بدأت صباح الاثنين، فعاليات اليوم الأول بالمعهد المسكوني للشرق الأوسط بلبنان، فجاءت الإنطلاقة من طلاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر والسودان، بصلاة باكر على طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنوع من أنواع التعريف لباقي طلاب الكنائس والبلدان المختلفة بطقس الكنيسة القبطية في صلواتها، وتخللت الصلاة ( الصلاة الربانية وصلاة الشكر والمزمور الخمسين ومزمور اللهم ألتفت إلى معونتي وإنجيل باكر وجزء من تسبحة باكر أيها النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان أتٍ الي العالم).

– المرأة كنز االتاريخ:

قدم الأب كميل وليم، أستاذ العهد القديم بالمعهد، أولى المحاضرات عن مكانة المرأة في الكتاب المقدس، وكانت الأهداف الرئيسية تتمثل في التأكيد على أن المرأة معين نظير للرجل وأنها مخلوقة على صورة الله ومثاله، وأنها أخذت من ضلعه كعلامة عن الوحدة التي تصير بينهما بالزواج، وأن للمرأة مكانه كبيرة في التاريخ اليهودي فدَبورة كانت نبيه، وأبيجايل تمتعت بحكمة بالغة، وأستير كانت منقذة لشعبها.

– المسكونية عبر الأزمان:

وتساءل الدكتور زاهي عازار مدير المعهد المسكوني “ما هي الحركة المسكونية؟!”، وذلك خلال المحاضرة الثانية التي تشارك الطلاب فيها معاً تعريف مفهومهم عن الحركة المسكونية، ومهد الدكتور زاهي حديثه بتاريخ المجامع المسكونية بدءاً من أول مجمع بأورشاليم سنة 50 ميلادية إلى مجمع خليقدونية 451 حيث الإنشقاق العظيم التي على إثره صارت الكنيسة قسمين قسم خلقيدوني وجزء لا خلقيدوني. موضحا أن الكنيسة صارت بعد ذلك في ظلمة الإنشقاق، إلى أن بدأت القلوب تشتاق إلى وحدة جسد المسيح مرة أخرى وذلك من خلال لاهوتيين مستنيرين وشباب محبين إلى إقامة لقاءت مشتركة يتخللها حوارات للوصول لنتائج تعطي إنطلاقه جديدة، مجتمعين بالمحبة التي تحتضنها المعرفة.

– اختبارات إيمانية فى دروب المسكونية:

وجاءت شهادة الإيمان من فيليب داغر، رئيس الإتحاد بلبنان، داعمة لطلاب المعهد، ثم تم توزيع الطلاب إلى مجموعات عمل، كل طالب من بلد وكنيسة مختلفة مع غيره ليتقاسموا اختبارات إيمانية والحكي عن عمل الرب معهم.

– الآباء يحافظون على الإيمان:

وأوضح الشماس دكتور جوزيف فلتس، أستاذ علم الآبائيات بالكلية الإكليركية بالأنبا رويس، خلال محاضرته من هم المستحقين للقلب آباء الكنيسة من خلال تقديمه نبذة صغيرة عنهم، ودورهم في تحديد مضمون وصياغة الايمان باستقامة.

وأختتم طلاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأول بصلاة الغروب وصلى الكل أرحمنا يا الله الأب ضابط الكل باللحن القبطي حسب طقس القداس القبطي الأرثوذكسي.

– صلاة مارونية في مطلع اليوم الثاني :

أما عن اليوم الثاني فبدأ بمشاركة الطلاب الموارنة بصلوات من طقوس الكنيسة المارونية وفي أول محاضرات اليوم استكمل الأب كميل، الدرس الكتابي الذي كان يتناول موضوع مكانة المرأة في العهد القديم.

و عن الكنيسة المارونية قدم الأب جورج أبي سعد- رئيس إكليركية غزير- قراءة نقدية وموضوعية عن تاريخ الكنيسة المارونية وهويتها في خمسة أوجه، و تحدث عن نسك القديس مارون والقديس شربل.

-خلفية عن الإتحاد المسيحي للطلبة:

قدمت بعدها الأستاذة ميرا نعيمة، السكرتير التنفيذي الإقليمي للاتحاد المسيحي للطلبة، مقدمات عن الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة، وأوضحت نشأة الاتحاد، وكيف بدأت الحركات المسكونية مع تعريف بشاغلي هذا المنصب من السابقين وأبرز أدوارهم المؤثرة في الحركات المسكونية، كما شددت أيضاً على دور الشباب المؤثر في سير العملية المسكونية .

– شهادات إيمانية من العراق :

ومن العراق عبر تطبيق “زووم” شاركت الأخت كارولين (مديرة كلية بابل للعلوم اللاهوتية، وراهبة من راهبات قلب يسوع بالعراق) بخبرة حياة المسيحيين بالعراق في الأونة الأخيرة، وتحدثت عن صدي زيارة قداسة البابا فرانسيس الثاني، بابا روما، للعراق ومدي تأثيرها الإيجابي على الشباب العراقي في مواجهة التحديات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم، وأيضا روت شهادات إيمانية من واقع الأحداث.

– لماذا التنشئة المسكونية:

و أختتم اليوم الثاني بورشة عمل قدمتها إلسي وكيل، المدير التنفيذي للمعهد، بعنوان “لماذا التنشئة المسكونية وما هي الوصايا العشر للتنشئة المسكونية”، كما تحدثت عن تطور مفهوم كلمة “المسكونية ” ومدى أهمية لقاء وحوار والإصغاء للأخر.

كما رنم جميع الطلاب بمختلف كنائسهم تراتيل للعذراء مريم وصلوات على أنغام ألة الكمان بقيادة قبطية ومارونية وأرمنية بخشوع وشركة أخوية تجمعهم.

من جانبها أعربت المستشارة الإعلامية للمعهد المسكوني بالشرق الأوسط الدكتورة نورا إدوارد عن سعادتها لبدء حلقة دراسية جديدة للمعهد تمتد لمدة 15 يوماً، حيث تمنت أن يعم السلام والأمان المنطقة والعالم أجمع، وأن يرفع الله عن العالم وباء كورونا وأن يستمر المعهد المسكوني منارة للتعليم في المنطقة الشرق أوسطية.