مع دخول الأسواق في صدمة كوفيد- 19 في آذار (مارس) 2020 استعد كل الأشخاص ممن هم على دراية بكيفية عمل صناديق الاستثمار المتداولة للأخبار السيئة - لكنها لم تحدث أبدا.
كانت هناك علامات توتر مثيرة للقلق - انخفضت أسعار كثير من صناديق الاستثمار المتداولة لسندات الشركات بشكل كبير ما دون صافي قيمة الأصول لممتلكاتها ما سبب المخاوف من أن المستثمرين يفقدون الثقة بهيكل الصناديق تماما ويتخلصون من ممتلكاتهم.
لكن حتى عندما جفت السيولة في مكوناتها الأساسية، استمرت صناديق الاستثمار المتداولة، مع الاستثناء الملحوظ لصندوق النفط الأمريكي وبعض المنتجات القائمة على الروافع المالية، بالتداول.
قال ماتيو أندريتو، وهو رئيس أعمال صندوق الاستثمار المتداول في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، سبايدر، المملوك من قبل شركة ستيت ستريت جلوبال أدفايزور، "كان الوضع الدائم في الأيام الأولى من كوفيد هو أننا كنا جميعا ننتظر حدوث مشكلة، لكن المشكلات لم تكن تظهر".
الآن عندما يطلب من المشاركين في السوق تذكر ما حصل خلال تلك الأيام المحمومة، يظهر موضوع واحد لافت للنظر - بصرف النظر عن قوتهم التكنولوجية والدعم الضخم من البنوك المركزية بقيادة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، كان من الواضح أن أحد أهم العوامل التي أكدت على استمرار عمل سوق صناديق الاستثمار المتداولة هم الناس أنفسهم.
قال ريجي براوني، المعروف بالأب الروحي لصناديق الاستثمار المتداولة الذي يدير صناعة سوق الأعمال لصندوق الاستثمار المتداول لشركة جي تي أس التجارية، "تم بناء الشركة على العلاقات الشخصية وهذا هو سبب نجاحها".
في بورصة نيويورك، تم تفعيل أداة توقيف التداول من المستوى الأول، التي يتم تفعيلها عندما يكون هناك انخفاض 7 في المائة في مؤشر أس آند بي 500، أربع مرات في ثمانية أيام تداول فيما بين 9 آذار (مارس) و18 آذار (مارس)، ما أدى إلى توقف التداول لمدة 15 دقيقة في كل مرة.
يتذكر دوجلاس يونس، وهو رئيس المنتجات المتداولة في بورصة نيويورك، الجهد الكبير الذي تم بذله للتأكد من أن كل شيء يعمل بسلاسة وللتأكد من أن المشاركين كانوا مستعدين لحجم التداول الهائل الذي سيضرب الأسواق بمجرد رفع أداة إيقاف التداول. "كنا نتصل بكل صانع سوق وكل مزود سيولة قائلين، سنقوم بإيقاف التداول، هل أنتم مستعدون؟".
كيفية عمل صناديق الاستثمار المتداولة
الإنشاء، يتعاون مزودو صناديق الاستثمار المتداولة والمشاركون المعتمدون في إنشاء واسترداد أسهم صناديق الاستثمار المتداولة والتحكم بالمعروض منها وضمان تداول صناديق الاستثمار المتداولة بالقرب من صافي قيمة أصولها. يقوم المشاركون المعتمدون "بشراء" وحدة إنشاء الأسهم من المزود مع "سلة" من الأوراق المالية الأساسية ثم إطلاق الأسهم في السوق الثانوية.
الاسترداد، في حالة انخفاض الطلب على أسهم صناديق الاستثمار المتداولة، يمكن للمشاركين المعتمدين الحصول على سلة استرداد من الأسهم في السوق الثانوية ونقلها إلى المزود مقابل الأوراق المالية الأساسية.
كيف تختلف سندات صناديق الاستثمار المتداولة، تحتوي سندات صناديق الاستثمار المتداولة على "سلال خاصة" ينشرها المزود كل يوم وتحتوي فقط على مجموعة مختارة من السندات الأساسية.
ما الفوائد بالنسبة للمشاركين المعتمدين، يكسب المشاركون المعتمدون المال من الفرق بين سعر الأوراق المالية وصندوق الاستثمار المتداول.
إن المشكلة، كما أشار دان إيزو، وهو الرئيس التنفيذي لشركة جي أتش سي أوه صانعة السوق، كانت الخلل المحتمل في كيفية عمل النظام البيئي لصناديق الاستثمار المتداولة "انظر أعلاه"، خاصة بالنسبة لصناديق سندات الاستثمار المتداولة.
"نظرا إلى أن كل مشارك معتمد كان يحاول الاسترداد في الوقت نفسه، كان على مزودي صندوق الاستثمار المتداول تقييد التفاوض حول سلال السندات المخصصة للتأكد من أنهم لم ينحرفوا عن مؤشرهم وأنهم عاملوا الجميع بإنصاف. ويعني هذا أن المشاركين المعتمدين وصانعي السوق قد يتورطون مع بعض السندات، غير السائلة في ذلك الوقت، التي كانوا غير قادرين على التداول بها أثناء استردادهم لأسهم صندوق الاستثمار المتداول".
قال يونس إنه تم إجراء مكالمات هاتفية أيضا مع مصدري صناديق الاستثمار المتداولة يسألونهم عما إذا كان يمكنهم تغير حجم سلالهم ويسألون مزودي صناديق السندات الاستثمارية المتداولة عن التعديلات التي أجروها على سلالهم.
أوضح يونس أنه بعد أعوام في الصناعة في مجموعة متنوعة من الوظائف، كان الأشخاص الذين اتصل بهم أصدقاء بشكل أساسي ما يعني أنهم أقاموا ثقة وفهما ممتازا مع بعضهم بعضا.
عبر المحيط الأطلسي في بورصة لندن، كانت الأمور مرهقة بالقدر نفسه، لكن التدخل البشري ساعد مرة أخرى على استمرار سير الأمور بشكل جيد.
قالت ليدا إسلامي، وهي رئيسة تطوير الأعمال في مجال المنتجات المتداولة في بورصة لندن، "لقد أمضينا كثيرا من الوقت على الهاتف مع مصدري صناديق الاستثمار المتداولة وصناع السوق".
بحلول 13 آذار (مارس)، كاستجابة للمخاوف المتزايدة بشأن التقلبات في الأسواق الأساسية، أصدرت بورصة لندن إشعارا يؤكد أن فروق عروض الأسعار التي يقدمها صناع السوق يمكن أن تتسع إلى 5 في المائة كحد أقصى على جميع صناديق الاستثمار المتداولة ذات الدخل الثابت.
وبعد ثلاثة أيام، أكد إشعار آخر أن الفروق يمكن أن تتسع إلى 5 في المائة على جميع المنتجات المتداولة في البورصة.
قوبلت تلك الجهود بامتنان. قال إيزو، الذي يتذكر كونه على اتصال دائم مع بورصة لندن ومزودي صناديق الاستثمار المتداولة الرئيسين، "لم أشعر من قبل بمزيد من الاهتمام بي في مسيرتي المهنية".
في مجموعة فتسي راسل مزودة المؤشر، قال أرني ستال، وهو الرئيس التنفيذي، إن الموظفين كانوا في طور التحضير لعملية إعادة توازن كبيرة عندما انتشرت الجائحة وكان عليهم محاولة القيام بوظائفهم من "طاولة المطبخ".
مع ربط 18 تريليون دولار بمؤشرات فتسي راسل التي يوجد منها تريليون دولار في صناديق الاستثمار المتداولة، وتراجع الأسواق، كان العمل مرهقا بشكل خاص.
قال ستال، "كان علينا تقييم ما إذا كانت إعادة الموازنة ستؤدي إلى تفاقم اضطراب السوق". مضيفا أنه كان هناك حوار مستمر واتصالات هاتفية في وقت متأخر من الليل مع جميع الأطراف الرئيسة بما في ذلك الجهات التنظيمية والبنوك ومديرو الأصول الكبار.
وقال ستال، "لقد وصلت إلى المرحلة حيث يتوجب عليك فقط اتخاذ قرار". في النهاية، مضت مجموعة فوتسي راسل بإعادة موازنة مؤشرات الأسهم الخاصة بها، لكن بعد دراسة متأنية قررت تأجيل إعادة موازنة نطاق الدخل الثابت الخاص بها.
يصر البعض في الصناعة على أن التكنولوجيا التي تدعم تداول صناديق الاستثمار المتداولة لا تزال حاسمة.
قال دينيس ديكسترا، وهو الرئيس التنفيذي لشركة فلو تريدرز، "عليك أن تكون مستعدا للمجهول، ما يعني بناء أنظمة قادرة على التعامل مع زيادة في التداولات بمقدار 100 ضعف".
ومع ذلك، قال غلين هافليتشك، وهو الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة جي أل أم إكس والرئيس السابق لإدارة السيولة العالمية لبنك جي بي مورجان، إنه في حين أن "الكفاءة في المعاملات" كانت أمرا بالغ الأهمية فإن "كثيرا من الأمور تحدث خلف الكواليس".
على سبيل المثال، قال ستيفان كابا فيريرو، وهو رئيس التداول في شركة جي أتس سي أوه، إن بعض مزودي صناديق الاستثمار المتداولة ساعدوا من خلال بيع بعض السندات نيابة عن المشاركين المعتمدين، وبذلك مقدمين، عند الاسترداد، سلة من السندات والأموال من البيع، بدلا من السندات فقط.
إذن ما الذي ضمن نجاح صناديق الاستثمار المتداولة في آذار (مارس) 2020؟ يواصل البعض، مثل كابا فيريرو، القول إن الاحتياطي الفيدرالي هو الذي أحدث الفارق، وليس القوة التكنولوجية للمنتجات المالية التي تعطي بعض الميزات. وقد قال، "لقد وجدت أنه أمر مثير للاهتمام للغاية لأن الجميع بشر بنجاح صناديق الاستثمار المتداولة في تلك الفترة". لكنه أضاف أنه كان هناك تدخل غير مسبوق من سياسة الحكومة. وقال، "لم يتسن لنا فرصة فحص المنتج حقا".
لكن حتى لو كان كابا فيريرو محقا بشأن أهمية الاحتياطي الفيدرالي، كما أشار هافليتشك، فحتى هذا القرار لم يكن آليا. وقال، "في نهاية المطاف، كان قرارا بشريا".
قد يبدو هذا العامل البشري مقلقا للبعض، لكن المتمرسين في الصناعة يصرون على أنه يساعد على تفسير مرونة صناديق الاستثمار المتداولة.
قال توني كيلي، وهو المؤسس المشارك لشركة بوند بلوكس ومتمرس في الصناعة الذي شمل وجوده في أعمال صناديق الاستثمار المتداولة لمدة 20 عاما خدمات مع بنك جولدمان ساكس وشركة بلاك روك ومجموعة بي جي إي، "حقيقة أن بعض ما يحدث في السوق الأساسية أمر استنسابي يمكن أن يعد مخيفا من قبل بعض المستثمرين".
ومع ذلك، فقد اعترف أن النظام البيئي لصندوق الاستثمار المتداول كان جزءا من قوته.
"إنها بنية فريدة من نوعها من حيث إنه حتى في الوقت الذي يتصرف فيه المشاركون في السوق الأساسية لمصلحتهم الذاتية فإن هذا في الواقع لمصلحة الرجل الصغير".
