عام ثالث انقضى على بدء الثورة في السودان والتي وصفت حينها بأنها فرح السودان ... الثورة التي تدخل عامها الرابع بعد نجاحها في انهاء ثلاثة عقود من حكم البشير ..تتواصل في العام الجديد عقب المتغيرات الأخيرة التي أججت الاحتجاجات.
صراعات جعلت اقتصاد السودان رهين الانقسامات بين طرف يحاول انتزاع مساحة للديمقراطية من جهة وآخر يحاول اقتناص الفرصة لعسكرة البلاد من جديد محاولا الامساك مرة ثانية بالحكم والأختام.
استقالة عبدالله حمدوك كان بمثابة جرس انذار للسودانيين جميعا فالقضية لا تتعلق بمصير رجل بل بمصير السودان نفسه .. البلد الذي أضاع عمره بين الجنرالات والانتفاضات واضاع ايضا فرصة للتطور والتقدم.
لا يمكن لمن خبر السودان وعاصره ان ينكر ان المرحلة الانتقالية لن تكون سهلة... فالإرث ثقيل... وأن تأسيس دولة مدنية ليس بالأمر اليسير في هذا الجزء من العالم فالتغيير يحتاج إلى صوت العقلاء ..لتجنب اعادة عقارب الساعة الى الوراء خاصة وأن الثمن قد يكون باهظا ومستحيلا.
ينظر السودانيون اليوم الى أراضيهم بحرقة ...بلاد صنفت يوما بأنها سلة غذاء العالم...تحولت نتيجة الصراعات الى بلاد قافرة ...بلاد نسي العالم مذاق قمحها بعد انضمامها الى مبادرة هيبك ...المبادرة التي رغم ايجابيتها بشطب ديونه لكنها جعلته واحدا من افقر دول العالم.
يبقى السؤال هل سيتمكن السودانيون من ايصال بلادهم الى بر الأمان ودخلهم اليومي لا يتجاوز 1.6 دولار وست سنتات ؟ سؤال اجابته رهن الأيام القادمة وحال لسانهم يقول الى اين المسير في ظلمة الدرب العسير