سجلت المملكة بمشاركاتها الثقافية حضورا دوليا لافتا. كما أنها تألقت في إدخال مواقعها التراثية بالقوائم العالمية، مختتمة عاما ميلاديا بإنجازات متعددة، تؤكد ما توليه قيادة البلد من اهتمام عالٍ بالثقافة والفنون.

بينما رُصدت محليا إنجازات بارزة، تمثلت في اعتماد هيئة التراث تسجيل 624 موقعا أثريا وتاريخيا جديدا في السجل الوطني للآثار، وذلك خلال الربع الأول من 2021، ليصل مجموع المواقع الأثرية التي تم تسجيلها في السجل منذ إنشائه إلى 8176 موقعا في مختلف مناطق المملكة.

كما أعلنت الهيئة، في 28 يونيو، توصل علماء آثار وأحافير من الهيئة، بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، إلى اكتشاف جديد في كهف «أم جرسان» بحرّة خيبر في المدينة المنورة، حيث عُثر بداخله على مخلفات من الآثار والأحافير التي كشفت تقنية الكربون المشع عن أن عمرها يربو على 7000 سنة، بالإضافة إلى أن الكهف غنى بعشرات الآلاف من العظام المتنوعة لحيوانات، وجميعها بحالة جيدة، على الرغم من مرور الزمن، وكذلك جماجم بشرية يُرجح أنها قد نُبشت من قبور قريبة تعود لما قبل التاريخ.

وفي 13 يوليو، أعلن اكتشاف أثري جديد بمحافظة الحائط في منطقة حائل (شمال المملكة)، وهو عبارة عن نقوش صخرية تعود للملك البابلي نابونيد في منتصف القرن السادس قبل الميلاد.

إستراتيجيات ثقافية

في 8 مارس، من خلال 16 جمعية مهنية للمثقفين والفنانين، اعتمد وزير الثقافة إستراتيجية الوزارة للقطاع غير الربحي.

وفي 14 يوليو، دشّنت هيئة المسرح والفنون الأدائية إستراتيجيتها لتطوير القطاع المسرحي بالمملكة، المتضمنة رؤيتها ورسالتها وأهدافها الإستراتيجية التي تسعى من خلالها إلى إدارة قطاع المسرح، والفنون الأدائية بأشكالها السبعة، بالإضافة إلى دورها في تفعيل دور العرض، وتشجيع صناعة المحتوى المسرحي، ونشر ثقافة العروض الأدائية، إلى جانب تمكين المواهب السعودية.

وفي 6 سبتمبر، تم إعلان مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية».

بينما أطلقت هيئة التراث إستراتيجيتها الشاملة من قلب حي الطريف التاريخي بالدرعية في 29 سبتمبر، برعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة.

حضور دولي بارز

على المستوى الدولي، اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، في 20 ديسمبر، «الدرعية» عاصمة للثقافة العربية لـ2030، نظير رمزيتها الخالدة على صعيد الثقافة محليا وإقليميا، وما تمتلكه من تاريخ مشهود ذي إرث حضاري لا يزال مؤثرا حتى اليوم.

كما فازت المملكة، في 8 يوليو، برئاسة المجلس التنفيذي لـ«الألكسو» من خلال انتخاب ممثلها عضو المجلس التنفيذي، هاني بن مقبل المقبل، رئيسا للمجلس خلال الفترة 2021 - 2023 بأغلبية الأصوات، بمشاركة 21 دولة عربية.

بينما شاركت المملكة، في 13 يوليو، عبر جناحها الذي يعد الأكبر، في مهرجان «كان» السينمائي، وقدمت المبادرات السعودية في المهرجان خريطة طريق لمستقبل صناعة السينما العربية، والوصول بها إلى العالمية.

ومن 1 إلى 10 أكتوبر، عقد معرض الرياض الدولي للكتاب، وهو الحدث الذي يتّوج السعودية كأكبر واجهة للنشر العربي، وسط حضور كبير من المفكرين والمثقفين والأدباء، وبمشاركة أكثر من ألف دار نشر سعودية وعربية وعالمية من 28 دولة.

في 6 ديسمبر، انطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي، الذي أقيم في القلب التاريخي لمدينة جدة، واستمر حتى 15 من الشهر نفسه.

وعرض المهرجان 135 فيلما من 67 دولة، منها 48 تُعرض عربيا لأول مرة، و27 فيلما سعوديا، و17 في عرضها العالمي الأول. وقد افتتح عروضه بالفيلم الموسيقي البريطاني «سيرنو»، للمخرج جو رايت.

كما أقيم «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة» تحت شعار «مهرجان الأفكار» في 8 ديسمبر، وهو أول مؤتمر من نوعه في السعودية، بمشاركة مفكرين ومؤسسات من حول العالم، ومختصين في الفلسفة ونظرياتها وتطبيقاتها الحديثة من جميع أنحاء العالم.

إنجازات عالمية

سجلت منطقة «حمى» في نجران ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي في 25 يوليو، لتصبح سادس موقع سعودي في القائمة العالمية للمواقع التراثية.

بينما تمّ تنظيم المعرض العالمي «بينالي الجنوب الدولي للفن المعاصر» (بينالسور) في دورته الثالثة، بالتعاون مع جامعة تريس دي فيبريرو الوطنية في الأرجنتين، التي ابتكرت البينالي وطوّرته، وكانت المملكة إحدى المحطات الدولية التي توقف عندها البينالي، حيث شهدته مدينتا الرياض وجدّة، حيث أقيم في حي جاكس بالدرعية، وقصر خُزام في جدة.