قال مركز مستقبل وطن للدراسات السياسية والاستراتيجية برئاسة النائب محمد الجارحي، الأمين العام المساعد، أمين شباب الجمهورية بالحزب، إن هُناكَ العديد مِن التَّداعِيات السلبيَّة النَّاجِمة عَن انتشارِ وَتكرار جريمة الابتزاز الإلكترونيّ، تتعدى حدود الضحيَّة لِتشمل أيضًا الأسرة وَالمُجتمَع.

وحدد المركز خلال ورقة بحثية حول التَّهدِيدات وَالجرائِم الإِلكترونيَّة الجَديدة عَلَى المُجتمَع المِصْريّ “جريمة الابتزاز الإلكترونيّ نموذجاً”، عدد من البنود التي تسببت في انتشار الجرائم الاليكترونية، نرصدها في السطور التالية..

تَدَاعيات جريمة الابتزاز الإلكترونيّ عَلَى الضحيَّة

هُناكَ كثير مِن التَّدَاعِيات السلبيَّة الَّتِي تحدثُ لِضحية الابتزاز الإلكتروني، وَمِنها:

اضطرابات نَفْسيَّة

يستخدم المُبْتز أوراقه وَالصور وَالمُحتوى الَّذِي يملكه ضدَّ الضحيَّة، وَتبدأ عَمَليَّة التواصل مَعَها عَن طريقِ حسابات وهميَّة يتمُّ شبكها مَعَ حسابات الضحيَّة، وَإرسال الصور بِالتَّدريج يخلقُ لِلضحية حالات اضطراب نَفْسيّ وَخَوْف دَائِم مِن نَشْر تلك الصور فِي الدائرة الاجتماعيَّة أو العَمَليَّة الخاصَّة بِالضحيَّة، فتصبح الضحيَّة أَكثَر خوفًا مِن التَّعامل مَعَ أي أحد وَتفسر الكلام المُوجَّه لها عَلَى أساس تهديد وَيزيد رعب وَأرق الضحيَّة يومًا بعدَ الآخر، ممَّا يزيد قوة مَوقِف المُبْتز. 

ممَّا يؤدي إلى تراجع مُستَويات الصحة النَّفْسيَّة لَدَى الضحيَّة، وَذَلِكَ يعتبر مِن أهمِّ آثار الابتزاز الإلكترونيّ؛ حيث يعتمد المُبْتز اعتمادًا كُليًّا عَلَى هذهِ النقطةِ الَّتِي تسمح له فيما بعد أن يطلبَ المالَ وَالخدمات، وَهُوَ وَاثِقُ أنَّه سيحصلُ عَلَيها؛ حيث تصبح الضحيَّة أَكثَر انطوائيَّة وَأقلّ ثِقة فِي كلِّ مَن حولها, وَذَلِكَ بِصورةٍ أساسيَّة يؤثرُ عَلَى تأخُّر الضحيَّة فِي التوجُّه إلى مراكز الشكوى وَمراكز الشُّرطة المُختصة فِي حلِّ القضايا الابتزازيَّة.

اضطرابات عضويَّة 

تؤدي الضغوط النَّفْسيَّة المتتالية إلى اضطرابات عضويَّة مثل اضطراب الغذاء أو اضطرابات التفكير وَاتِّخاذ القرارات؛ وَيعتمد المُبْتز المُجرم فِي هذه الجزئيَّة عَلَى آثار الابتزاز الإلكترونيّ الَّتِي تؤثرُ عَلَى صحة الضحيَّة لِتصير أَكثَر تعبًا وَأَكثَر اهتزازًا فِي اتِّخاذ القرارات الصحيحة، ممَّا يسهل عَمَليَّة الحصول عَلَى الأهداف الَّتِي يطلبها المُبْتز مِن الضحيَّة مِن أموال أو خدمات غَيْر قانُونيَّة.

العدميَّة وَالتوجُّه إلى الانتحارِ

يصنف هَذَا النوع مِن التأثير عَلَى أنَّه أَخطَر آثار الابتزاز الإلكترونيّ، وَهذه المرحلة عادةً تصلُ لها الضحيَّة بعدَ أن تعطي المُبْتز إثباتات جديدة تدينها أَكثَر وَهي تظنُّ أنَّها تفعلُ ذَلِكَ بِهدف إعطاء الضحيَّة كل المُحتويات الَّتِي يملكها المُبْتز ضدَّها, أي تقومُ الضحيَّة بالاستجابةِ لِمطالب المُبْتز مِن تصوير مقاطع فيديو أو حَتَّى إقامة عَلاقة غَيْر شرعيَّة, وَعندما تصل إلى مرحلة التعب وَتطلب مِن المُبْتز أن يكفَّ عَن استغلالها يقومُ المُبْتز بِالتَّهديد بِإِرسال ما يملكه مِن مُحتوى عَلَى حسابات العائِلة وَالمقربين فِي حال عدم استجابة الضحيَّة لِكافَّة مطالبِهِ, هُنا تفضل الضحيَّة الانتحار عَلَى أن تخضعَ أَكثَر لِلمُبْتز أو عَلَى أنْ تتوجه لمراكز حلِّ القضايا؛ لأنَّها في الغالب تكونُ قد بدأت بِصراعٍ نَفْسيّ حادّ.

 تَدَاعِيات جريمة الابتزاز الإلكترونيّ عَلَى الأُسرةِ

لِلعديد مِن حالات الابتزاز أثر خطير جدًّا عَلَى الأُسر عَن طريق تهديد العَلاقات الأسريَّة، فكثيرًا ما طلَّقَ زوج زوجتَه أو ضربَها أو حَتَّى قتلَها بِسبب فضيحة ما كانت بذنب أو بدون ذنب؛ بِسبب الاستعمال الخَاطِئ لِوسائل التواصل، ممَّا نتجَ عنه عَمَليَّة ابتزاز إلكترونيَّة. بالإضافةِ إلى تدمير العَلاقات الاجتماعيَّة وَتشويه سمع الأشخاص، فقد أصبح بالإمكانِ صناعة مُحتوى ابتزازيّ عَن طريق برامج الإلكترونيَّة مُتطورة، وَهُناكَ الكثير مِن الأشخاصِ لا يفهمون بهذه التقنيات، فعند رُؤْيتهم لِلمُحتوى يصدقون ذَلِكَ عَلَى الفورِ، ممَّا سيؤدي إلى آثار سلبيَّة اجتماعيَّة خطيرة.

تَدَاعيات جريمة الابتزاز الإلكترونيّ عَلَى المُجتمَعِ

مِن أَكثَر تَدَاعيات انتشار الابتزاز الإلكترونيّ عَلَى المُجتمَعِ، زِيادة مُستَوى الجريمة بِجميع أنواعها، خاصَّةً السرقة، وَفِي بعض الأحيان القتل؛ لأنَّ المُبْتز عادةً ما يطلبُ مِن الأشخاصِ مبالغَ ماليَّةً تدفعهم إلى سرقةِ هذه الأموال الَّتِي لا تكونُ فِي حوزتِهم، وَبِطبيعة الحال السرقة قد تؤدي إلى القتل وَارتكاب الجرائِم فِي بعض الأحيان. كما قد يتحولُ بعض الضحايا لِلسلوك الانحرافيّ وَعدم المُبالاة بِالقِيم المُجتمعيَّة وَالأخلاقيَّة؛ انتقامًا مِن أنفسهم وَالمُجتمَع ككلٍّ.