أشاد عدد من المحللين والسياسيين والمسئولين بعدد من المنظمات الدولية بإقامة النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، المنعقد حاليًا فى مدينة شرم الشيخ، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وما له من تأثير على تعزيز دور الشباب فى مصر والعالم. 

وقال لويس ميجيل بوينو، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن المنتدى يعد فرصة نادرة لدعم وتعزيز دور الشباب، مضيفًا: «يجب تعزيز دور الشباب فى مجتمعاتنا، وعلينا ألا ننسى أن مستقبل العالم بين أيديهم».

وأكد أن الشباب بإمكانهم معالجة القضايا الأكثر إلحاحًا، مثل تداعيات تغير المناخ ومكافحة الأوبئة العالمية ومكافحة الإرهاب ونظام التبادل التجارى متعدد الأطراف، وخلق فرص العمل، وغيرها، وذلك من خلال مشاركاتهم فى مناقشات واسعة النطاق حول هذه الموضوعات. 

وأضاف: «الاتحاد الأوروبى يتابع عن كثب هذه الفعاليات، خصوصًا المناقشات حول التغير المناخى، وذلك بعد انعقاد قمة المناخ فى جلاسكو، العام الماضى، بعدما أسهم الاتحاد الأوروبى بشكل ملحوظ فى الجهود الدولية المعنية بمعالجة هذه القضية».

وأشار «بوينو» إلى أن الاتحاد الأوروبى يتطلع إلى توصيات منتدى شباب العالم بشأن قضية التغيرات المناخية، لكونها تغذى العمل المشترك بين الاتحاد الأوروبى ومصر فى قمة المناخ المقبلة، «كوب ٢٧»، التى تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية.

فيما قالت سينثيا فرحات، الباحثة بمنتدى الشرق الأوسط بالعاصمة الأمريكية واشنطن، إن منتدى شباب العالم الذى تنظمه مصر يختلف عن غيره من مؤتمرات الشباب الشكلية التى كانت تقام فى عصور سابقة.

وأضافت: «إنجازات الحكومة الكبيرة فى كل المجالات لم تكن لتحدث لو كانت الدولة تهمش الشباب، بل حدثت لأن الدولة أعطت الشباب أدوارًا قيادية وريادية فى مختلف المجالات». 

وتابعت «سينثيا»: «إذا نظرنا لمشروعات بناء البنية التحتية وترميم التراث، والبنايات الحديثة، والمدن الجديدة، والاحتفالات بتاريخ مصر العريق، واحتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، واهتمام الدولة بالفن والموسيقى، فإن كل ذلك يعكس حالة التفاؤل التى تحيا بها مصر بشكل عام، خاصة بعدما لعب الشباب دورًا واضحًا فى الوصول لهذه الحالة».

وتابعت: «الرئيس السيسى هو رئيس الإنجازات لا الشعارات، لذلك فإن ملف الشباب مثل باقى الملفات يشهد تطورًا مذهلًا وغير مسبوق». 

وقال الباحث بمركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور مايكل مورجان، رئيس مؤسسة النبض الأمريكى، إن اجتماع آلاف الشباب من مختلف أنحاء العالم فى شرم الشيخ أمر مدهش، مؤكدًا أنه شعر بسعادة كبيرة حينما علم بعودة منتدى شباب العالم للانعقاد من جديد، بعد توقفه بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا على مستوى العالم، موضحًا «لأن المنتدى سيسمح بتواصل شباب من ثقافات مختلفة».

وأضاف «مورجان»، لـ«الدستور»، أن منتدى شباب العالم يسعى لتحقيق السلام والازدهار فى جميع أنحاء العالم، مؤكدًا أن الشباب يتبادلون أفكارًا رائعة ويتكلمون عن تجارب ملهمة.

وأكد أن استئناف عقد المنتدى قرار شجاع، لأن هذا الحدث يعد رمزًا للنجاح، وقال: «شاهدت شخصيًا نجاح النسخ السابقة، وأهنئ فريق إدارة منتدى شباب العالم على تفوقهم فى تنظيم هذا المؤتمر الضخم، وأتمنى لهم التوفيق فى الوقت الحالى، فهم يواجهون تحديات كبيرة، على رأسها الحد من انتشار فيروس كورونا».

من جهته، قال وزير الدولة للشئون الاقتصادية فى ليبيا، الدكتور سلامة الغويل، إن نجاح مصر فى تنظيم هذا المنتدى الضخم ليس غريبًا، لأنها قادرة دائمًا على المضى قدمًا فى طريق التنمية والإدارة الرشيدة والتخطيط للمستقبل وصناعة قيادات شابة واعية.

وأضاف «الغويل»، لـ«الدستور»: «مصر تمنح بجهودها الأمل للجميع، ونتمنى أن ننفذ هذه الفكرة فى ليبيا»، موجهًا التحية لكل من شارك فى تنظيم هذا المؤتمر بهذا الشكل الجميل المشرف.

بدوره، قال الكاتب والإعلامى الإماراتى، يوسف الحداد، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى تبنى رؤية طموحة لبناء الشباب المصرى، منذ توليه السلطة، مؤكدًا: «السيسى قائد نجح فى تنفيذ هذه الرؤية الثقافية، ووضع التنمية البشرية فى قلب هذه الرؤية، وعمل على تمكين الشباب».

وأضاف «الحداد» أن المنتدى يعتبر فكرة عظيمة وفارقة، لأنه يجمع الشباب من مختلف الدول لتبادل الآراء ووضع خطط تنموية مستقبلية وآليات لتنفيذها، وبذلك يستطيع الشباب تولى زمام المبادرة والاستعداد للمشاركة فى دوائر صنع القرار.

وأشار إلى أن حرص إدارة المنتدى على دعوة شباب متعلم ومثقف من الجنسين، يزيد من فرص تبادل المعرفة والخبرات، لأن التلاقى بين الفئات له دور إيجابى فى بناء وعى الشباب حول العالم، عبر التمازج بين الثقافات المختلفة.

وأكد أن تمكين الشباب يؤكد رؤية الرئيس السيسى بأن الوطن دون الشباب لا قيمة له، مهما ضمت الأرض من ثروات، لافتًا إلى أن الشباب فى قلب الرؤية التنموية للرئيس السيسى، وهو أمر يظهر جليًا فى جميع تصريحات الرئيس، لإيمانه بأن الشباب هم جوهر التنمية الشاملة فى مصر، وبأن الشباب هم الثورة الحقيقية للوطن، وبالتالى لا بد من تهيئة كل الظروف لرفع مستوى الشباب.

ونوه إلى أن الشباب هم أهم ثروة تمتلكها مصر حاليًا، وهم الذين سيدعمون جهود التنمية، مشددًا على أن الاستثمار فى الشباب ضرورة، وسيضع مصر فى مكانها المناسب بالساحة الدولية.

وقال: «تضع مصر نصب أعينها تنمية الموارد البشرية، خاصة الشباب، وهى جوهر فلسفة رؤية التمكين التى تبناها الرئيس السيسى».