تعرف الأنماط (علم نفس)
عودة للموسوعةفي فهم النفس وفهم الأعصاب الإدراكي، يصف تعهد الأنماط عملية إدراكية تقوم بمطابقة المعلومات الواردة بسبب منبه ما مع المعلومات القادمة من الذاكرة.
يحدث تعهد الأنماط عندما يجري تلقي معلومات من البيئة فتدخل الذاكرة قصيرة الأمد مسببة تفعيلًا آليًا لمحتوى معين في الذاكرة طويلة الأمد. من الأمثلة التي تحدث في عمر باكر هوتعلّم الحروف الأبجدية بالترتيب. فعندما يكرر مقدم الرعاية «أ، ب، ث» لطفل عدة مرات، يقول الطفل -مستخدمًا تعهد الأنماط- «ث» بعد حتى يسمع «أ، ب» بالترتيب. يسمح لنا تعهد الأنماط بتنبؤ وتوقّع ما قادم. تتضمن عملية تعهد الأنماط مطابقة المعلومات التي يجرى تلقّيها مع المعلومات التي خُزنت مسبقًا في الدماغ. تكوين ارتباط بين الذكريات والمعلومات المُدركَة هوإحدى مراحل تعهد الأنماط التي تدعى كشف الهوية. يحتاج تعهد الأنماط تكرر التجربة. إذا ذاكرة دلالات الألفاظ التي تُستخدَم بصورة ضمنية وغير واعية هي النوع الأساسي من الذاكرة المرتبطة بالتعهد.
تعهد الأنماط ليس مهمًا للبشر فقط وإنما للحيوانات الأخرى أيضًا. حتى الكوالا -التي تمتلك قدرات عقلية أقل تطورًا- تستخدم تعهد الأنماط لإيجاد واستهلاك أوراق شجر الكينا. لقد تطور الدماغ البشري أكثر من أدمغة الطيور والثدييات الدنيا إلا أنه لا يزال يمتلك تشابهات معها. جاز تطور الشبكات العصبية في الطبقة الخارجية من الدماغ لدى البشر بإجراء معالجة أفضل للأنماط البصرية والسمعية. إذا التوضّع الفراغي في البيئة وتذكر الأمور والتعهد على المخاطر والموارد بغرض زيادة فرص النجاة كلها تمثل أمثلة على تطبيق تعهد الأنماط لدى البشر والحيوانات.
هناك ست نظريات أساسية لتعهد الأنماط هي: مطابقة النموذج ومطابق الأنماط الأولية وتحليل السمة ونظرية التعهد من خلال المكونات والمعالجة التصاعدية ومن أعلى لأسفل وتحليل فاورير. تطبيق هذه النظريات في الحياة اليومية ليس متنافرًا. يسمح لنا تعهد الأنماط بقراءة الحدثات وفهم اللغة وتمييز الأصدقاء وحتى تقدير الموسيقا. تنطبق جميع نظرية على نشاطات ومجالات متنوعة رُصِد فيها حدوث تعهد الأنماط. تمييز الوجوه والموسيقا واللغة والترتيب التسلسلي هي بعض هذه المجالات. يحدث تمييز الوجوه والترتيب التسلسلي من خلال تشفير النماذج البصرية، بينما يستخدم تمييز الموسيقا واللغة تشفير النماذج السمعية.
النظريات
مطابقة النموذج
تصف نظرية مطابقة النموذج أكثر المقاربات أساسية لتعهد الأنماط لدى البشر. هي نظرية تفترض حتى جميع شيء مُدرَك يُخزَّن كنموذج في الذاكرة طويلة الأمد. تُقارَن المعلومات الواردة بهذه النماذج لإيجاد تطابق دقيق. بحدثات أخرى، يُقارّن جميع إدخال حسي بتمثيلات متعددة لشيء ما بغرض تكوين فهم تصوري له. تعرّف هذه النظرية الإدراك بأنه عملية معتمدة على التعرّف بصورة أساسية. تفترض أننا نفهم جميع ما نراه فقط من خلال وجود تعرّض سابق له والذي يحدد بدوره إدراكنا المستقبلي للعالم الخارجي. على سبيل المثال، يجرى التعهد على أ وأ وأ على أنها جميعها الحرف أ وليس الحرف ب. إذا وجهة النظر هذه قاصرة عن تفسير كيف من الممكن أن يمكن حتى تُفهم تجارب جديدة دون حتى تُقارن بنموذج ذاكرة داخلي.
مطابقة الأنماط الأولية
بخلاف نظرية مطابقة النموذج الدقيقة نموذج لنموذج، تُقارن نظرية مطابقة الأنماط الأولية عوضًا عن ذلك الإدخال الحسي الوارد بنمط أولي وسطي. تقترح هذه النظرية حتى التعرض لسلسلة من المنبهات المرتبطة ببعضها تؤدي إلى خلق نمط أولي نموذجي بالاعتماد على السمات المشهجرة فيما بين هذه المنبهات. إنها تقلل عدد النماذج المخزَّنة من خلال توحيدها في تمثيل وحيد. تدعم هذه النظرية المرونة التصوّرية لأنها -بخلاف ما عليه الحال في نظرية مطابقة النموذج- تسمح بوجود تنوع عند التعهد على منبه جديد. على سبيل المثال، إذا لم يكن الطفل قد رأى من قبل كرسي حديقة، سيبقى بمقدوره تمييز أنه كرسي بسبب فهمه لمعالمه الأساسية كامتلاك أربعة قوائم ومقعد. على جميع حال، فإن هذه النظرية تحدد القدرة على تصوّر الأمور التي لا يمكن بالضرورة خلق شيء وسطي منها مثل الحيوانات الشبيه بالكلاب على سبيل المثال. عملى الرغم من حتى الكلاب والذئاب والثعالب جميعها حيوانات بحجم بمتوسط وذات فرووتمتلك وأربع أرجل وأذنين وذيل إلا أنها ليست نفس الحيوان وبالتالي لا يمكن إدراكها وفق نظرية مطابقة الأنماط الأولية.
تحليل السمة
تحاول عدة نظريات تفسير قدرة البشر على تمييز الأنماط في بيئتهم. تقترح نظرية اكتشاف السمة حتى الجهاز العصبي يفرز ويرشّح المنبهات الواردة إليه ليسمح للإنسان (أوالحيوان) بتحليل هذه المعلومات منطقيًا. لدى هذا الكائن، يتكوّن هذا الجهاز من مستكشِفات للسمات هي تعبير عن خلايا عصبية مستقلة أومجموعات من الخلايا العصبية تشفّر سمات إدراكية محددة. تقترح هذه النظرية وجود تعقيد متزايد في العلاقة بين المستكشِفات والسمات الإدراكية. يستجيب المستكشف الأكثر أساسيةً لخصائص بسيطة في المنبهات. على طول مسار السبيل الإدراكي، توجد مستكشِفات سمات أكثر تنظيمًا تكون قادرة على الاستجابة لخصائص أكثر تعقيدًا وأكثر نوعية للمنبهات. عندما تحدث أوتتكرر السمات بتسلسل ذي معنى، سنكون قادرين على التعهد على هذه الأنماط بفضل جهاز استكشاف السمات الموجود لدينا.
نظرية التعهد من خلال المكونات
بصورة مماثلة لنظرية اكتشاف السمة، هجرّز نظرية التعهد من خلال المكونات على سمات المنبه التصاعدية التي تجري معالجتها. اقترح هذه النظرية بدايةً إرفينغ بيدرمان (1987)، وهي تنص على حتى البشر يميزون الأمور من خلال تحليلها للأشكال الهندسية ثلاثية الأبعاد المؤلفة لها والتي تدعى الجيونات (مثل الأسطوانات والمكعبات والمخاريط وغيرها). أحد الأمثلة على ذلك هوكيفية تحليلنا لشيء مألوفا مثل فنجان القهوة، فنحن نميز الأسطوانة المجوّفة الحاوية للسائل والمقبض المنحني على الجانب والذي يسمح لنا بحمل الفنجان. ورغم حتى فناجين القهوة ليست جميعها متماثلة، إلا حتى هذه المكونات الأساسية تساعدنا في التعهد على الاتساق بين الأمثلة (أوالنمط). تقترح نظرية التعهد من خلال المكونات وجود أقل من 36 جيون فريد عندما تُدمَج يمكن حتى تشكل عددًا غير منتهٍ من الأمور. لتحليل شيء ما، تقترح نظرية التعهد من خلال المكونات أننا نتعامل مع سمتين نوعيتين هما: الحواف والتقعّرات. تمكّن الحواف الناظر من الحصول على تمثيل ثابت للشيء بغض النظر عن زوايا الرؤية وشروط الإضاءة. أما التقعّرات فهي مكان تلاقي حافتين وتمكّن الناظر من إدراك مكان انتهاء جيون وبدء آخر.
يمكن حتى تنطبق مبادئ تعهد الأمور بصريًا في نظرية التعهد من خلال المكونات على التعهد السمعي أيضًا. فبدل الجيونات، يقترح الباحثون في مجال اللغة إمكانية تحليل اللغة المحكية إلى مكونات أساسية تدعى «الأصوات اللغوية أوفونيمات» (مقاطع). على سبيل المثال، يوجد في اللغة الإنجليزية 44 صوتًا لغويًا.
المعالجة التصاعدية ومن أعلى لأسفل
المعالجة من أعلى لأسفل
يشير مصطلح المعالجة من أعلى لأسفل إلى استخدام المعلومات السابقة في تعهد الأنماط. إنها تبدأ دائمًا من معارف الشخص السابقة، وتعطي تنبؤات وفق المعارف المكتسبة سابقًا. يقدّر عالم النفس ريتشارد غريغوري حتى حوالي 90% من المعلومات تضيع أثناء انتنطقها من العين إلى الدماغ لذا يجب على الدماغ حتى يُخمّن ما يراه الشخص اعتمادًا على تجاربه السابقة. هذا يعني حتى إدراكنا للواقع هوتعبير عن افتراضات أواقتراحات تُشكّل بالاعتماد على الخبرات السابقة والمعلومات المُخزَّنة. سيؤدي تشكيل اقتراحات غير سليمة إلى حدوث أخطاء في الإدراك مثل الأوهام البصرية. فبالنسبة لمبتر مكتوب بخط يد قاسي القراءة، سيكون من الأسهل فهم ما يريد حتى يعبّر عنه المحرر إذا قُرأ المبتر بالكامل من قبل إنسان واحد بدلًا من قراءته من قبل عدة أشخاص. فقد يحدث الدماغ قادرًا على إدراك وفهم جوهر المبتر بفضل السياق الذي تعطيه الحدثات الموجودة.
المعالجة التصاعدية
تدعى المعالجة التصاعدية أيضًا بالمعالجة القائمة على البيانات لأنها تبدأ بتنبيه المستقبلات الحسية. عارض عالم النفس جيمس غيبسون نموذج الأعلى لأسفل وجادل حتى الإدراكقد يكون مباشر ولا يخضع لاختبار الافتراضات كما زعم غريغوري. بحسب جيبسون فإن الإحساس هوالإدراك وليس هناك حاجة لحدوث تفسير إضافي نظرًا لوجود معلومات كافية في بيئتنا لفهم العالم بصورة مباشرة. تدعى نظريته أحيانًا بالنظرية البيئية بسبب زعمه حتى الإدراك يمكن حتى يفسر فقط بحسب البيئة. أحد الأمثلة على المعالجة التصاعدية هووضع زهرة في مركز مجال نظر إنسان ما. يُنقَل منظر الزهرة وكل المعلومات حول المنبه من الشبكية إلى القشرة الدماغية البصرية. تنتقل الإشارة باتجاه واحد.
انظر أيضًا
- استسقاط
- فهم النفس الغشتالتي
- باريدوليا
- تزامنية
مراجع
- ^ Eysenck, Michael W.; Keane, Mark T. (2003). Cognitive Psychology: A Student's Handbook (4th ed.). Hove; Philadelphia; New York: Taylor & Francis. (ردمك 9780863775512). OCLC 894210185. Retrieved 27 November 2014.
- ^ Snyder, B. (2000). Music and memory: An introduction. MIT press.
- ^ Mattson, M. P. (2014). Superior pattern processing is the essence of the evolved human brain. Frontiers in neuroscience, 8.
- ^ Shugen, W. (2002). Framework of pattern recognition model based on the cognitive psychology. Geo-spatial Information Science, 5(2), 74-78. https://dx.doi.org/10.1007/BF02833890
- ^ H. Gregg. (2013, May 1). Perception and perceptual illusions. Psychology Today. Retrieved from https://www.psychologytoday.com/blog/theory-knowledge/201305/perception-and-perceptual-illusions
- ↑ Top-down and bottom-up theories of perception. (2009, June 27). Retrieved from http://cognitivepsychology.wikidot.com/cognition:topdown
- ^ McLeod, S. (2008) Visual Perception Theory. Simply Psychology. Retrieved from https://www.simplypsychology.org/perception-theories.html
- ↑ Wede, J. (2014, April 28). Bottom-up and Top-down Processing: A Collaborative Duality. Retrieved from: http://sites.psu.edu/psych256sp14/2014/04/28/bottom-up-and-top-down-processing-a-collaborative-duality/
- ↑ Sincero, S. M. (2013) Top-Down VS Bottom-Up Processing. Retrieved Oct 20, 2017 from Explorable.com: https://explorable.com/top-down-vs-bottom-up-processing
-
صور وملفات صوتية من كومنز
صور وملفات صوتية من كومنزالتصنيفات: استعراف, إحساس, تمييز الأنماط, علم النفس الاستعرافي, مقالات يتيمة منذ يناير 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, جميع المقالات التي بها عبارات بحاجة لمصادر, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر منذ ديسمبر 2019, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P486, مصادر طبية من ويكي بيانات, مقالات تحتوي على مقاطع فيديو
