شيرين حجازي مؤسِّسة فرقة «عوالم خفية»: نحاول كسر الشكل التقليدى لـ«الرقاصة اللى ورا المطرب»

شيرين حجازى مُصممة رقصات شاركت بالتصميم والتدريب فى العديد من الاحتفالات المهمة، على رأسها احتفالية نقل «المومياوات الملكية»، كما شاركت بعرضها المسرحى «يا سم» فى عدد من المهرجانات الدولية داخل وخارج مصر.

وأسست «شيرين»، التى درست الهندسة، فرقة باسم «عوالم خفية»، تعد الأولى من نوعها فى «الرقص البلدى المعاصر»، وفق وصفها.

عن تلك المسيرة الفريدة، وكواليس تأسيس فرقتها «عوالم خفية»، والعديد من التفاصيل الأخرى، يدور حوار «الدستور» التالى مع شيرين حجازى.

■ بداية.. كيف انتقلتِ من الهندسة إلى الرقص؟

- درست الهندسة شريطة أن أمارس ما أحب بعد ذلك، وعليه انضممت لفرقة «رضا» فور إعلانها فتح باب الانضمام، فدائمًا ما كان الرقص شغفى الأول، والتحقت لذلك بالعديد من الورش التدريبية على مختلف أنواع الرقص والاستعراض.

دائمًا ما أرى كل شىء يرقص، كلما سمعت الموسيقى رأيتها ترقص فى الفراغ، كل حركة بالنسبة لى هى حركة راقصة، عينى تحول كل شىء تلقائيًا إلى خطوط وألوان تتراقص، أنا أحب الرقص وأحترمه، والرقص أنقذنى فى فترات مختلفة من حياتى.

■ «عوالم خفية» فرقة لـ«الرقص البلدى المعاصر» كما تسمينه، لماذا هذا الاسم؟ وما نوع الرقص الذى ترقصينه؟

- «عوالم» جمع «عالمة»، وهو مصطلح يطلق على الراقصة، و«خفية» للإشارة إلى ما نضعه على وجوهنا ليخفى ملامحنا أثناء الرقص، وهو الأمر الذى طلبه بعض أعضاء الفرقة.

أعمل على هذا المشروع منذ سنتين، وأصبحت الفرقة تضم ١٢ راقصة فى الوقت الحالى، ونحن نرقص ما يسمى بـ«الرقص البلدى المعاصر»، وهو امتداد للرقص الطقسى للكاهنات فى المعابد القديمة، لتكريم منبع الحياة، وهو رحم السيدات.

لذلك تتركز الحركات حول منطقة الحوض، بشكل فيه إجلال وتكريم، وفرقتنا تعمل على نطاقين أساسيين، أولهما «السوشيال ميديا»، والثانى هو الواقع الفعلى عبر المشاركة فى الأحداث والاحتفالات.

■ من المسرح وإلى المسرح، كيف تنطبق هذه المقولة على فرقتكن حاليًا؟ 

- انطلقت فكرتنا من المسرح وتعود إلى المسرح بالفعل، فقد ولدت الفكرة بعد العرض المسرحى «يا سم» فى عام ٢٠١٥ من إخراجى، الذى كان فى إطار من الرقص البلدى، وحقق نجاحًا كبيرًا وعُرض فى مسارح مختلفة.

والآن نحن بصدد إنتاج عرض مسرحى، ما زلنا فى مرحلة التحضير له، وسيكون فى إطار من الرقص البلدى، كوسيلة فعالة دراميًا، ومن أجل إيصال الكثير من الأفكار والمشاعر.

■ فرقة من السيدات اللاتى يرقصن بشكل جماعى، ما الذى دفعكن إلى ذلك، علمًا بأنه ليس الشكل السائد للرقص البلدى؟ 

- الرقصات الجماعية ليس بها أى نوع من «الابتذال»، ولكسر الشكل التقليدى للراقصة التى تقف بجوار المطرب فى الأفراح والحفلات، الذى صدَّرته لنا الأفلام، كأنه الشكل الوحيد للرقص البلدى.

لقد فككنا تفاصيل الرقص البلدى، وحولناه إلى رقصات ولوحات جماعية لها تصميم فريد خاص بها، وأحيانًا تكون هناك أزياء خاصة لكل حدث، تتنوع بين الأزياء العادية لأى بنت فى حياتها اليومية، فنرقص أحيانًا بـ«البناطيل الجينز» و«التيشيرتات»، وأحيانًا أخرى نرقص بـأزياء أكثر فنية. 

■ ما معنى إضافة كلمة «المعاصر» لمصطلح «الرقص البلدى»؟

- الرقص المعاصر هو أى تطوير يتم على رقصات موجودة، مثل «الباليه» و«الهيب هوب» وغيرهما، لذلك مع تطويرنا الرقص البلدى نطلق على ما نفعله «الرقص البلدى المعاصر»، ولا نقصد الرقص المعاصر بشكله الأوروبى، لأنه ليس خاصًا بنا. 

■ هل واجهتكن أى صعوبات؟

- تواجهنا صعوبات كبيرة، أهمها العرف المجتمعى، الذى لديه فكرة مسبقة عن كلمة «رقاصة»، الوصم الاجتماعى الذى حاصر العديد من «الراقصات»، سواء فى الوسط الفنى، أو فى علاقاتهن الاجتماعية والأسرية، ويشكل حاجزًا مخيفًا وتحديًا صعبًا.

تلك النظرة لا بد أن تتغير، ليس فيما نفعله أى ابتذال من أى نوع، لكن التحدى صعب، والتحدى الآخر هو الإنتاج، فنحن نفعل كل شىء بشكل ذاتى حاليًا، ونأمل أن يتغير هذا عمَّا قريب. 

■ تاريخ من الرقص البلدى ممتد، ألم يشفع لكنَّ هذا التاريخ فى قبول الجمهور؟ ومَن راقصتك المفضلة؟

- ليست لدىّ راقصة مفضلة، لكن يعجبنى دلع نعيمة عاكف ومهارتها، ونظرات تحية كاريوكا، واللوحات التى ترسمها بجسدها، وأيضًا نشاط وطاقة سامية جمال، فكل منهن لها طريقة وروح، وكذلك نعمت مختار، التى تبهرنى برقصها والتحكم بجسدها.

هن جميعًا أبدعن ورسخن لهذا الفن، لكنهن أيضًا واجهن تحديات مجتمعية كبيرة فى البداية، وبعضهن واجه ذلك حتى وفاته، قبل أن تنضم أى سيدة للفرقة، أؤكد تلك الفكرة، وأقول إن الطريق لن يكون سهلًا، حتى مع التاريخ السابق للرقص، الذى لم يشفع لصاحباته، وسنحتاج لبعض الوقت كى يتقبلنا أصحاب العقول الجامدة. 

■ من يمكنها أن تنضم لفرقتكن؟ وهل هناك شروط معينة؟

- السيدات تحمّسن للدخول إلى الفرقة بأعداد كبيرة، لكن الاستمرار فى الفرقة ليس بالأمر السهل، التدريبات مجهدة، لأننا نضيف ونفكك الرقص البلدى، وليست كل من ترقص رقصًا شرقيًا يمكن أن تفعل ما نفعله بسهولة، وكذلك من ترقص رقصًا معاصرًا.

رقصاتنا تحتاج لتدريبات من أجل التوافق العضلى العصبى على سبيل المثال، وهذا وغيره يحتاج للكثير من الجهد، وفرقتنا من خلفيات ثقافية مختلفة ومتنوعة، وأجسادنا كذلك، فهناك الطويلة والسمراء والبيضاء وهكذا، فلسفتنا أنه لا يوجد ما يسمى بالجسد المثالى للرقص، فكل الأجساد لها جمالها الخاص، وحركتها المميزة كذلك. 

■ هل هناك فرق غيركن تقدم ما تقدمن؟

- لم أسمع عن فرقة تقدم ما نقدمه، ونسعى دائمًا للتطوير، لدينا صفحة خاصة بالفرقة باسم «عوالم خفية»، ننشر عليها فيديوهات لرقصاتنا بشكل دائم، ونسعد بالتعليقات، ومؤخرًا زاد عدد المتابعين والمشتركين بشكل كبير، ما شجعنا على تقديم المزيد. 

تاريخ الخبر: 2022-02-20 21:20:58
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

أرامكو تعلن عن النتائج المالية للربع الأول من عام 2024 السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-07 12:24:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية