اختار مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق في أقصى شرق البلاد الخميس، وزير الداخليّة السابق فتحي باشاغا رئيساً جديداً للحكومة خلفاً لعبد الحميد الدبيبة الذي أعلنت وزارة الداخليّة تعرّضه لهجوم مسلّح ليل الأربعاء-الخميس.

ولدى وصوله مساء الخميس إلى مطار معيتيقة قرب العاصمة آتياً من طبرق، وعد باشاغا بـ"فتح صفحة جديدة"، قائلاً: "نمدّ أيدينا إلى الجميع"، ومشدّداً على ثقته بأنّ الحكومة ستكون "ملتزمة المبادئ الديمقراطيّة".

وشكر باشاغا للدبيبة العمل الذي أنجر "خلال هذه الفترة الصعبة"، فيما رحّب خليفة حفتر بتعيين باشاغا مؤكّداً دعمه قرار البرلمان.

ويعتبر البرلمان حكومة الدبيبة "منتهية الولاية" بسبب إرجاء الانتخابات، في خطوة يُتوقّع أن تفتح مجدداً باب الانقسام والفوضى، في بلد اعتاد طيلة السنوات الماضية على وجود سلطة تنفيذيّة برأسين.

وقال عبد الله بليحق المتحدّث باسم المجلس في تصريح صحفي إنّ مجلس النوّاب "صوّت بالإجماع على منح الثقة للسيّد فتحي باشاغا، رئيساً للحكومة".

وكان الدبيبة قال إنّه لن يسمح بقيام مرحلة انتقاليّة جديدة، وإنّه لن يقبل بوجود سلطة "موازية".

وسُئلَ المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي ما إذا كانت الأمم المتحدة لا تزال تعترف بالدبيبة رئيساً للوزراء ، فأجاب: "نعم".

وقال دوجاريك: "رأينا المعلومات عن تعيين رئيس وزراء آخر. موقفنا لم يتبدل"، موضحاً أن الأمم المتحدة تحاول "الحصول على تفاصيل عن القرار الذي اتخذه" البرلمان.

واعتبر خالد المنتصر أستاذ العلاقات الدوليّة في ليبيا أنّ اختيار رئيس الحكومة بهذه الطريقة "المعيبة" لن يمرّ بطريقة سلسلة، ويتوقّع أن يواجه الرئيس الجديد عراقيل في عملية تسلّمه السلطة من الدبيبة.

من جهته وعد الدبيبة الذي يرفض التنازل عن السلطة لباشاغا، بوضع قانون انتخابات جديد لحل الأزمة السياسية في البلاد.

وبعد يوم من نجاته من محاولة اغتيال قال الدبيبة لتلفزيون "ليبيا الأحرار" الجمعة إنّ حكومته ستضع مشروع قانون للانتخابات سيُقدم إلى مجلس النواب وبعدها إلى المجلس الرئاسي لاعتماده.

وكان من المقرر أن تعقد ليبيا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر/كانون الأوّل، لكن خلافات بين الفصائل وأجهزة الدولة بشأن كيفية إجراء الانتخابات أدت إلى انهيار العملية قبل أيام من التصويت.

وقال الدبيبة عن اختيار البرلمان لحكومة جديدة إن "هذه محاولة أخرى للدخول بالقوة إلى طرابلس".

وأطلق مسلّحون النار على موكب الدبيبة في منطقة سوق الجمعة في طرابلس ليل الأربعاء-الخميس، في هجوم مسلّح لم يُسفر عن أضرار بشريّة.

وكان مجلس النوّاب استبقى مرشّحَين من أصل سبعة، هما باشاغا (59 عاماً) وخالد البيباص (51 عاماً) وهو موظّف كبير سابق في وزارة الداخليّة.

وقبل التصويت قال رئيس مجلس النوّاب عقيلة صالح إنّ البيباص انسحب تاركاً باشاغا مرشّحاً وحيداً.

ولم يبثث مجلس النواب عملية التصويت عبر الهواء مباشرة كما كان مقرراً. لكن سبقَ التصويت على اختيار باشاغا بثّ للجلسة لأقلّ من ساعة.

وتناقلت وسائل إعلام محلية، على نطاق واسع مقطع فيديو قصيراً مدّته ثلاثون ثانية، يُظهر عقيلة صالح طالباً من النوّاب رفع الأيدي في حال قبولهم اختيار باشاغا رئيساً للحكومة.

TRT عربي - وكالات