عندما فرض الرئيس الأوكراني الأحكام العرفية، الخميس، أدرك الأوكرانيون المصدومون أن كل شيء قد يتغير.

وتقول إليزافيتا ميلنيك، من سكان كييف: "أشعر بالذعر والخوف. لا أعرف ممن يجب أن أطلب المساعدة. لم نكن نعتقد أننا سنشهد هذا الموقف".

من جهة أخرى، اخترقت شظية صاروخ سقف منزل ميخائيل شيرباكوف في مدينة خاركيف الواقعة شرقي أوكرانيا، ووصف تفاصيل الحدث قائلاً: "سمعت ضوضاء، واستيقظت من النوم، وأدركت أنها قذيفة مدفع. قفزت من السرير وركضت لإيقاظ والدتي، عندما انفجر شيء خلفي".

وتسببت شظية الصاروخ في تغطية حاسوب وفنجان قهوة في منزل شيرباكوف بالتراب؛ لتكون بمثابة تحف مستقبلية لأحدث حرب تشهدها أوروبا.

في السياق نفسه، فشلت جهود الأوكرانيين المشتتة لإعادة الحياة إلى طبيعتها فجر الخميس، بعد أن تصاعد الدخان من عدة مواقع في عدد منن مدن البلاد، حتى في مناطق بعيدة عن الحدود الشرقية المتنازع عليها.

وشوهدت طوابير طويلة من السيارات تنتظر أمام محطات الوقود، أو تفر من العاصمة كييف التي باتت رمادية اللون، كما لجأ سكان يحملون أمتعتهم إلى محطات مترو الأنفاق، لا يعرفون أين يذهبون، فيما أصيب بعضهم بحالة من الذعر والهياج الشديدين.

يقول أحد السكان بينما يُسمع دوي إطلاق صافرات الإنذار تحذيراً منن غارات جوية: "لست خائفاً، أنا ذاهب لعملي. الشيء الوحيد غير المعتاد أنه لا أستطيع العثور على سيارة أجرة في كييف".

في المقابل، بدا كثيرون لا يعرفون ماذا يفعلون، وساد القلق شارعاً رئيسياً في كييف، بينما كان السكان يفحصون هواتفهم.

”لا أشعر بأي خوف حالياً. ربما سأكون خائفاً في وقت لاحق”، وفقاً لماكسيم برودسكوي، من سكان كييف.

وفي منطقة ماريوبول بمدينة آزوف الساحلية، التي يخشى كثيرون أن تكون الهدف الرئيسي الأول لموسكو بسبب أهميتها الاستراتيجية، رأى صحفيون حالة من الهرج والخوف.

وانتظر بعض السكان في محطات حافلات، وكانوا على ما يبدو في طريقهم للعمل، بينما اندفع آخرون لمغادرة المدينة التي لا تبعد سوى حوالي خمسة عشر كيلومتراً عن خط المواجهة مع دونيتسك الانفصالية.

مع مرور الساعات، ارتفع مستوى الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا، واكتظ أوكرانيون في متاجر البقالة وأمام أجهزة الصراف الآلي، بحثاً عن الإمدادات والأموال.

وفي خاركيف، تفقد السكان القلقون شظايا الصواريخ التي تناثرت في ملعب للأطفال.

ودعا فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، سكان العاصمة -البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة- إلى البقاء في منازلهم ما لم يكونوا يعملون في قطاعات حيوية، وقال إنه يجب على الجميع إعداد حقائب بها مواد ضرورية كالأدوية والوثائق.

AP