غُقدت الاثنين أولى جولات المفاوضات الروسية-الأوكرانية التي تهدف إلى وضع حد للاقتتال الدائر وبداية مسلسل دبلوماسي لفك الخلافات العالقة بين البلدين. وكانت كييف وافقت على المشاركة فيها شريطة أن لا تجري داخل الأراضي البيلاروسية، هكذا انعقد لقاؤها الأول في منطقة بين الحدود الأوكرانية-البيلاروسية.

ويجمع مراقبون على أن من الصعب التنبؤ في هذا الوقت بمدى تقدم مسيرة التفاوض. وقال رئيس موقع "أوكرانيا بالعربية" الإخباري الدكتور محمد فرج الله إنه "لعل القصف الذي شهدته مدينة برافاري، ضاحية العاصمة كييف، بصاروخ إسكندر الروسي مباشرة بعد انتهاء المفاوضات جواب لما انتهت إليه هذه الأخيرة". ذلك ما يؤكده أيضاً حديث الكرملين بأنه لا خطط لبوتين للاتصال بزيلينسكي في هذه الأثناء.

بينما تداولت وسائل إعلامية اشتراط كييف مشاركة رئيس نادي تشيلسي الإنجليزي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش في جولة التفاوض الماضية، بطلب من شخصيات مقرَّبة من الرئيس زيلينسكي. فيما فسر بكونه سعياً من الجالية اليهودية من أجل حلحلة التوتر بين البلدين المتحاربين.

أبراموفيتش على خط النار

حسب تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية فإن الملياردير الروسي الإسرائيلي المقرب من بوتين رومان أبراموفيتش توجه إلى بيلاروسيا للمشاركة في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، جزءاً من محاولة إنهاء الحرب المستمرة. وذلك بناءً على طلب أوكرانيا التي دعت أبراموفيتش لتقديم المساعدة في سبيل تمكين المحادثات.

وأكَّد الناطق الرسمي باسم أبراموفيتش الأمر، قائلاً: "أستطيع أن أؤكد أن الجانب الأوكراني اتصل برومان أبراموفيتش لطلب المساعدة في البحث عن تسوية سلمية، ومنذ ذلك الحين يحاول المساعدة". وذكرت شبكة "سكاي نيوز" الأمريكية أن منتج الأفلام الأوكراني ألكسندر رودنيانسكي المقرب بدوره من زيلينسكي هو من توجه إلى أبراموفيتش بطلب للمساعدة في حل النزاع.

وقال المنتج الأوكراني للصحيفة العبرية إن المسؤولين الحكوميين الأوكران تواصلوا معه ومع أعضاء آخرين من الجالية اليهودية في روسيا من أجل طلب التدخل في المفاوضات لمحاولة حل النزاع الدموي الدائر منذ ما يقارب أسبوعاً.

دور الجالية اليهودية

وتدخل هذه المساعي من قبل الجانب الأوكراني في دفع الجالية اليهودية في روسيا وأوكرانيا إلى التحرك من أجل الضغط على الجانب الروسي لوقف العمليات العسكرية. فيما لم يعلق السفير الأوكراني لدى إسرائيل يفغين كورنيشوك بشكل خاص على مشاركة أبراموفيتش في المحادثات، لكنه قال: "إننا نقدر أي شخص يمكنه المساعدة إذا كان لديه نفوذ كافٍ".

وليست هذه المساعي حكراً على أبراموفيتش، بل إن "المسؤولين الحكوميين في كييف تواصلوا مع أعضاء آخرين من الجالية اليهودية في روسيا وطلبوا التدخل لمحاولة حل النزاع"، حسب ألكسندر رودنيانسكي.

أما عن "النفوذ الكافي" فهو الورقة التي يدفع من خلالها الجانب الأوكراني بأبراموفيتش إلى المشاركة في المفاوضات، يقول محللون إن ذلك لقربه من مركز القرار بموسكو وثقله الاقتصادي والسياسي هناك. إضافة إلى مصلحته في رجوع البلدين إلى طاولة التفاوض ووقف إطلاق النار، كونه أحد أكبر المتضررين من العقوبات التي شنها الغرب على الشخصيات الروسية.

وتعرض أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي لكرة القدم، منذ بدء النزاع، لانتقادات في لندن بسبب علاقته مع فلاديمير بوتين، إذ تصاعدت الدعوات في البرلمان لمعاقبته، وعلى إثر ذلك قرر أبراموفيتش التخلي عن "الإشراف" على تشيلسي لأمناء المؤسسة الخيرية للنادي.

TRT عربي