الإعلان عن استئناف الدراسة الوجاهية لطلبة المرحلة الابتدائية الذي تم بالاتفاق بين وزارتي الصحة والتعليم في المملكة اعتبارا من يوم الثالث والعشرين من الشهر الحالي كان له وقع إيجابي ومشاعر ترحيب عبر عنها الطلاب وأولياء الأمور والمربون لأسباب كثيرة أولها الإجماع أنه لا بديل عن التعليم الوجاهي لتحقيق الأهداف التربوية كاملة، وأن اللجوء إلى التعليم عن بعد كان لضرورة اقتضتها الظروف وكان أفضل الخيارات الممكنة مع أن الدولة حشدت لإنجاح هذا النوع من التعليم البديل كل الإمكانيات والموارد البشرية والمادية والفنية، ونجحت وزارة التعليم والمؤسسة التعليمية في المملكة على كافة مستوياتها في إدارة هذه العملية بمستوى يستحق الإعجاب حتى أن العديد من المنظمات العالمية المتخصصة أشادت بتجربة المملكة في هذا المجال، وقد ساعدت على هذا النجاح الجهود التي بدأتها وزارة التعليم في بلادنا قبل أن تفاجئنا الجائحة بسنوات في إدخال التعليم الإلكتروني إلى مدارسنا وتدريب المعلمين وتحفيزهم على استخدام هذه التقنيات وكذلك المهارات التي اكتسبها الطلاب في استخدام الشبكة العنكبوتية في التعلم قبل الجائحة وأثناءها وكذلك توافر الشبكة والأجهزة في المدارس والأحياء والأجهزة الضرورية لدى نسبة كبيرة من المواطنين والجهود التي بذلت من قبل العديد من الجهات والجمعيات الخيرية والمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص في توفير أجهزة الحاسب لآلاف الطلاب الذين لا تتوافر لديهم هذه الأجهزة، ومما يمكن قوله أيضا أن ثقة المواطنين بإدارة وزارتي الصحة والتعليم للعملية بطرق ناجحة وإعجابهم بذلك كان أحد الأسباب الرئيسة في ترحيب المواطنين بهذا الإجراء الذي يثقون بشكل كبير أنه سيتم تنفيذه بكل حرص وعناية ومع توفير واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية التي تحقق الهدف منه دون تعريض الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات لأي ضرر -إن شاء الله-. ومع ذلك فإنه لا بد من الإشارة إلى أن الظروف التي مرت على هؤلاء الطلبة خلال الفترة الماضية خاصة هؤلاء المستجدين على المرحلة الابتدائية الذين التحقوا بالمدرسة لأول مرة في حياتهم افتراضيا دون أن يعيشوا واقع الدراسة النظامية ويعتادوا على أجوائها وظروفها وكذلك لا يخفى على المعلمين والقادة التربويين أنه ينبغي التركيز في هذه المرحلة على إتقان المهارات التعليمية وهي الجانب الأكثر تضررا من التحول إلى التعليم عن بعد، وخاصة المهارات اللغوية والاجتماعية والرياضية ومهارات الذكاء الرياضي والتجارب العلمية والتفكير الناقد والتفكير الإبداعي لتعويض ما فات أبناءنا من هذه المهارات، وسيكون إجراء اختبارات تشخيصية للطلبة في هذه الجوانب هو الطريقة الناجعة لتحديد احتياجاتهم التعلمية والعمل على تلبيتها وهو ما لن يتأخر زملاؤنا المعلمون وقادة المدارس عن القيام به -بإذن الله-. كما أن ما ينبغي التأكيد عليه أيضا هو أن عيون قيادات المدارس وإداراتها والمعلمين وأولياء الأمور ستظل جميعها مفتوحة تراقب أي مظاهر تدل -لا سمح الله- على وجود إصابات بين الطلاب والمعلمين والعاملين والالتزام فورا بالإجراءات الاحترازية التي نضع حدا لها قبل انتشارها، لا سيما وأن الوزارة قد خولت إدارات المدارس الصلاحيات باتخاذ القرارات الميدانية في مثل هذه الحالات دون تأخير.
@Fahad_otaish
