دانت وزارة الخارجية السودانية بأشد العبارات عمليات النهب والاعتداء، الذي تعرضت له مخازن برنامج الغذاء العالمي في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.

وقالت الوزارة في بيان أوردته وكالة السودان للأنباء: إن عمليات النهب قامت بها "بعض الجماعات المتفلتة والخارجة عن القانون، الأمر الذي نتج عنه إتلاف معداتها (المخازن) ونهب محتوياتها، بما في ذلك كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية الحيوية المخصصة للمحتاجين والمتضررين بولايات دارفور".

أوضحت الوزارة أنه تم القبض على 15 من المتورطين في أعمال النهب، هذا بجانب فتح تحقيق فوري بشأن هذا الحادث "المشين والمؤسف" بعدما شرعت اللجنة الأمنية بالولاية في تشكيل قوات مشتركة مفوضة بكامل الصلاحيات لحراسة وتأمين المخازن ومواقع سكن الموظفين.

وأشارت الخارجية السودانية إلى تضامن الخرطوم الكامل مع إدارة برنامج الغذاء العالمي وجميع منسوبيه العاملين في السودان، كما أكدت على تثمين الدور الحيوي الذي ظل يقوم به برنامج الغذاء العالمي في جميع أنحاء السودان وفي إقليم دارفور على وجه الخصوص.

وأكدت الالتزام التام لحكومة جمهورية السودان بالتعاون اللصيق مع برنامج الغذاء العالمي وكافة منظومة الأمم المتحدة العاملة بالسودان، من أجل الحفاظ على مقارها وممتلكاتها وحماية العاملين بها ومساعدتهم على أداء مهامهم على الوجه الأكمل.

من جهة ثانية، استنكر مجلس السيادة الانتقالي في السودان بشدة، الأحداث التي صاحبت تظاهرات الخميس، والتي أدت لسقوط "شهداء وجرحى".

ووجه المجلس عبر بيان صحفي، "السلطات المختصة في الدولة بأخذ الإجراءات القانونية والعسكرية كافة لتدارك مثل هذه الأحداث حتى لاتتكرر".

وشدد المجلس "ألا يفلت أي معتدٍ من العقاب".

وجدد المجلس تأكيده على "التظاهر السلمي كحق أصيل أقرته ثورة ديسمبر المجيدة".

و"ترحم المجلس على أرواح الشهداء وتمنى عاجل الشفاء للمصابين والجرحى. وأن يحفظ الله البلاد من الفتن"، حسب البيان.

وقالت لجنة أطباء السودان في بيان: إن خمسة أشخاص قُتلوا خلال أعمال العنف التي شابت المظاهرات ضد الحكم العسكري الخميس.

وقال شهود من رويترز: إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في حين سار المحتجون في الخرطوم، ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين باتجاه القصر الرئاسي.

وقالت الشرطة السودانية في بيان: إن أربعة أشخاص قُتلوا في أم درمان وأُصيب 297 متظاهرا و49 فردا من قوات الشرطة، في مظاهرات ضد الحكم العسكري شارك فيها عشرات الآلاف.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية التي تدعم حركة الاحتجاجات: إن شخصا خامسا قتل بعد إصابته في صدره بقنبلة غاز مسيل للدموع، أطلقتها قوات الأمن خلال احتجاجات الخميس.

ونقل تلفزيون الحدث عن مستشار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، قوله: "إن الجيش لن يسمح لأحد بجر البلاد إلى الفوضى، وإن استمرار التظاهرات بطريقتها الحالية استنزاف مادي ونفسي وذهني للبلاد، وإنها لن توصل السودان إلى حل سياسي". واحتجاجات الخميس، هي الجولة الحادية عشرة من المظاهرات الضخمة منذ انقلاب 25 أكتوبر، الذي شهد عزل رئيس الوزراء عبدالله حمدوك قبل إعادته إلى منصبه. ويطالب المتظاهرون بألا يكون للجيش دور في الحكومة خلال فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات حرة.

وقال تحالف قوى الحرية والتغيير: إن قوات الأمن استخدمت القوة المفرطة الخميس، ودعت المجتمع الإقليمي والدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة الانقلاب.

وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن على تويتر: إنه منزعج من تقارير عن استخدام القوة المميتة، وإن الولايات المتحدة "تقف إلى جانب شعب السودان مع مطالبته بالحرية والسلام والعدالة".

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان فولكر بيرتيس إنه: "منزعج للغاية" لسقوط قتلى، مضيفا أن "لجميع الناس الحق في التعبير عن أنفسهم سلميا وأن من حق وسائل الإعلام العمل بحرية".

وقال شاهد من رويترز: إن قوات الأمن واجهت المحتجين على بعد نحو كيلومترين من القصر وسط العاصمة، مضيفا أنه كان هناك تواجد أمني كثيف في المنطقة.

وقالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم في بيان: إن قوات الأمن في أم درمان منعت سيارات الإسعاف من نقل الجرحى إلى المستشفيات القريبة. مضيفة أن نطاق "القمع" فاق التوقعات.