من جديد تتكرر وقائع فقدان شباب مصريين بغرق قوارب خلال هجرات غير شرعية إلى إيطاليا رغم تحذير السلطات المصرية من مغبة ذلك، فقد كشف أهالي قرية تطون بمحافظة الفيوم جنوب غربي مصر فقدان الاتصال بـ 14 شاباً من أبنائهم، بعدما علموا بغرق المركب، الذي كان يقلهم في رحلة هجرة غير شرعية قرب الجزر اليونانية.
مصير مجهول
وقال أهالي القرية لـ "العربية.نت" إن أحد شباب القرية، وكان ضمن مجموعة يبلغ عددها نحو 15 شابا سافروا في هجرة غير شرعية إلى إيطاليا، اتصل بأسرته وأخبرهم أنه نجا من حادث غرق المركب، وتمكنت السلطات اليونانية من انتشاله فيما فقد زملاؤه الآخرون، ولا يعرف مصيرهم، حيث مازال البحث جاريا عنهم.
إلى هذا، قال مكاوي الزعبي أحد شيوخ القرية لـ "العربية.نت" إن هؤلاء الشباب تترواح أعمارهم بين 16 إلى 30 عاما، وكانوا ضمن مجموعات أخرى من محافظات مختلفة، وغرق بهم القارب بين الحدود اليونانية والتركية، مضيفا أن حالة أسرهم يرثى لها، ولا يعرفون هل تمكنت السلطات اليونانية من العثور على الشباب أحياء أم فقدوا وتوفوا غرقا في البحر؟
قرية موعودة بالحزن
يأتي ذلك رغم أن القرية ما زالت تعيش في حالة حزن بسبب اختفاء وفقدان 14 آخرين من أبنائها سافروا في رحلة هجرة غير شرعية إلى إيطاليا عبر سواحل ليبيا في أكتوبر من العام 2019، ولا يعرف أحد مصيرهم حتى الآن.
حسب المعلومات التي كشفها الشاب الناجي والذي مازال متواجدا في اليونان بعد إنقاذه، فإن الحادث وقع الثلاثاء الماضي، حيث كانت الأمواج عاتية، ولم يستطع القارب الذي كان يقل 95 شابا من محافظات مختلفة الصمود أمامها، لذا طلب المهربون منهم القفز في المياه لتخفيف حمولة المركب.
السباحة حتى شواطئ اليونان
وأشار الشاب الناجي إلى أن بعض الشباب تمكن من السباحة ووصل لشواطئ اليونان، حيث انتشلتهم السلطات، فيما لا يزال مصير الباقي مجهولا.
وكانت القرية قد شهدت قبل أعوام فقدان العشرات من شبابها في حادث غرق مركب رشيد، والذي كان يقل مئات الشباب في رحلة هجرة غير شرعية إلى إيطاليا أيضا، حيث اشتهرت "تطون" بهجرة شبابها إلى هناك ويتراوح أعداد المسافرين منها نحو 6 آلاف.
وتواجه مصر ظاهرة الهجرة غير الشرعية بعدة مبادرات لتشجيع الشباب على البقاء في البلاد والعمل فيها، مثل مبادرة مراكب النجاة التي توفر فرص عمل وتمويلا لمشروعات صغيرة ومتناهية الصغير، تمكنهم من إقامة مشروعات خاصة لهم في مصر بقروض ميسرة وبفوائد طويلة الأجل.