نتباهى بما نمر به من تحولات جذرية على الأصعدة كافة، حيث نسير بما يتوافق مع ما يسير به العالم وربما نتفوق أحيانا، فالعالم الرقمي بات أقرب إلينا من أي وقت مضى، لا سيما أن جملة متغيرات تسير معنا بالطريق، ولأن السياحة علامة فارقة للمجتمعات، بادرت وزارة السياحة بالإعلان عن إستراتيجية السياحة الرقمية في المملكة، ضمن فعاليات مؤتمر Leap التقني.
الخدمات السياحية التي تنتهج طابعا رقميا، ربما لها الحضور الأكثر تأثيرا في الوقت الحالي، وذلك من منطلق الاستفادة من التقنيات الذكية لتصبح السياحة بمفهوم جديد قائم على «ضغطة زر»، حيث بالإمكان التنقل والحجز والسير في الجولات السياحية دون عناء البحث أو التخبط بسبب اللغة، لا سيما أن الخدمات المطورة تقدم جيلا كاملا من التقنيات المعززة، لتصبح مفتاحا سحريا لكل ما يندرج تحت مفهوم «السياحة»، وهذا مؤشر على أن التقدم المتسارع استحدث حلولا تواكب التطلعات المستقبلية والحالية.
صناعة السياحة وفقا للمعايير العالمية، تسهم في خلق شبكة فرص استثمارية ودعم الشركات المختصة في تقديم الخدمات السياحية والتقنية على حد سواء، مما يسهم في تغطية احتياجات القطاع السياحي كافة، وتطوير القدرات والكوادر الوطنية، لإكسابهم مهارات معززة بأدق التقنيات وأفضل السبل، مستهدفة جميع الفئات العمرية دون تعقيدات أو عقبات، لا سيما أن البرامج التقنية والبرمجيات أكثر سهولة وسلاسة من أي وقت مضى، وذلك تماشيا مع الاحتياجات المجتمعية وتحقيقا لإستراتيجية الدولة ورؤيتها.
وللابتكارات دور في السفر والسياحة، لما تحققه من أثر مستدام ينعكس على جوانب التنمية، سواء على المدى القصير أو المتوسط، وذلك بفضل التقنيات والمفاهيم الجديدة التي تعزز من بيئة السياحة والسفر، سواء في خدمات الدفع أو الحجز، وغيرها من التطبيقات الذكية التي تحقق الهدف بأسرع ما يمكن، ناهيك عن رفع مستوى الوعي لدى السياح سواء للعروض الترويجية أو نوعية الخدمات المقدمة، فالصورة سواء المرئية أو العادية ما هي إلا وجه حقيقي للخدمات التي سيتمتع بها الزائر للبلد المضيف، وبهذا تصبح حياتنا الرقمية قادرة على لمس متطلباتنا لأنها تستحدث حلولا مبتكرة، نصل من خلالها إلى صناعة سياحة مستدامة، دون نقل لتجارب الآخرين.
