مع خروج المتحورات منها.. هل تنجح إفريقيا في مواجهة كورونا؟

يستمر العالم في مواجهة جائحة كورونا التي بدأت في نهاية عام 2019، وتعاني من تحوراته حتى الآن، وكان لقارة إفريقيا وضع خاص خلال مواجهة الجائحة، فمع ضعف الخدمات الطبية بأغلب مدنها  واعتمادهم في الحصول على اللقاح من مبادرة “كوفاكس” التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى خروج أغلب تحورات كورونا منها.

إلا أن القارة صمدت أمام الجائحة حتى الآن حسب تأكيدات منظمة الصحة العالمية، وتراجعت أعداد الإصابات والوفيات التي سجلتها في الموجة الأولى خلال الثلاث موجات التالية، “الدستور” في السطور التالية أجابت عن السؤال الأهم هل تنجح إفريقيا في مواجهة كورونا؟.

قال محمد محمود أستاذ علم المناعة والطفيليات، إن القارة شهدت في الثلاث موجات الأخيرة تراجع نسبي في أعداد الإصابات وهو ما دعا بعض العلماء إلى دراسة علاقة انتشار فيروس كورونا بالفقر وازدحام المساكن، وعلاقته بالانخفاض الواضح  في معدلات الإصابة وعدد الوفيات جراء تفشي جائحة كورونا في إفريقيا.

وأضاف في  المراحل الأولى لتفشي الوباء ظن كل الخبراء و كل النماذج البحثية أن قارة إفريقيا تواجه مشكلة حقيقية، واعتقد الجميع بأننا سائرون نحو كارثة محققة ونحو انهيار كامل وكانت حتى أكثر التنبؤات تفاؤلًا تشير إلى أن المستشفيات في إفريقيا - وأكثر الأنظمة الصحية في القارة تطورًا - ستنهار سريعا تحت وطأة الوباء، مشيرًا إلى «أن الواقع يقول إن إفريقيا تمكنت اليوم من الخروج من العديد من موجات إصابات وإن معدل الوفيات فيها لم يتجاوز سُبع عدد الوفيات في بريطانيا وإيطاليا على سبيل المثال وحتى لو أخذنا بعين الاعتبار إمكانية أن يكون العدد الحقيقي للوفيات ضعف العدد المعلن، لابد من الاعتراف بأن أداء إفريقيا في التعامل مع الجائحة كان جيدًا جدًا، وينطبق هذا على أجزاء عديدة من القارة حيث ظلت المستشفيات شبه خالية وتجنبت الخطوط البيانية للإصابات والارتفاعات الكبيرة والزوايا الحادة التي شهدتها مناطق عديدة من العالم».

وأشارت منظمة الصحة العالمية، في تقرير لها  أنه بعد عامين من تحديد إفريقيا لأول حالة إصابة في 14 فبراير 2020 شهدت القارة 4 موجات من الوباء لكل منها قمم أعلى أو إجمالي عدد حالات أكثر من سابقتها، لافتًا إلى أن الدافع وراء الارتفاعات المفاجئة كان في الغالب المتحورات الجديدة من فيروس "كورونا"، التي كانت شديدة الانتشار وإن لم تكن بالضرورة أكثر فتكًا من الموجات السابقة، مؤكدة أن كل موجة لاحقة شهدت استجابة أكثر فاعلية من السابقة مع كل اندفاع أقصر بنسبة 23% في المتوسط عن الموجة السابقة؛ إذ بينما استمرت الموجة الأولى حوالي 29 أسبوعًا، فإن الموجة الرابعة انتهت في ستة أسابيع أو حوالي خُمس الوقت.

وارتفع معدل الوفيات في إفريقيا خلال الموجة الأولى للوباء إذ بلغ نحو 2.5%، ثم ارتفع هذا الرقم إلى 2.7 % خلال الموجة الثانية التي شاع فيها متحور “بيتا”، وذلك قبل أن تتراجع النسبة خلال الموجة الثالثة التي ساد فيها متحور “دلتا” إلى 2.4 %، بينما كان المعدل خلال الموجة الرابعة الأخيرة منخفضًا وبلغ 0.8 % فقط، وهو ما يمثل المرة الأولى التي لا تؤدي فيها موجة في الإصابات إلى زيادة متناسبة في حالات الاستشفاء والوفيات.

وأرجع  أستاذ علم المناعة تراجع الإصابات في إفريقيا قد يعود  إلى صغر سن معظم سكان القارة، فمعدل العمر في القارة الإفريقية يبلغ نصف معدله في أوروبا ونسبة كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة في إفريقيا أقل من أوروبا ويعمر عدد أقل بكثير من الأفارقة إلى الثمانينات ولذا ينخفض احتمال إصابتهم بالفيروس، مضيفًا أن إجراءات الإغلاق الاحترازية  الصارمة التي فرضت في إفريقيا ودرجات الحرارة المرتفعة نسبيًا طوال العام في غيرها من دول القارة في وقت مبكر كان لها دور كبير وحاسم في تقليل الانتشار البيئي الوبائي لمتحورات فيروس كورونا، كذلك يعتبر مساحة القارة الكبيرة وضعف سبل التواصل بين سكانها قد أسهما كثيرًا في إبطاء انتشار الجائحة. 

وتابع هناك أيضًا بعض الأدلة التي تشير إلى أن السكان في معظم دول إفريقيا قد تعرضوا بشكل واسع للإصابة بفيروسات أخرى من نوع كورونا - كالفيروسات المسببة للزكام بشتى أنواعه - ونتيجة لذلك فهم يتمتعون الآن بقدر من الحصان والمناعة الجزئية ضد مرض كوفيد 19.

وأشار تقرير منظمة الصحة العالمية أنه منذ بداية الوباء تحسنت قدرة القارة على إدارة حالات الإصابة بفيروس كورونا تدريجيًا وذلك مع زيادة توافر العاملين الصحيين المدربين وإمدادات الأكسجين والإمدادات الطبية الأخرى، كما زاد عدد أسرة وحدة العناية المركزة في جميع أنحاء القارة من 8 لكل مليون شخص في عام 2020 إلى 20 اليوم، كما زاد عدد محطات إنتاج الأكسجين بنسبة تصل إلى حوالي 60 % وانخفضت التكلفة بنسبة 40 %، وتلقت قارة إفريقيا - حتى الآن - حوالى 672 مليون جرعة من اللقاحات، 65 %، منها بتسهيلات من مرفق كوفاكس الذي تقوده منظمة الصحة، و29% عبر الصفقات الثنائية، و6% من صندوق اللقاحات التابع للاتحاد الإفريقي.

تاريخ الخبر: 2022-02-15 12:21:02
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية