باعتبار ان البلدين من كبار المنتجين والمصدرين إلا أن الآثار تمتد اليوم إلى الأسواق المالية التي بدات تبدي تأثرا سلبيا بما يجري بين البلدين.
كان الانعكاس المباشر منذ بداية الخلاف الروسي الأوكراني يظهر في الطاقة والغذاء من خلال الصعود الملحوظ في أسعار الطاقة والآثار التي ظهرت في الأسواق العالمية وموجة خطيرة من ارتفاع الأسعار العالمية لتبلغ نسب التضخم مستويات تاريخية وكذلك الآثار في أسعار الحبوب في الأسواق العالمية بالإضافة إلى ان الآثار تمتد إلى المواد الأولية ونصف المصنعة مما سيزيد من متاعب الشركات وسيمتد ارتفاع الأسعار من مدخلات الإنتاج إلى أسعار الاستهلاك. وباعتبار ان لكل تراجع في بلدان منتجة لسلع ما يقابلها مستفيدون ولهذا فان مصدري الحبوب في العالم، وشركات الطاقة حول العالم العاملة في قطاعي النفط والغاز الطبيعي هم المستفيدون من الأزمة. وارتفاع أسعار البترول على سبيل المثال يحفز أكثر الاستثمار في مجال الأنشطة البترولية مما قد يفتتح الباب أمام تونس لجذب مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع والاستفادة من أزمة عالمية وان كانت الخسائر اكبر من المكاسب نظرا لما يمثله العجز التجاري الطاقي منن نسبة عالية في العجز التجاري الجملي.
المتوقع أيضا أن تمتد انعكاسات الأزمة إلى الأسواق المالية وسوق السندات العالمية فمن شأن اضطراب في الأسواق المالية أن يغير السياسات النقدية في البلدان نتيجة ارتفاع الأسعار وستكون هناك موجة من ترفيع في أسعار الفائدة في اغلب البلدان مع التذكير بان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قال مؤخرا إن البنك مستعد لرفع أسعار الفائدة الشهر المقبل (مارس) أما رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد قالت أن البنك سيرفع سعر الفائدة بمجرد انتهاء برنامج شراء السندات الذي ينفذه.
ومن المنتظر أن ترتفع تكلفة الاقتراض لكل البلدان وخاصة منها الناشئة والنامية، المتاعب التي ستظهر في القريب في تونس كيفية سد الفجوة التمويلية وتغطية عجز ميزانيتها امام انغلاق الاسواق المالية في وجهها بسبب الظرف المحلي الصعب وسلبية تصنيفها وعدم وضوح الرؤية بالنسبة الى اتفاق ثنائي مع صندوق النقد الدولي الى جانب كيفية توفير نفقاتها وصرف اجور الموظفين، من جهة اخرى سيتاثر سوق الصرف وسيشدد البنك المركزي سياسته لحماية العملة من الانهيار وستطرح اشكالية تسديد القروض التي حلت اجالها. عدوى الازمات تبدو سريعة الانتشار تمتد الى كل الجوانب.
