تزيح عروس البحر المتوسط الستار عن محطة مصر للسكك الحديدية التي شارفت المحافظة على الانتهاء من تطويرها وترميمها وإعادة التأهيل لجميع جوانب وقطاعات المحطة الحيوية التي تخدم أهالي الإسكندرية وجميع المصريين الذين يقصدون «العاصمة الثانية» لمصر المحروسة.

"الدستور" رصدت مظاهر تطوير وإعادة تأهيل محطة سكك حديد الإسكندرية والتى شملت كل شىء داخل وخارج المحطة حتى القطارات تم تغييرها والسكك والأرصفة والمكاتب الإدارية بأسلوب علمي للحفاظ على العناصر المعمارية والإنشائية للمحطة لتبقى شاهدة على العصر طوال 159 سنة، تمهيدًا لافتتاحها رسميًا خلال إبريل أو يونيو المقبلين.

فمبنى محطة سكة حديد الإسكندرية ذات طراز فريد، حيث تم تدشينها على مساحة 4 آلاف مترعلى المصمم المعماري الإيطالى الشهير (أنطونيو لاشياك) مهندس القصور الخديوية حيث تلألأت أضوائها مجددًا بعد اتمام عملية الترميم لتتناسب مع أعمال التطوير الداخلية للمحطة التي تشمل تطوير المبنى الداخلي وأرصفة استقبال وتوديع المسافرين ولتستأنف عربات القطارات الجديدة مهمتها من جديد.

عراقة المبنى التراثي لمحطة سكة حديد الإسكندرية لا يحميها من الإهمال الذي بات يظهر على جدرانها يوما تلو الآخر، فالمحطة المهملة بدأت في التلاشي، ليصل المسافر إلى محطته الجديدة في قلب الإسكندرية والتي تزينت بحلتها الجديدة المتطورة لتليق بعروس البحر المتوسط.

400 يد عاملة لم تهدأ آناء الليل وأطراف النهار، توزع عرق جهدها على خريطة ميدانية، لتزيل عشوئية الماضي وتعيد للمحطة الحيوية رونقها في ثوب جديد يليق بعروس المتوسط.

◘ مدير المشروع: 227 مليون جنيه كلفة التطوير  

يقول المهندس حاتم يوسف، مدير مشروع تطوير محطة مصر، لـ"الدستور"، إن تطوير الميدان أصبح ضروريًا لحل الكثير من مشكلاته العشوائية، لتمتد يد التطوير ليشمل محيط منطقة محطة مصر بالكامل.

وأضاف يوسف أن تطوير ميدان محطة مصر يشمل أكثر من قطاع، الأول تقنين تواجد الباعة الجائلين، حيث يتم تجهيز سوق تجاري لهم مكون من 4 طوابق بمتوسط 400 محل تجاري يشمل جميع احتياجات المواطن اليومية، سواء من الأطعمة وخضروات وفواكه، أو من مستلزماتهم الشرائية الأخرى، ويقام السوق على مساحة 3500 متر.

مشاكل عديدة كانت تواجهها الأكشاك المتواجدة على حرم سير خط الترام كانت تتعرض للحريق بسبب الماس الكهربائي الناتج عن سرقة التيار الكهربائي، ليوضح مدير المشروع أن تلك الأكشاك تم إزالتها بالكامل وتحويلها لمبنى حضاري على مساحة 1250 مترًا بتقسيم 106 محلات تجارية بمساحة 15 مترًا للمحل الواحد.

وفيما يخص الحركة المرورية التي كانت تسير في صورة عشوائية، قال يوسف إن المواطنين كانوا يستغرقون وقتًا طويلاً للحصول على وسيلة انتقال مناسبة في ظل زحام وتكدس مروري يشكل معاناة يومية للقاطنين في عروس البحر المتوسط:"أصبح هناك مواقف منتظمة وفقًا لخطوط سير دخول وخروج من ميدان محطة مصر؛ حتى لا يتكرر التداخل المروري مرة أخرى".

وواصل مدير مشروع تطوير محطة مصر أن مدة العمل في ميدان المحطة بدوريات متواصلة بدءًا من القرار التنفيذي في فبراير 2020، حتى اليوم ليصل نسبة إنهاء المشروع إلى 90% بكُلفة إجمالية بلغت 227 مليون جنيه.

◘ تطوير الميدان هدفه تحويله لواجهة حضارية سياحية

الخطة التطويرية هدفها تحويل محطة مصر لواجهة حضارية لعروس المتوسط تكون كاملة الخدمات لاستقبال وتوديع المسافرين ويشمل الميدان منطقة التبة الاستثمارية المكونة من 5 حاويات بمساحة 12 مترًا، ذات واجهه إعلانية ديجتال مميزة تجذب أنظار المارة تخصص لتكون استراحة للمواطنين وأماكن مفتوحة للطعام تكون مصدر دخل أساسي للمحافظة، ليكون واجهتها حديقة ميدان محطة مصر الذي يتوسطه النصب التذكاري والذي يعد أحد أهم معالم الميدان والذي تم ترميمه ليليق بالمظهر الحضاري والمزروعات الجمالية التي أعادت الروح لحديقة الميدان مرة اخرى، بلمسة جمالية تبرزها النافورتين الراقصتين بإضاءات متغيرة الألوان، لتنسى الأعين ماكانت عليه من إهمال ولا تتذكر سوى مشهدها الجمالي الأخير.

◘ تطوير المرافق الخدمية

الاهتمام بالمرافق الخدمية كان الخطوة الأولى لبدء تنفيذ التطوير في ميدان محطة مصر، فتم التنسيق الأولى مع شبكات المرافق، خاصة شركة الصرف الصحي، لتزويد عدد الشنايش وتوسعة شركة الصرف بمحيط المنطقة وفقا للطاقة الاستيعابية للشبكة الرئيسية حتى لا نتعرض لأي مشكلة مستقبلية تباعا لغزارة الأمطار في توقيت النوات الشتوية.

كما تضمنت خطة التطوير تخصيص جراج عمومي يساع 40 سيارة، وجراح بمحيط محطة السكة الحديد يساع 55 سيارة بكارتات إلكترونية.

- مراقبة ومتابعة بأحدث الكاميرات على مدار الساعة

نظام المراقبة والمتابعة لميدان محطة مصر يتسم بالدقة العالية، فبداخل غرفة التحكم التي شيدت على ذات النسق الحضاري لواجهه المحطة تواجدت غرفة التحكم بكاميرات مراقبة وزعت في محيط الميدان بدقة عالية تصل لـ 200 ميجا بكسل بدرجة 180 درجة، وذلك للمرة الأولى لتواجد مثل هذه الكاميرات داخل ميدان عام بمصر.

- استشاري المشروع: إقناع الباعة الجائلين أبرز التحديات 

عن العوائق والتحديات، قال المهندس معتز عصام استشاري المشروع إن أبرز العوائق تمثلت في المفاوضات التي تمت مع الباعة الجائلبن ومن يفترشون الطريق العام لإقناعهم بالسوق الحضاري البديل ولن نصل الى النتيجة المطلوبة إلا بعد مراحل اقناع مطولة.

وتابع استشاري المشروع أن قرار تطوير ميدان محطة مصر هى تهم كل مواطن سكندري وكل زائر للمدينة من المحافظات الأخرى للتخلص من العشوائية الظاهرة بصورة غير حضارية ولا تليق بينة ساحلية مثل الإسكندرية ولا برؤية الدولة المصرية للجمهورية الجديده.

- مدير تنفيذ المشروع: تطوير الميدان بناء على نظام حماية متطور

وأكد المهندس محمد عبد الله، مدير التنفيذ بمشروع تطوير ميدان محطة مصر، أن الميدان بمبانيه الخدمية بنيت بنظام حماية متطور، فهناك نظام للتنبيه بالحريق فوق كل محل بالسوق الحضاري مع التزويد بشبكة المكافحة لتغطية زمنية ساعة و15 دقيقة حتى وصول وحدة إطفاء بتانك مياه يسع 103 أمتار مكعب.

علاوة على توزيد المنشآت الخدمية ببوابات خروج تسمح بخروج 500 فرد في مده زمنية لا تتجاوز الـ5 دقائق؛ تفاديًا لحدوث أي أزمة مستقبلية نظرا لتوافد الكثير من المواطنين من وإلى المباني الخدمية، علاوة على دورات مياه عمومية خصصت للرجال والسيدات وغيرها من الخدمات.