كشف تقرير نشرته صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه يمكن للولايات المتحدة الأمريكية استغلال فرصة الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل استراتيجي لخدمة مصالحها.

وقالت الصحيفة، في تقريرها، إنه توجد طريقتين يمكن بهما استغلال واشنطن لما يجري، الأولى، تكمن في عقد صفقة تمنح بوتين رغبته في الحصول على النفوذ داخل أوكرانيا، وحث الأوكرانيين على اتخاذ موقف الحياد أو التنازل عن عضوية الناتو، وقد تؤدي هذه الصفقة بالتالي إلى تحرير موارد الولايات المتحدة، لردع الصين.

وتعتقد الصحيفة، أن هذا الخيار وإن كان استراتيجياً، فهو "غير أخلاقي"، إذ إنه في حال احترم بوتين الشروط، وهو بالتأكيد لن يفعل حسب رأي "فورين بوليسي"، ستكون النتيجة بكل بساطة حينها تحويل خط الصراع غرباً إلى حدود بولندا ورمانيا. وبما أن هذه الدول، على عكس أوكرانيا، تعد حلفاء في الناتو، فإنه سيتعين حينها على الولايات المتحدة إرسال المزيد من القوات إلى أوروبا، وستخسر بالتالي رهانها.

أما الخيار الثاني للولايات المتحدة، فيتمثل في هندسة هزيمة لروسيا على أيدي الأوكرانيين،

وستكون هذه الهزيمة كبيرة لدرجة أنها لن تؤدي إلى تراجع بوتين فحسب، وإنما ستعيد تفكيره أيضاً في سياسته الخارجية بأكملها.

وبموجب هذه الاستراتيجية، ستسلح الولايات المتحدة الأوكرانيين وتحرضهم بنفس الطريقة التي دعمت بها المقاتلين في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، على حد تعبير الصحيفة.

وكانت توجد سوابق تاريخية تؤيد هذه الاستراتيجية، إذ قامت كل من روسيا القيصرية، والاتحاد السوفيتي على حد سواء، بإعادة تقييم جذري للسياسة الخارجية بعد هزائم كبيرة منيت بها سابقاً، على غرار هزيمتها من اليابان 1905.

ولذلك يجب على الغرب، حسبما نبه إليه التقرير، أن يدعم فكرة أن تصبح أوكرانيا دولة غير قابلة للحل، بشكل تتراجع فيه روسيا عن محاولة الغزو أو الإخضاع أصلاً.

ويشير تقرير "فورين بوليسي" إلى أنه يجب على إدرة بايدن، لتحقيق هذه الخطة، تقديم صواريخ ستينغر، وأسلحة مضادة للطائرات بدون طيار، وألغام، فضلاً عن أن تكون مستعدة للتدفق المستمر للصواريخ المضادة للدبابات وذخائر الأسلحة الصغيرة.

كما يمكن للولايات المتحدة وحلفائها، بالتوازي مع ذلك، مساعدة الأوكرانيين في تطوير البنية التحتية لمعقل وطني في غرب البلاد، بما في ذلك تأمين معدات الاتصالات ودعم التنمية البرية، لطرق الإمداد في حالة الهيمنة الجوية الروسية المطولة.

كما أنه يجب على الدبلوماسية الأمريكية، إضافة إلى ذلك، استغلال الصدمة التي أحدثها الغزو الروسي، على السياسة الأوروبية، لتحفيز المزيد من تقاسم الأعباء بين الحلفاء.

ولكن هذه الفرصة يجب ألا تضيّع بحسب الصحيفة، وحسن استغلالها سيتطلب من الإدارة الأمريكية، إعطاء أولوية أكبر بكثير مما لديها حتى الآن لدفع الحلفاء لزيادة الإنفاق الدفاعي وتوفير الأسلحة لهم.

وأكد التقرير أنه لا يمكن إغفال دور العقوبات التي يجب أن تكون جزءاً من كل هذا، لاسيما الإجراءات الأكثر صرامة ضد البنوك الروسية، وصادرات الطاقة والديون السيادية، التي أعلن بايدن أن إدارته على استعداد لتنفيذها.

TRT عربي - وكالات