تناول تقرير مطوّل لصحيفة الغارديان البريطانية، مقاطع فيديو تنشرها وسائل إعلام روسية على أساس أنها هجمات تقوم بها أوكرانيا بغرض التدمير والقتل في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون شرقي البلاد.

وعنونت الصحيفة تقريرها: "غبية وكسولة.. أفلام معيبة لهجمات أوكرانية أنتجتها مصانع التزييف الروسية، وقالت إن هذه "المقاطع المفبركة" تسعى روسيا من خلالها إلى محاولة تضليل الرأي العام العالمي والمحلي.

وتناولت الصحيفة مقطعاً نشرته القناة الروسية الأولى (رسمية)، يُظهر اشتباكات ليلية وانفجارات، قبل أن يظهر شخص مجهول يصرخ من الألم، قال تقرير القناة إنه "أحد المخربين الأوكرانيين" الذين تسللوا إلى مناطق الانفصاليين، بهدف تفجير مصنع محلي.

وادعى تقرير القناة أن المقاطع التي أظهرها أخذت من كاميرا كانت مثبّتة على خوذة أحد المهاجمين، وقال إن اثنين من المتسللين قتلا.

ونقلت الغارديان عن مؤسس موقع "بيلينغ كات" الاستقصائي، إليوت هيغيز، قوله إن الفيديو مزيف وأُعدّ "بطريقة غيبة وكسولة لا تنم عن حرفية وإبداع"، فيما قال مختصون إن الفيديو قديم لتدريبات جنود فنلنديين عام 2010.

وأشار هينغيز إلى أن لروسيا سجل طويل في التضليل والتزييف، فيما بات الرأي العام الدولي محصناً بمناعة ضد أساليب التضليل التي تتبعها موسكو.

وقال: "تلك المقاطع المصورة صُنعت بطريقة مسرحية لأغراض الدعاية الحكومية"، مضيفاً أنها "قد تؤثر على الجيل الأكبر سناً من المواطنين الروس".

وخلال الأسبوع الماضي، قدمت روسيا عديداً من القصص الكاذبة، شملت مزاعم بأن كييف تخطط لمهاجمة الانفصاليين وهرّبت مركبات مدرعة ومخربين عبر الحدود، ما دفع وزير الخارجية الأوكراني إلى وصف موسكو بـ"مصنع إنتاج مزيف".

بدوره، يحاجج هيغينز أن بث مثل هذه الفيديوهات والتقارير الإخبارية بات جزءاً من خطة موسكو لتبرير غزو أوكرانيا، كما بدأت وسائل الإعلام الروسية الرسمية بترويج أخبار زائفة بشكل واسع تشير إلى حدوث أزمة إنسانية كبيرة شرقي أوكرانيا.

من جهتها، اعتبرت الغارديان أن فيديو "المتسللين الأوكرانيين" مثلاً، غرضه تمرير رسالة قديمة، وهو ما تتفق معه وسائل الإعلام الفنلندية التي ذكّرت بـ"حرب الشتاء"؛ حينما استخدم الاتحاد السوفيتي المنحلّ، في نوفمبر/تشرين الثاني 1939 ذريعة مماثلة لغزو فلندا.

TRT عربي - وكالات