أصدرت الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع المؤلف الجديد  “رسائل إلى لا أحد - عن وطن وكتب وأحباء”، للكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد، الذي عاد قبل أيام من سويسرا بعد رحلة علاجية استمرت لفترة طويلة أجرى خلالها 6 عمليات جراحية في العمود الفقري ليعاود نشاطه تدريجياً.

“رسائل إلى لا أحد” كتاب من 160 صفحة من القطع المتوسط، يعتبر لرحال أو سفر بالمتلقى والقارئ مابين الروايات والكتب ونوستالجيا الحنين للأماكن وأزمنة بعينها هذا مع أشكال وتقنبات مختلفة في سرد هذه العوالم.

فما بين الرسائل إلى لا أحد، نجد الطواف والتطواف والعروج أو السبح إلى مدينة الإسكندرية للبحث عن أماكن بعينها عاش وكتب عنها السارد بل عاش وتجول وركض فيها وصارت جزءا لا يتجزأ من روحه لتتبدد بعد ذلك ويعصف بها واقع البنايات الشاهقة لتكنس كل ما سكن روح الكاتب وحواس وراكم من احساسه بضياع تاريخه وذكريات مع معاول أو من خلال فؤوس الهدم التي محت كل ما هو مرتبط بانتماء الكاتب إلى عروس البحر المتوسط.

ويتجول الكاتب في سنواته الأخيرة ليكتشف ما آلت إليه الأوضاع من طمس لهوية الأمكنة وسحق الزمن لذكريات الصبي والفتى والشاب او الرجل الذي كان هنا منذ عقود باحثًا عن فردوسه المفقود فلا يجد إلا البدد فلا يبقى ولم يبقى إلا ظلال ذكريات الوجع والحنين.

ويضم الكتاب مقالات عن أحداث بعينها مثل "بيرل هاربور" وغيرها.

كتاب “رسائل إلى لا أحد ..عن وطن وكتب وأحباء” ينقسم إلى أربعة أقسام الأول يبعث فيه الكاتب بسبع رسائل إلى هؤلاء البشر والأمكنة والزمن في الأسكندرية التي كانت، رسائل تأخذ شكل وتقنية وبنية فلسفية في البناء واللغة والإيقاع بصنوف جمالية تجمع ما بين رهافة الوجدان وعشق محموم للمكان فيتأرجح السرد ما بين لهاث القص وجمال الرؤية وفتنة السرد المنفتح على التأوييل والتأوييل المفرط للبحث فيما وراء الكتابة ومسائلة ضمائر المسئولين عن القبح والهدم لتتبلور السردية أو الحكاية / الرسالة إلى نص عابر للنوعية يحمل الكثير من لازمات الكاتب في التحلي بالتجلي البنائي الجميل والجليل.

والقسم الثاني من المؤلف وعنوانه وجوه للعالم والوطن يتحدث الكاتب عن مصائر أسر ايطالية في أحياء الإسكندرية ساهمت في توسيع مسمى عاصمة الكوزموبوليتانية بتبنى تلك الجناعات والجالبات المساهمة في إحياء المدينة هذا بالإضافة لمقالات عن القدس وقرن من الحروب وكتاب أطلس تاريخ القرن العشرين في فسحة او نزهة شيقة لسارد عظيم وكاتل متمكن يعى دلالات الزمن والمكان وصدى الكتابة عند القارئ بشكل عام ، بل قارئه الفنى بشكل خاص وحاذق, يتعرض الكتاب كذلك لغيلان تتحكم في أسعار الدواء عالميا ومحلي.

وفي القسم الثالث من الكتاب، نجد عشرات المقالات عن كتاب ومفكرين وأدباء مصريين وعرب وعالميين مثل محمد حسانين هيكل وصلاح عيسى وآل النقاش وثروت عكاشة وفيصل دراج بالإضافة لرسائل للمعري وألكساندر تولستيخ وللوادي المقدس من هداية النفس إلى هداية الأمم، وأوراق مهاجر أمريكا للبيع، ويتسائل الكاتب ي رسالة حاذقة في نهاية القسم الثالث عن الكاتب “سعد الخادم” ليعنون مقالته بعنوان استنكاري متسائل في حزن وكدر.. كيف غاب هذا الكاتب عن النقاد وتاريخ الرواية المصرية؟.

في القسم الرابع والأخير، يكتب الروائي إبراهيم عبد المجيد عن ثمانية أعمال  كتاب..في مقالات تقطر بلاغة ورهافة مشرحا كلا من روايات المجوس والخالة أم هاني وشقى وسعيد وبالأمس كمن ميتا لرضوى الأسود وعم رواية كقطة تعبر الطريق لحاتم حافظ وأحلام طائر الفبنبق هذا بالإضافة لتنظيرات جمالية ونقدية عن عوالم نجيب محفوظ في جدوى وكيفية.. " ملاحقة المعنى". 

ويختتم الكتاب أو المؤلف بالكتابة عن شكل وتجليات المشهد الإبداعي العمانى في القصة والرواية.