فؤاد التكرلي
فؤاد التكرلي |
---|
فؤاد التكرلي (و. 1927 - ت. 11 فبراير 2008)، روائي عراقي من بغداد أسهم في تطور الثقافة العربية وأثرى المخطة العربية بالكثير من قصصه الأدبية.
حياته
ولد فؤاد عبد الرحمن التكرلي في بغداد عام 1927، ودرس في مدارسها. وتخرج من كلية الحقوق عام 1949 ثم عمل كمحرر تحقيق وبعدها محاميا، ثم قاضيا، وتولى عدة مناصب في الدولة ومنها في القضاء العراقي حيث تم تعيينه قاضيا في محكمة بداءة بغداد عام 1964، وبعدها سافر إلى فرنسا ثم عاد ليعين خبيرا قانونيا في وزارة العدل العراقية. عمل منذ أوائل الخمسينات حاكم تحقيق أولا ثم قاضيا فرئيس قضاة قبل تقاعده عام 1985 وتفرغه للكتابة. لكن هذا العمل في قلب العتمة ساعده على التماسّ مع أولئك المتهمين بمختلف الجرائم . ولعل جرائم الشرف وما تحمله من امكانيات وقوع اعتداءات داخل عوائل الضحايا كسبب لها وراء اهتمام التكرلي بموضوع العلاقات المحرمة في قصصه القصيرة ورواياته. هل يمكن القول إذا مهنتيه المتعارضتين والمتفاعلتين ساعدتاه على الغور في هذا المختبر البشري،يا ترى؟ وعبره اكتشف بعدا محليا وانسانيا معا. ولعل ذلك كان وراء لمسات فرويد الخفية فوق أعمال التكرلي بما يخص الكبت وتلبس الرغبة أشكالا لا متناهية. وعاش في تونس لسنوات بعد تقاعده، وعمل في سفارة العراق بعد حرب الخليج عام 1991، وألف القصص بأسلوب أبداعي متميز.
حياته الأدبية
نشر أولى قصصه القصيرة في عام 1951 في مجلة الأديب اللبنانية، ولم ينبتر عن نشر قصصه في الصحف والمجلات العراقية والعربية، كما صدرت له في تونس عام 1991 مجموعة قصصية بعنوان (موعد النار). وفي عام 1995 صدرت له رواية (خاتم الرمل). وخط روايته الأخيرة (اللاسؤال واللاجواب) عام 2007.
قلة الانتاج الأدبي خاصية أخرى ميزت التكرلي عن الكثير من مجايليه من المبدعين. ولعل ذلك، إضافة إلى مشاغل المهنة، ناجم عن تعامله مع الكتابة مثل تعامل الصائغ مع مواده كما شبهه الناقد علي جواد الطاهر. بين أول سيرة نشرها عام 1951 وحتى عام 1980 لم ينشر الراحل التكرلي سوى 14 سيرة قصيرة. لكن الكثير منها مجوهرات حقيقية، رسخت للأجيال اللاحقة من القاصين العراقيين إطارا مفتوحا للكتابة القصصية كفن قبل جميع شيء. أما روايته "الرجع البعيد" فاستغرقت كتابتها 12 عاما. قبل أول لقاء لي بفؤاد التكرلي عام 2001، كان هناك تصور في ذهني بوجود آصرة ما بينه وبين أبطاله المضطربين. بدلا من ذلك قابلني انسان يجمع بين الرصانة والدفء، بين التواضع التلقائي والصدق الحقيقي. في نبرته كنت أستطيع تلمس اللهجة البغدادية القديمة، مشبعة بعبارات الاحترام، وإذا كنت تجده منصتا إلى جميع ما تقوله من آراء فهولا يطلق أي حكم إلا بتردد، كأنه يخشى إيذاءك، بنبرة مترددة مشبعة بالرقة. ولم يمض وقت طويل على لقائنا حتى راح يذكرأسماء بعض الكتّاب الشباب الذين ما زالوا في العراق. فهوحتى من تونس ظلا دؤوبا على التواصل معهم وحريصا على متابعة ما يخطونه. هل هذه القدرة على التواصل هي التعويذة ضد الفناء،يا ترى؟ فعبر استمرار خيط الإبداع لأبناء البلد الواحد وتراكمه، يتحقق الفوز على قوى الفناء الروحي.
التكرلي سيبقى فترة هامة من مراحل التاريخ على الصعيد الإبداعي لدوره المؤثر في الرؤية التحديثية للسيرة العراقية، وما قدمه من منجزات يعد إثراء لمجمل العملية الإبداعية.
نقد
تميز أدب فؤاد التكرلي سواء من حيث فكرته ومناخه العام، أومن حيث جمالياته وتقنياته الأسلوبية، وتميز المحرر بحساسية أدبية رفيعة وبالتزام إنساني عميق، ولم يتوقف بجرأته الحكائية عن تناول قضايا الوطن، لا من خلال طروحات سياسية أوإيديولوجية فجة ومباشرة، بل من خلال الحياة العادية، وما يكتنفها من طغيان واستبداد وموت مجاني، وما أدى إليه جميع هذا من تمزقات رهيبة تصيب روح الجماعة والفرد على حد سواء في وطن ممزق هوالآخر، وقد منح المحرر جميع دقائق الوطن في زخمها وتنوعها وتداخلها اهتمامه الكامل، ولم يتوقف عن مراقبة الأحداث والمكابدات على هذا المسرح الرهيب.
وفاته
توفي بعد معاناة طويلة من سقم سرطان البروستاتا في عمان عن عمر ناهز الثمانين عاما في 11 فبراير 2008. وخلف منجزا إبداعيا غنيا يعد من ركائز الحداثة في السيرة العراقية ويتسم بقربه من معاناة الإنسان العراقي من خلال تناول المشاكل السياسية والاجتماعية في بلاد الرافدين.
من مؤلفاته
- العيون الخضر
- همس مبهم
- الرجع البعيد
- خاتم الرمل
- المسرات والأوجاع
- الوجه الآخر
- اللاسؤال واللاجواب
- همس مبهم
- القنديل المنطفيء
- الطريق إلى المدينة
- الغراب
- عالم صدام حسين، محل جدل..
جوائز وتكريمات
- في عام 1999 فاز بجائزة عويس للرواية العربية عن روايته المسرات والأوجاع.
المصادر
- ^ فؤاد التكرلي، الجزيرة نت
- ^ فؤاد التكرلي .. جذوة الأدب المضطرمة، الشبكة العربية العالمية
- ^ صور من رواية «عالم صدام حسين» لمحرر عراقي مجهول، الوسط البحرينية
- ^ فؤاد التكرلي إنموذج رائع على الإهتمام بالشكل والمضمون، مجلة الروائي
وصلات خارجية
- أصوات العراق
- ميدل أيست أون لاين