ثلاثية المدينة الفاضلة
ثلاثية المدينة الفاضلة
تهفو إليها الجداول
وتنتهز التسريب الأخضر
لتمشى مع حلم أفلاطون
يلهث على أهدابها الحب
مبعوث القمح إلى خديها المشغولين بالعصافير
ورفرفة البوح فى صباح الشعراء
تلك التى زحزحت «الجورنيكا» وابتسمت
ليكبر طفل الحقول الذى تدلى
قبل أن تقطفه الحرب
تنبت فى وقفة الغريب بين صهيلين
على ناصية الروح
العالم على شاطئها يلفظ أفئدة الحيارى
فتلتقى بالخيط الأبيض
من الخيط الأسود
من الفجر
وتصحو الحياة
فى الكواليس
وخلف اقتراح الحرب للغبار
تنبت المدينة الفاضلة على شكل امرأة
تفتح فى قصيدة الحب نافذة
وتطل من حطة الجائعين
الباحثين بين الأجنحة عن فاكهة القلب
تبدو لنا من شارع الروح الموازى لسواعدنا المشرعة
ونحن نمد يدًا
ولا نلمسها
فى اختفاء القمح من براح الرغبة
التى زرعنا بها العالم
تتمايل فى شارع الروح
وترش على الأرصفة حلمنا بالشمس
تبدو لنا من الهمس
وهمهمة مجرة الضوء
فى ليل ضحايا الحرب
المخلوقين فى سماء عينيها
فى لمعة الزمن القادم
وانسكاب دمعة الفرح من مؤقها
نهرًا يجرى بين الوادى
بين السطور
بين الجوانح
لذا نحن الشعراء لا نرى دموع الحزانى
ولا رحى المعركة الدائرة على متن الكوكب
عيوننا تنبت داخلنا
على مرفأ القلب
وتلتقى بمدينة
نحبها وتحبنا
أطوف على ملامحها
تحملنى راحلة الروح الدوارة
العائدة دائمًا إلى فاكهة آدم
يلتقطنى فى سحرها السيارة
من جب هذا العالم
أحابى السماء فى طيبتها
وتغرق الحرب
مدينة للحب
يتهرأ لحم الألوان
ويلجأ قوس قزح إلى مغارة النسيان
الناس هنا أسنان المشط
القادة فى محاباة الحقول
ينبتون مع تسنبل الفقير بأعواد القمح
وسريان الموكب نحو طزاجة الأوطان
وتلويحة الحصاد
الفتلى يخلعون الغيمة
ويبتسمون للمسيرة
يصيرون شجرًا
والإنسان برفقة الإنسان على الدرب
تقف الحرب
وتنام ظلًا لجميزة على نهر الدموع
يمر عليها الفاتحون قلوبًا فتضحك من القلب
مدينة للحب
آخذ معى المنطاد
وأمشى فى شارعها إلى الله.
