قالت مجلة «إيكونومست»، البريطانية إن أولئك الذين تصوروا أنّ العقوبات ستشل الاقتصاد الروسي بين عشية وضحاها، من المرجح أن يصابوا بخيبة أمل، لأن العالم لا يزال يريد النفط والغاز، وأشارت إلى أنه بالرغم من إدانة  الغرب للعدوان الغاشم الذي تقوم به روسيا، فإنه لن يتدخل عسكريا ضد قوة نووية، وبدلاً من ذلك، يبدو أن أمريكا وأوروبا تأملان في أن يؤدي الضغط الاقتصادي وتكلفة الحرب، وربما السخط في الداخل، في نهاية المطاف إلى إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانسحاب، أو على الأقل عدم المضي قدمًا.

العقوبات تهدف لاستنزاف روسيا

وتابعت المجلة البريطانية أن الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، ندد بوحشية الغزو الروسي في أوكرانيا، وهي حرب يراها بلا سبب، وأشاد بوحدة الغرب في الصراع بين الديمقراطية والاستبداد، ومع ذلك، يواجه الغرب فشلاً ذريعًا، إذ أن لجوئه باستمرار إلى العقوبات كأداة للسياسة الخارجية له تأثير محدود، وأحد الأسباب هو أنها تسبب الألم لأولئك الذين يستخدمونها، في كثير من الأحيان بشكل غير متساو.

وبعد أشهر من التهديد بفرض عقوبات ضخمة، يقول «بايدن»، إنه لم يؤكد أن العقوبات قد تردع بوتين عن خوض الحرب، وبدلاً من ذلك، يقول إنهم يهدفون الآن إلى استنزاف قوة روسيا على المدى الطويل، وتحويلها إلى قوة ثانوية، وتابع: «ستظهر التأثيرات بمرور الوقت حيث نضغط  لعرقلة وصول روسيا إلى التمويل والتكنولوجيا للقطاعات الاستراتيجية لاقتصادها بين أفعالنا وأفعال حلفائنا وشركائنا، وسنقطع أكثر من نصف واردات روسيا عالية التقنية».

أمريكا ترسل المزيد من القوات إلى أوروبا

وأوضحت المجلة انه حتى داخل نطاق حلف الناتو، كان الحلفاء يعانون من صعوبة الإشارة إلى ضبط النفس العسكري، وسيكونون حذرين بشكل مضاعف الآن حيث تعمل الطائرات والسفن والقوات البرية المتنافسة على مقربة شديدة على طول حدود روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، وقال «بايدن»، إن أمريكا ترسل المزيد من القوات إلى أوروبا وستساعد في الدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو، لكنها لن تنجذب إلى القتال في أوكرانيا، وأشار: «دعني أقولها مرة أخرى، قواتنا لن تشارك في الصراع مع روسيا في أوكرانيا، ولن تذهب قواتنا إلى أوروبا للقتال في أوكرانيا، ولكن للدفاع عن حلفائنا في الناتو وطمأنة هؤلاء الحلفاء في الشرق».

بينما قال الأمين العام لحلف الناتو، «ينس ستولتنبرج»، إن السلام في قارتنا قد تحطم، وقام الناتو بتنشيط خططه الدفاعية، والتي تمنح القادة مزيدًا من الحرية، لكنه لم ينشر بعد قوة الرد السريع التابعة لحلف الناتو، التي يبلغ قوامها 40 ألف فرد.