مع دخول الفضائيات وحتى وقت قريب أي قبل مداهمة التقنية الاتصالية بهذه الغزارة التي أدت إلى تنوع طرق المتابعة المرئية لكافة البرامج المنوعة ، كانت البرامج الفنية التلفزيونية والحوارات الصحفية عامة تجذب المتابعين بشكل كبير ، حتى أن اعداد المتابعين للبرامج الفنية التلفزيونية تكاد تصل إلى أرقام قياسية .
وقد يعود أهمية المتابعين لهذه البرامج التلفزيونية وقراء الحوارات والموضوعات الصحفية عبر الصحف والمجلات الفنية لعدة أسباب أهمها الطرح الموضوعي ، وهنا أقصد الاعداد الجيد والنقاش المتزن والخروج بنتائج وتوصيات تضيف إلى المستمع أو المشاهد حصيلة معلومات وحقائق مع استمتاع بنوع وكيفية الحوار .
ورغم كثرة القنوات والوسائل الإعلامية وتعدد طرقها إلا أننا نفتقد البرامج الفنية الحوارية كما كانت في السابق ، وأخص تحديدا في وسائلنا السعودية وفي منطقة الخليج أيضا التي كانت تتميز ببث البرامج الفنية الغنائية والحوارية المنوعة سواء على مستوى الاذاعات أو التلفزيونات أو حتى الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية لتكون وجبة دسمة أو سهرة ممتعة يستمتع بها القارئ والمشاهد .
لا أعلم سبب هذا الاختفاء لهذه البرامج الفنية التي من المفترض العكس في ظل وفرت الوسائل والتطبيقات الالكترونية . رغم استفادة البشرية من وفرت صنوفها التي ظهرت بسرعة الصاروخ دون أن تمنح المتلقي التمهيد الكافي والتهيئة التدريجية لتعلمها وإجادة فهمها واستخدامها.. مما أدى إلى أن تاهت الناس بين ركام زخم البرامج العديدة التي ظهرت على السطح بشكل مريع ومخيف خلاف البرامج الشهيرة الأساسية (اليوتيوب والسناب والانستجرام وغيرها).
لذلك على المعنيين من المختصين في البرامج عامة في مختلف الوسائل الاعلامية الاجتهاد بمحاولة إعادة النظر في تهيئة الأجواء للممارسين وخلق فرص استقطاب للطلاب الجدد الراغبين بالالتحاق في إعداد المحتوى الفني ، بتدريبهم بشكل عملي على أسس علمية تتطلبها ممارسة المهنة ومنح شهادة رسمية بعد اجتيازهم لهذه الدورات وتشجيعهم على ممارسة العمل الصحفي في التخصص الفني ومراقبة أدائهم حتى يتم خلق جيل ممارس ومؤسس ليس هاو .. وبذلك تعود للساحة الفنية هيبتها بوجود عناصر جديدة تتنافس فيما بينها لتقديم الجيد والمثير.
نقلا عن الرياض