ملامح الحزن وقلة الحيلة ارتسمت على وجوه 20 فردا من أهالي منطقة كرموز غرب الإسكندرية، عقب انهيار منزلهم الذي يقطنون به بسبب الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها الإسكندرية، وكأن النوة تأبى أن تمر آخر أيامها بسلام.

كانت الساعة تشير إلى الثالثة عصرًا عندما دوى صوت هائل يعلن عن كارثة سوف تحدث بداخل العقار الذي يجمع العائلة، فلم تمر دقائق حتى انهارت الجدران والأسقف فوق عدد من السكان من الأطفال والنساء، وأصيب 4 أفراد من العائلة، تم إسعافهم بالمستشفى الأميري الجامعي.

«الدستور» انتقل إلى موقع انهيار عقار كرموز غرب الإسكندرية، حيث تسببت أمطار نوة الفيضة الصغرى فى سقوط نصف العقار، وروى السكان لحظات الرعب والرجاء.

يقول حسن السيد حسن إن واقعة الانهيار حدثت عصر الخميس الماضي، حيث كان يقف أمام المنزل يمارس عمله في بيع الخضروات، وزوجته وابنه بداخل المحل الخاص بهم، ليتفاجأ بانهيار نصف العقار دون أي إنذار، واختفى تحت الأنقاض كل من زوجته ونجله، بجانب أشقائه المتواجدين في المنزل.

وأضاف، لـ« الدستور»، أن جميع الأهالي والجيران سارعوا إلى العقار لإخراج الأسر منه، لافتًا إلى أنه وأشقاءه يقيمون في العقار وبدأوا الخروج من المنزل والنجاة بأبنائهم، ومساعدته في إنقاذ أبنائه من تحت الأنقاض.

وأوضح أنه تم نقل 4 مصابين، من بينهم زوجته ونجله، إلى المستشفى لعلاجهم بسبب انهيار أجزاء من العقار عليهم، ومنذ ذلك الحين أصبحت هناك 4 أسر بواقع 20 فردا أمام أنقاض العقار، حيث إنهم جميعًا عائلة واحدة، ولا يوجد مأوى لهم سوى ذلك المنزل الذي انهار جزء كبير منه.

وتابع أنه وأشقاءه يعملون باليومية وليس لديهم دخل ثابت، لذلك ظلوا في العقار القديم لعدم وجود مسكن بديل لهم، حيث إنهم قدموا على مساكن بديلة منذ عام 2001، كما قاموا بإعادة الطلب في حي غرب الإسكندرية في عام 2017، لخوفهم من سقوط العقار، حيث إن عقارات منطقة كرموز جميعها خطرة وقديمة، ولكنهم لم يحصلوا على سكن بديل طوال تلك السنوات.

وأشار إلى أنه أصبح هو وعائلته الآن في الشارع بلا مأوى، موجهًا طلبه لجميع المسئولين، ورئيس الجمهورية، ببحث حالتهم ومساعدتهم، قائلًا: «الرئيس السيسي بيساعد الغلابة وبيحس بيهم، نفسي صوتي يوصل ليه عشان ولادنا في الشارع».

وقالت «أم عمار»، من ساكني العقار المنهار، إن العناية الإلهية أنقذت ابنتها الصغيرة، حيث كانت تجلس بالجانب الذي سقط من المنزل، ولكنها قبل لحظات من الانهيار همّت لحمل ابنتها وإذا بالجدار ينهار بالأريكة التي كانت تجلس عليها الطفلة، لافتة إلى أنها أسرعت للخروج من المنزل بطفلتها، إلا أن الطفلة أصيبت في إحدى عينيها لسقوط قالب حجارة عليها من السقف.  

وأكمل أحمد محمد أحمد، أحد سكان العقار، أنهم استخرجوا أقاربهم من تحت الأنقاض بمساعدة الأهالي والجيران، وكانت لحظات صعبة، لخوفهم من فقدان أحد أفراد الأسرة الذين سقط عليهم العقار، ولكن بفضل الله تم إخراجهم جميعًا.

وأضاف، لـ« الدستور»، أنه عقب الانهيار وصلت سيارات الإسعاف وتم نقل المصابين إلى المستشفى، وانتظرنا في الشارع لعدم وجود أي مكان بديل لنا، مشيرًا إلى أن العقار هو «بيت العيلة» ويقطنون فيه جميعًا، وهم 4 أشقاء ولكل منهم أسرته، ولديهم أطفال صغار لا يستطيعون تحمل البرد والأمطار.