واندلعت النيران في العبّارة "أوبيجان 10" المؤلّفة من ثلاثة طوابق في قلب النهر بالقرب من مدينة جالكاذي، على بعد 250 كيلومترا من جنوب العاصمة دكا، بحسب ما كشفت الشرطة.
ومع طلوع الصباح، راح المسعفون يبحثون عن الضحايا في الحطام المتفحّم للعبّارة، فيما توافد الأقارب إلى الموقع للبحث عن ذويهم.
وقال محمد رسل "عثرت للتوّ على جثّة حماتي. فهي قفزت في النهر وغرقت. ولا أدري ما حلّ بزوجتي وأولادي".
وصرّح مفجوعا "قصدت المستشفى لكنني لم أجد زوجتي وأولادي. وآمل أن يكونوا قد نجوا بعد قفزهم في المياه. وليكن الله في عونهم".
وأورد راكب آخر اسمه محمد اسماعيل أنه رمى بوالدته في المياه "الباردة جدّا" وسحبها إلى اليابسة. لكنه فقد أثر زوجته وإحدى ابنتيه عند عودته إلى العبّارة على متن زورق صيد.
وصرّح "رأيت شخصا يقضي في النيران. وابنتي الثانية نجت بفضل راكب رماها في المياه".
500 إلى 700 راكب
وقال قائد الشرطة المحلية موينول إسلام في تصريحات لوكالة فرانس برس "انتشلنا 37 جثّة. لكن الحصيلة قد تزداد. والسواد الأعظم منهم قضى في الحريق، في حين قضى البعض غرقا بعد القفز في النهر".
وتابع "نقلنا مئة شخص يعانون حروقا إلى مستشفيات باريسال".
وأفاد شهود بأن الحريق اندلع قرابة الساعة الثالثة صباحا (21:00 بتوقيت غرينتش) وسرعان ما انتشرت النيران.
وأخبرت عجوز "كنّا نائمين على حصيرة في الجزء السفلي. وكان كلّ الركّاب نائمين. وكان حفيدي نعيم ذو الأعوام التسعة معي ثم قفز في النهر. ولا أدري ما حلّ به".
وكشف ركّاب آخرون أنهم رأوا ألسنة نار صغيرة في قاعة الآلات منذ انطلاق العبّارة من مرفأ سادارغهات في دكا قرابة التاسعة مساء.
وقال ناج آخر نُقل إلى مستشفى باريسال الجامعي إن "كثيرين سارعوا إلى الاحتماء فور انتشار الحريق، في حين تعذّر على آخرين الخروج من المقصورات حيث كانوا ينامون. وقفز كثيرون في النهر".
ووصل عناصر الإسعاف إلى الموقع بعد ساعة من اندلاع الحريق وأجلوا الجرحى إلى المستشفيات، بحسب جوهر علي المسؤول الإداري للمنطقة.
وصرّح لوكالة فرانس برس "تكلّمنا مع ركّاب قالوا لنا إن العبّارة كانت تنقل ما بين 500 و700 راكب".
وتابع أن "الحريق استمرّ أربع أو خمس ساعات قبل إخماده. وقد دُمّرت العبّارة بالكامل، لكنهم نجحوا في إعادتها إلى اليابسة".
مراكب غير آمنة
وأظهرت محطّات تلفزيونية صورا لدرّاجات متفحّمة ومقصورات مدمّرة.
وكان الناجون المصدومون وأقاربهم يتعانقون على اليابسة، في حين كان عناصر الإسعاف والغوّاصون من خفر السواحل يبحثون عن ضحايا في المياه الموحلة.
وهذا الحادث هو الأحدث في سلسلة من الحوادث المماثلة في هذا البلد الذي يقع في دلتا نهر الغانج المنخفضة، وتعبره أنهر كثيرة.
ويعوّل ملايين الأشخاص في بنغلادش حيث تعيش 170 مليون نسمة على العبّارات للتنقّل، لا سيّما في المنطقة الساحلية الجنوبية، لكن المراكب غير آمنة.
ويعزو خبراء هذه الحوادث إلى سوء الصيانة وتراخي معايير السلامة والاكتظاظ.
غير أن العبّارة التي اندلعت فيها النيران حديثة نسبيا، "فهي شيّدت في العام 2019 وحصلت على تصريح للإبحار ساري المفعول حتّى 2022"، بحسب ما قال غلام صادق المسؤول في هيئة الملاحة النهرية الداخلية في بنغلادش لوكالة فرانس برس.
وفي آب/أغسطس، أدّى اصطدام عبّارة بسفينة شحن كانت تنقل رملا إلى مقتل 21 شخصا على الأقلّ في بحيرة في شرق البلد. وغالبا ما تكون السفن التي تنقل الرمل غائرة في المياه بجزء كبير منها ومن الصعب رؤيتها عندما تكون الأحوال الجوية سيئة.
وكانت العبّارة تنقل نحو ستين راكبا عندما صدمها صدر السفينة المصنوع من الفولاذ بالقرب من مدينة بيجويناغار. وانتشل الغوّاصون الجثث من مياه البحيرة الموحلة.
وفي نيسان/أبريل وأيار/مايو، لقي 54 شخصا حتفهم في حادثين منفصلين.
وفي حزيران/يونيو 2020، قُتل 32 شخصا على الأقلّ في حادث اصطدام بين عبّارتين في دكا.
كما تتسبّب الحرائق بكثير من الحوادث المأسوية في بنغلادش.
ففي تموز/يوليو، قضى 52 شخصا في حريق شبّ في مصنع للمنتجات الغذائية في روبغانج، وهي مدينة صناعية في ضاحية دكا.
وقضى أكثر من 70 شخصا في شباط/فبراير 2019 إثر حريق اندلع في شقق في دكا خُزّنت فيها منتجات كيميائية بطريقة غير قانونية.
© 2021 AFP
