أجنبي» في كرة القدم، نقصد أنه يمتلك مواصفات فنية ومهارية وخبرات أكثر من اللاعب المحلي، لأن الأندية تدفع الكثير من المال للاعبين الأجانب مقابل مواهبهم وقدراتهم، وليس لجنسياتهم.
التعاقد مع اللاعب الأجنبي بسبب جنسيته خطأ جسيم، فليس كل برازيلي هو بيليه أو توستاو أو سقراط أو رونالدو أو رونالدينيو، وليس كل لاعب أرجنتيني هو مارادونا أو باتيستوتا أو ليونيل ميسي، لذلك، على شركات كرة القدم المحلية ألا تركز على جنسية اللاعب، بل عليها أن تفحص مواهبه ومؤهلاته واستعداده للعب في الملاعب الإماراتية، وعليها أن تعرف مقدماً ما الإضافة التي يقدمها هذا اللاعب الذي يأخذ من المال أكثر من غيره.
المسابقات المحلية في حاجة إلى محترفين أجانب من نوع خاص، يجلبون مزيداً من الأضواء للكرة الإماراتية، ويساعدون اللاعبين المحليين الشباب على تطوير قدراتهم وصقل مواهبهم، فالاحتكاك مع لاعب من طينة خاصة له تأثير إيجابي، سواء في اللعب إلى جانب هذا المحترف أو ضده.
نأمل أن نرى في الموسم الجديد مواهب محترفة تقوي المسابقات المحلية، وتساعد فرق الأندية على النجاح في البطولة القارية، لأن مشاركة الفرق الإماراتية في آسيا يجب أن تكون من أجل المنافسة على اللقب، وليس للتجريب.
مسألة اختيار اللاعب الموهوب أمر ليس سهلاً، لذلك لا بد من اختيار خبراء يتولون هذه المسؤولية، ومن الأفضل أن تخلو اللجان الفنية من البهلوانيين الذين يؤثرون سلباً في عملية الاختيار.
*نقلاً عن الرؤية الإماراتية
