كتبت- هدى الشيمي:

تقف نادية بيبيش في حالة تأهب عند نقطة تفتيش بالقرب من بلدة زولوتي، شرق أوكرانيا، منطقة مضطربة محاصرة في الصراع مع روسيا، حيث تبعد خنادق الخطوط الأمامية على بعد أقل من ربع ميل.

تعي بيبيش، وهي أم لطفلين، حجم المخاطر التي قد تواجهها إذا ما أقدمت روسيا على غزو بلادها، حسبما تنقل صحيفة كريستشن ساينس مونيتور الأمريكية، ولكنها تقول:"نحن هنا لحماية بلدنا وعائلاتنا".

وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، بشن عملية عسكرية في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، وأوضح أن تحركات روسيا إنما هي للدفاع عن النفس من التهديدات ومن مشكلات أكبر من الموجودة اليوم.

"حضور نسائي"

ظهر العنصر النسائي بقوة على الجبهة الأوكرانية منذ عام ٢٠١٤ لمواجهة العدوان الروسي منذ عام ٢٠١٤، عندما قررت موسكو الاستيلاء على شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في منطقة دونباس.

وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن النساء تشكلن حوالي ١٠ ٪ من القوات المسلحة الأوكرانية، ويعملن جانبًا إلى جنب مع الرجال في المناصب القتالية، ويحصلن على حقوق متساوية مع نظرائهن من الرجال بموجب قانون ٢٠١٨.

منذ عام ٢٠١٩، أصبحت الأوكرانيات قادرات على الدراسة في الكليات العسكرية للحصول على رتب أعلى.

فقد ولت الأيام التي اقتصر فيها دور المرأة على تشغيل قاذفات الصواريخ، ولكنها تُدرج في المستندات كطبيبة نظرًا لمنع القوانين خلال الحقبة السوفيتية النساء من لعب أدوار قد تعرض صحتهن الإنجابية للخطر.

أجبر الصراع في الدائر في شرق أوكرانيا ١.٥ مليون شخص على الفرار من منازلهم، وألحق الضرر باقتصاد المدن والقرى المحاذية لخطوط المواجهة.

انضمت بيبيش للجيش في ٢٠١٧، بزولوتي، حيث يسيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على جزء من المدينة التي يبلغ عدد سكانها ١٣٠٠٠ نسمة، وتؤكد أن زملائها الرجال يتقبلونها هي وزميلاتها، وتقول:"يتعاملون معنا كما لو كنا رجالا، لا فرق أبدًا".

"إبقاء أوكرانيا حرة"

خلال السنوات الخمس الماضية، حصلت بيبيش على رتبة رقيب ورحبت بابنتها الثانية. وتقول، حسب الصحيفة الأمريكية، "دوافعي للانضمام للجيش لا تختلف كثيرًا عن الجنود الذكور، نريد إبقاء أوكرانيا حرة".

منح الجيش الأوكراني النساء الحق في القتال وتولي مناصب قتالية في عام ٢٠١٦، وقبل ذلك كان بإمكانهن العمل ممرضات، سكرتيرات، خياطات، طباخات، بالرغم من أنهم كن يقمن بوظائف خاصة بالرجال دون الحصول على نفس المزايا.

غير أن الأمور تغيرت كثيرًا بعد الجهود التي بذلتها محاربات قدامى مثل أولينا بيلزرسكا، القناصة التي عملت متطوعة في العديد من البقع الساخنة في شرق أوكرانيا بين عامي ٢٠١٤، ٢٠١٦

"زوجان على خطوط الجبهة"

قضى أندريه فيتاليوفيتش وزوجته بولينا وقتًا طويلاً في الخنادق بوحدات منفصلة خلال حرب التي استمرت ثماني سنوات.

ذكرت الصحيفة الأمريكية أن زيادة أعداد الأوكرانيات اللائي ترتدين الزي العسكري إلى زيادة عدد الأزواج الذين يخدمون في الخطوط الأمامية.

يقول فيتاليوفيتش:"لا توجد مشكلة في وجود نساء في الجيش، فنحن نحتاجهم". زادت الحاجة إلى انضمام السيدات للقوات الأوكرانية خلال الأيام الأخيرة خاصة مع استهداف القوات الانفصالية عشرات المواقع العسكرية والأهداف المدنية على طول الجبهة، وسط احتمال شن موسكو غزوًا على كييف في أي وقت.

وأضاف فيتاليوفيتش:"نحن في حالة حرب ، لذا من الضروري أن يشارك جميع الأوكرانيين - رجالا ونساء- في الدفاع عن بلدنا."