شهدت مدن المملكة ابتداءً من يوم الثلاثاء الماضي، عددًا من الفعاليات، التي أقيمت احتفاءً بمناسبة «يوم التأسيس»، الذي يوافق يوم 22 فبراير من كل عام، اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة الممتدة لأكثر من ثلاثة قرون، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد تأسيس الدولة السعودية في منتصف عام 1139هـ، الموافق 1727م حتى عهدنا الميمون.
عمل غنائي
واحتفت العاصمة الرياض بأمسية فنية بتاريخ الدولة السعودية وتغنَّت بأمجاده عبر عشر لوحات تضمنها «أوبريت التأسيس» جسَّدت مسيرة وطن من مرحلة التأسيس حتى عصرنا الحاضر. واستعرض العمل الغنائي الذي صاغ كلماته كبار الشعراء في المملكة: صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن، ومحمد العنزي، ونايف صقر، ونجلاء المحيا، وأحمد علوي، برؤية إخراجية للحظات وقصص خالدة ارتبطت بيوم التأسيس ومسيرة ثلاثة قرون مضت، ومشاهد متنوعة لأنماط وأشكال الحياة للدولة السعودية منذ القدم وصولا إلى الحياة المدنية الحديثة، وما مرت به من تطور لامس فكر ووجدان المواطن نحو حياة عصرية يحتفظ فيها بلغته ودينه وعاداته وتقاليده وعلاقاته الاجتماعية.
فخر واعتزاز
وسمت في سماء الرياض مفردات الفخر والاعتزاز بهذه الذكرى عبر ملحمة غنائية شدا بها على مسرح محمد عبده في بوليفارد الرياض مجموعة من الفنانين السعوديين، يتقدمهم محمد عبده، وماجد المهندس، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الفارس، وداليا مبارك.
حضور جماهيري
واحتشد المسرح بحضور جماهيري لافت، وكان هناك العديد من الفعاليات المصاحبة قبل انطلاق الأوبريت عبر العروض التفاعلية المتنوعة التي رسمت صوراً تخيلية للمسيرة الممتدة لثلاثة قرون، بحيث كان هناك تنوع في العروض، مرورا بعدد السنين الماضية، كونها حقبا متنوعة في كل شيء، مما جعل العروض أكثر جذباً من قبل الجماهير التي حضرت وتفاعلت بالتقاط الصورة التذكارية وتوثيق تلك المشاهد التي تعتبر حدثاً بارزاً لم يحدث من قبل.
أسواق شعبية
وأقيمت فعالية «مسيرة البداية» في وادي نمار، والتي تحكي عبر 10 مشاهد قصة ثلاثة قرون مضت بمشاركة 3500 مؤدٍّ، إضافة إلى «عروض الضوء» التي تمزج لوحاتها الفنية العشر بين الألعاب النارية وعروض الدرونز الجوية والمؤثرات الصوتية، فيما تم تخصيص موقع تقاطع طريق الملك سلمان بن عبدالعزيز مع طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول للاستمتاع بمتابعة اللوحات الفنية، كما احتضن المتحف الوطني فعالية «المجلس»، وفي ساحة العروض على طريق الدائري الشرقي كانت فعالية «نجناج» وهو المكان الذي تعلو فيه أصوات الباعة والمشترين بحسب ما وصف المؤرخون لتأخذ الزائر إلى عصر حركة الأسواق الشعبية والأصالة في الملبوسات والأزياء التقليدية السعودية، إلى جانب إقامة معرض فني وندوات ثقافية تاريخية وآخر متخصص بالقهوة السعودية، وعروض الألعاب النارية مع مجموعة من البرامج المناسبة لأذواق الجميع بمختلف فئاتهم العمرية.
