حافظت التوسعات المتلاحقة للمسجد النبوي الشريف على معالم البناء القديم الذي يقف اليوم على 165 عمودا حجريا أسطوانيا يبلغ ارتفاعها في المتوسط من القاعدة حتى التاج 4.80م كما يعلوها تيجان وعقود حجرية منحوتة بشكل زخرفي ومن فوقها القباب، ومن أشهر الأساطين التي تفوح عبقا روحانيا وتروي قصصا خالدة: الاسطوانة المخلقة أي المطيبة والمعطرة وهي التي صلى إليها النبي صلى الله عليه وسلم المكتوبة بضعة عشر يوما بعد أن حولت القبلة، وكذلك اسطوانة عائشة وهي الثالثة من المنبر والقبر والقبلة، وتعود تسميتها لإخبار أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عبدالله بن الزبير بفضلها فقام فصلى عندها.

ومن الأساطين الشهيرة اسطوانة التوبة وتعرف بأبي لبابة أيضا وسميت بذلك لأنها شهدت توبته رضي الله عنه، بعد أن ربط نفسه بها وحلف بألا يحل نفسه ولا يحله أحد حتى يحله رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو تنزل توبته، وأيضا أسطوانة السرير التي تلتصق بالشباك المطل على الروضة الشريفة وهي محل اعتكاف النبي الكريم، وهناك اسطوانة المحرس وتقع خلف السرير وتسمى أيضا باسطوانة علي رضي الله عنه لأنه كان يجلس عندها ليحرس النبي المصطفى، ومن الأساطين والسواري اسطوانة الوفود وتقع خلف المحرس شمالا وكان صلى الله عليه وسلم يجلس إليها ليقابل وفود العرب القادمين إليه.