عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي (121 هـ- 216 هـ/ 740 - 831 م) راوية العرب، وأحد أئمة الفهم باللغة والشعر والبلدان.

نبذة عن حياته

مولده ووفاته في البصرة. كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. أخباره كثيرة جداً. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر). نطق الأخفش: ما رأينا أحداً أفهم بالشعر من الأصمعي. ونطق أبوالطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأفهمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول: أحفظ عشرة آلاف أرجوزة. وللمستشرق الألماني وليم أهلورد كتاب سماه (الأصمعيات-ط) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها. تصانيفه كثيرة، منها (الإبل-ط)، و(الأضداد-ط)، و(خلق الإنسان-ط)، و(المترادف-خ)، و(الفرق-ط) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان.

تعليمه

عاش في أسرة متفهمة بدليل ما رواه عن أبيه من أخبار وطلب الفهم في (الكتاب) ،وتطورت العلوم النقلية فقد تطورت تطوراً كبيراً ومن أهمها : القراءات القرآنية، إذ عاش في هذا العصر من كبار القراء أبوعمروبن العلاء وحمزة بن حبيب والكسائي . وبدأ جمع الحديث فكان لإبن جريح والأوازعي وسفيان الثوري ثم بدأت فترة التأليف في الحديث فكان فهم الجرح والتعديل وأشهر رجاله يحيى بن معين ، وبرز في هذا العصر كبار الفقهاء كالإمام أبي حنيفة ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل وقد هيأت الظروف للأصمعي فرصة اللقاء بهؤلاء الفهماء وغيرهم فتتلمذ على أيديهم وتابع مجالسهم في مدينة البصرة منذ حتى كان صبياً حتى حتى صار فهماً من أعلامها، وتابع أجوائها الفهمية . تطورت الحركة الفهمية في عصره بسبب تمازج الثقافات وتشجيع الخلفاء فعقدت مجالس المناظرة في قصور الخلفاء وكانت حافزاً للفهماء على البحث والنظر وأسهم الأصمعي فيها إلى جانب من أسهم من فهماء عصره . والأصمعي واحد ممن عهد ألواناً من ثقافات البصرة الدخيلة فقد كانت رغبته شديدة في تحصيل الفهم، يدلنا على ذلك عمق ثقافته وغزارة فهمه وسعة إطلاعه، وانعكاس ذلك كله على كثرة مؤلفاته . وقد أفاد الأصمعي من رحلاته إلى بغداد حيث أقام فيها مدة وخرج منها أكثر فهماً مما دخل، كما أنه في مكة قرأ شعر هذيل على الشافعي . إن فهم الأصمعي لم يكن فهم سماع من الأعراب ورواية فحسب بل كان فهم رواية ودرس دراية . وقد وقع عن نفسه أنه حفظ اثني عشرة أرجوزة قبل حتى يبلغ الحلم .

العلوم الطبيعية

كما كان الأصمعي رائداً في العلوم الطبيعية وفهم الحيوان، وخاصة تصنيف الحيوان وتشريحها، وذلك بسبب معهدته بالمفردات العربية والبحث عن المصطلحات الأصلية التي يستخدمها العرب للحيوانات.

في حادثة رددها الكثير من المؤرخين، جلب الفضل بن الربيع حصاناً وطلب من جميع من الأصمعي وأبوعبيدة معمر بن المثنى (الذي خط أيضًا على نطاق واسع عن فهم الحيوان) لتحديد المصطلحات السليمة لكل جزء من تشريح الحصان. اعتذر أبوعبيدة عن هذا التحدي قائلا إنه كان لغوي وليس طبيباَ بيطرياَ. ثم قفز الأصمعي إلى الحصان، وحدد جميع جزء من جسده، وقدم أمثلة من الشعر العربي الذي يوضح المصطلحات كمفردات عربية مناسبة .

ويعتبر أول عالم مسلم تفهم الحيوانات بالتفصيل . خط الكثير من الأعمال في هذا المجال مثل:

• كتاب الخيل
• كتاب الإبل
• كتاب الفارق (كتاب الحيوانات النادرة)
• كتاب الوحوش ( عن الحيوانات البرية)
• كتاب الشاة
• كتاب خلق الإنسان.

شهرته

تمتع الأصمعي بشهرة واسعة فقد كانت الخلفاء تجالسه وتحب منادمته، وقد هيأت مجالس الرشيد له حتى يذيع صوته في جميع الأوساط والمحافل الأدبية فسعى يجمع الأخبار والأشعار، ويدقق في اختياره لها وفي إنشاده، بحيث دفعت هذه الشهرة الرواة حتى يضعوا أخباراً وأقوالاً تنسب إليه . ومما يبرهن على شهرته الواسعة، وتفوقه على أقرانه ما نراه من غالب المصنفين الذين اتىوا من بعده يستقون ثروته اللغوية والأدبية . كما حتى خط اللغة والأدب قد جمعت الكثير من الأخبار والأشعار التي يرويها، وكان يعلل شهرته بقوله : وصلت بالفهم، وكسبت بالملح .

مخطته

كانت للأصمعي مخطة اختلفت المصادر في ذكر عدد خطها، فالأصفهاني ينقل على لسان الأصمعي قائلاً: لما خرجنا إلى الرقة، نطق لي : هل حملت معك شيئاً من خطك ،يا ترى؟ قلت : نعم ! حملت ما خف حمله، فنطق : كم ،يا ترى؟ فقلت : ثمانية عشر صندوقاً، فنطق : هذا لما خففت، فلوثقلت كم كنت تحمل ،يا ترى؟ فقلت أضعافها، فجعل يعجب ! .

ما نطقه النقاد

كان سفيان الثوري يشير إلى وصف ابن مناذر للأصمعي بأنه أحفظ الناس، ونطق الأزهري فيه : وكان أكثر فهمه على لسانه . أما الرياشي فيقول : سمعت الأصمعي يقول نطق خلف : يغلبني الأصمعي بحضور الحجة، وشهد بذلك تلميذه اسحاق الموصلي حيث أشار قائلاً : أحب من قرب لسانه من قلبه وإجادة حفظه متى أراده .

نطق : حماد بن إسحاق : سمعت أبي يقول : ما رأيت أحداً قط أفهم بالشعر من الأصمعي، ولا أحفظ لجيده، ولا أحضر جواباً منه، ولوقلت إنه لم يك مثله أحد، ما خفت كذبا .

وقد نقل أبوالعيناء حديث كيسان فنطق : نطق خلف الأحمر ويلك إلزم الأصمعي ودع أبا عبيدة، فإنه أفرس الرجلين بالشعر . ونطق الأخفش : لم استوعب أحداً أفهم بالشعر من خلف الأحمر والأصمعي، ونطق الرياشي فسألته أيهما أفهم ،يا ترى؟ نطق : الأصمعي، قلت لم ،يا ترى؟ نطق : لأنه كان أفهم بالنحو.

ونطق إسحاق الموصلي : لم أر كالأصمعي يدعي شيئاً من الفهم، فيكون أحداً أفهم منه . كما نطق ابن الأعرابي : شهدت الأصمعي وقد أنشأ نحواً من مائتي بيت، ما فيها بيت عهدناه . ويقول ابن الأنباري : الأصمعي يد غراء في اللغة لا يعهد فيها مثله، وفي كثرة الرواية .

ونطق أبوالطيب اللغوي : كان أتقن القوم لللغة وأفهمهم بالشعر، وكذلك ذكر السيوطي : وكان من أفهم الناس في فنه . ويذكر ابن المرزباني : وكان الأصمعي من أروى الناس للرجز ، أما الأزهري فنطق : وكان الأصمعي أذكى من أبي عبيدة وأحفظ للغريب منه، وكان أبوعبيدة أكثر رواية منه .

وسلكه الزبيدي في الطبقة الثالثة من طبقات اللغويين البصريين، كما عده الأزهري في الطبقة الثانية من اللغويين اللذين أخذ عنهم، وترتيب جميع من الزبيدي والأزهري قائم على التسلسل التاريخي لا المنزلة الفهمية .

مؤلفاته

- الإبل - الأبواب - أبيات المعاني - الأجناس - الأخبية والبيوت - الاختيار - الأراجيز - أسماء الخمر - الاشتقاق - الأصمعيات - الأصوات - أصول الكلام - الأضداد - الألفاظ - الأمثال - الأنواء - الأوقاف - تأريخ الملوك - جزيرة العرب- الخراج - خلق الفرس - الخيل - الدارات - الدلو- الرحل - السرج واللجام والشوى والنعال والترس - السلاح - الشاء - الصفات - غريب الحديث - غريب القرآن فتوح عبد الملك بن قريب الأصمعي - فحولة الشعراء - القصائد الست - القلب والإبدال - الكلام الوحشي - لحن العامة - اللغات - ما اتفق لفظه واختلف معناه - ما اختلف لفظه واتفق معناه - ما تحدث به العرب فكثر في أفواه الناس - المذكر والمؤنث - المصادر- معاني الشعر - المقصور والممدود - مياة العرب- الميسر والقداح - النبات والشجر - النحلة - النسب - النوادر - نوادر الأعراب - الهمز - الوجوه - الوحوش - صوت صفير البلبل

وفاته

توفي بالبصرة، وتختلف المصادر في تعيين سنة وفاته فتذكر بعضها انه توفي سنة 208هـ والبعض يقول 211هـ وآخرون 216هـ

انظر أيضًا

• شعر عربي
• أبوعمروبن العلاء
• الأصمعيات
• المفضل الضبي

مراجع

وصلات خارجية

• ديوان عبد الملك الأصمعي في بوابة الشعراء

انظر أيضًا

• أبوعمروبن العلاء
• الأصمعيات