لا يخدعك التقويم الذي تتأمل مرور الأيام من خلاله، فالأيام الحقيقية من أيام السنة هي تلك الأيام التي استفدت منها.. ما حققته من عمل أو إنجاز أو مهمة أيا كانت في دنياك أو آخرتك، في عاداتك أو عباداتك في نفسك أو مع غيرك هو الوقت المثمر الذي استفدت منه، أما الأيام الباقية فقد ذهب وقتها ولن تعود.. لذا ستجد إنسانا حصل على أسبوع فقط من السنة وهناك من ظفر بشهر من السنة وهناك من ظفر بيوم، وهناك من خسر السنة كلها.
قالوا عن الوقت:
سريع عندما تخاف.. بطيء عندما تنتظر.. طويل عندما تحزن.. قصير عندما تفرح.. لا ينتهي عندما تتألم.. يتوقف عندما تحب.. قاتل عند الفراغ.. الوقت لا تحدده عقارب الساعة... إذن الوقت يتغير حسب حالتك النفسية.
لن أتحدث اليوم عن الأشياء التي يمكن أن نعمر بها أوقاتنا إنما سأتحدث عن الأشياء التي نضيع من خلالها أوقاتنا، وهي أشياء سارقة للوقت وربما بدون أن نشعر أو نلاحظ.
هناك أشياء كثيرة تسرق منا أوقاتنا.. خذ مثلا (القلق) الدائم خاصة بشأن المستقبل.. وقد قيل إن القلق مثل الكرسي الدوار، يجعلك تدور لكنك مكانك لا تتحرك، المستقبل غيب في علم الله، فاعمل بالأسباب والنتائج دعها للمولى.. ومن الأشياء التي تهدر فيها أوقاتنا متابعة المشاهير، لأنك تقضي وقتك على فراغهم وخوائهم العقلي.. الغيبة والقيل والقال في أخبار الناس بلا فائدة مضيعة للوقت، فالعقول الصغيرة تنشغل بذكر الأشخاص ولا تهتم بنقاش الأفكار.
ومن الأمور التي نضيع فيها أوقاتنا، متابعة تفاصيل حياة الآخرين، وتصوير ونشر تفاصيل الحياة اليومية.. كل ما يغذي سلبياتك وأحقادك تجاه الآخرين هي أوقات مهدرة تنهش تفكيرك وتأخذ من صحتك.. ولا تنسى إدمان مواقع التواصل بشكل مفرط ومبالغ فيه.. وكذلك الانهماك في متابعة الألعاب الإلكترونية والمباريات الرياضية..... والقائمة تطول وتطول.
وباختصار.. من لا يشغل وقته بالمفيد.. سيحمله الفراغ على شغله بالأشياء السيئة..
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
ويل له: يقول ما عنده وقت.. وهو يهدر الساعات الطوال على جواله!
@alomary2008
