يتفاوض رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو على اتفاق التماس في قضية فساد، وهو اتفاق بشأن إجراءات القانون الجنائي، إذ يقدم المدعي العام تنازلاً إلى المدعى عليه مقابل إقرار بالذنب، حسبما أفاد مصدر مشارك في المفاوضات الأحد.

والاتفاق الذي ربما يوقَّع هذا الأسبوع قد يخرج نتنياهو من المسرح السياسي الإسرائيلي لسنوات، ما يمهد الطريق لسباق على قيادة حزب الليكود الذي يتزعمه ليهز الخارطة السياسية لإسرائيل.

ومن شأن مثل هذا الاتفاق أيضاً أن يعفي نتنياهو من محاكمة محرجة وطويلة عصفت بالبلاد وتهدد بتلطيخ إرثه.

وامتنع متحدث باسم نتنياهو عن التعليق.

ويحاكم نتنياهو بتهمة الاحتيال وخيانة الأمانة وقبول رشى في ثلاث قضايا منفصلة، بيد أن رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة الآن ينفي ارتكاب أي مخالفات.

وقال المصدر المشارك في المفاوضات إن صفقة الإقرار بالذنب ستسقط تهم الرشوة والاحتيال وتلغي قضية واحدة بالكامل.

وتحدث المصدر شريطة التكتم على هويته لأنه غير مخول بمناقشة تفاصيل المحادثات. وقال إنه من المرجح الإعلان عن اتفاق الإقرار بالذنب خلال الأيام المقبلة.

وكان قرابة 200 إسرائيلي تظاهروا السبت في مدينة "بيتح تيكفا" قرب منزل المدعي العام أفيخاي مندلبليت احتجاجاً على الاتفاق المحتمل مع نتنياهو وطالبوا بوقفه.

وهتف المتظاهرون: "بيبي مجرم فاسد"، بالإشارة إلى نتنياهو.

وفي السياق ذاته أوضح المصدر أنه لم يُحل عدد من عناصر القضايا مع نتنياهو، ومنها إدراج تهمة ”الفساد الأخلاقي” التي ستحظر عليه بموجب القانون الإسرائيلي ممارسة السياسة لمدة سبع سنوات.

وجرت مداولات أيضاً بشأن ما إذا كان نتنياهو سيضطر إلى أداء خدمة مجتمعية بموجب الاتفاق.

ومن شأن تضمين "الفساد الأخلاقي" أن يقف عائقاً أمام تعهد نتنياهو بالعودة إلى قيادة البلاد بعد انتهاء فترة حكمه التي استمرت 12 عاماً العام الماضي على يد ائتلاف من أحزاب متباينة آيديولوجياً لا يجمعها سوى معارضتها لقيادته.

بيد أن نتنياهو المعروف بقدرته على النجاة من المحاولات المتكررة لإنهاء حكمه قد يعود مرة أخرى عندما ينتهي الحظر. سيبلغ نتنياهو في ذلك الوقت من العمر 80 عاماً تقريباً.

وخروج نتنياهو من المشهد السياسي سيطلق سباقاً على القيادة في حزب الليكود، إذ وعد العديد من المشرعين بالفعل بالترشح.

ومن غير المتوقع أن يظل الليكود مهيمناً من دون نتنياهو، لكنه سيظل قوة رئيسية في ظل زعيم جديد.

ومع رحيل نتنياهو يمكن أن تقرر العناصر الأكثر قومية في الائتلاف الانفصال عن الاتحاد الهش واختيار الانضمام إلى شركائهم الآيديولوجيين.

نتنياهو متهم في ثلاث قضايا، منفصلة تتعلق الأولى بتلقي نتنياهو هدايا بمئات الآلاف من الدولارات. وفي القضية الثانية يواجه نتنياهو اتهامات بتنظيم تغطية إيجابية في صحيفة إسرائيلية كبرى مقابل الترويج لتشريع كان سيضر المنافس الرئيسي للمؤسسة الإخبارية، وهي صحيفة يومية حرة مؤيدة لنتنياهو.

أما في القضية الثالثة التي يطلق عليها القضية 0400 فيواجه نتنياهو اتهامات بأنه روج لقانون بمئات الملايين من الدولارات يصب في مصلحة مالك شركة الاتصالات الإسرائيلية العملاقة (بيزك) مقابل تغطية إيجابية على موقعها الإخباري (والا).



TRT عربي - وكالات