كيف تقيم علاقات ودية وقوية؟
كيف تقيم علاقات ودية وقوية؟
إنها كلمات علي لسان أحد الأزواج يمكن أن تساهم في إقامة روابط قوية بين الزوجين وأن تقدم لهما وسائل بسيطة وناجحة لقيام علاقات ودية.
يقول الزوج قرأت مرة رأيا لأحد مستشاري السعادة الزوجية والذين يوجهون اهتماما خاصا لدراسة مشكلات الزواج وأفضل الطرق إلي حلها, يقول إن أصعب سنوات الزواج علي الإطلاق هي السنة الأولي. ففي هذه السنة تتكشف أمام كل من الزوجين صفات الطرف الآخر, ورغباته وطباعه وطريقته وتفكيره, وتبدأ المحاولات الجادة للفهم, والتقريب بين الرغبات, والعمل علي انسجامها بدلا من التباعد والتنافر.
ونسيت مع الأيام كلام مستشار السعادة الزوجية, وبعد سنوات غير قليلة.. بعد أن تزوجت تذكرت هذه الكلمات وابتسمت وأنا أتذكر محاولات زوجتي المختلفة للتفاهم معي, وخلق جو من الود والاتصال بيننا, لقد كانت تبذل محاولات مختلفة مبتكرة وذكية, وكلها تدل علي رغبة في التفاهم معي ومحاولة فهم طباعي دون إزعاجي أو مضايقتي أو إيلامي.
ففي بعض المرات بعد نهاية شهر العسل وعودة كل منا إلي عمله كانت زوجتي حينما تراني مشغولا بأمر أو غير صافي الذهن تدس لي ورقة بين طيات أوراق العمل, تقع عليها عيني بالتأكيد بمجرد أن أبدأ في العمل وتحوي هذه الورقة مذكرة صغيرة بما تحتاجه من مطالب ضرورية يومية, وكنت بالطبع أعود إلي المنزل محملا بما طلبته بعد أن ذكرتني به بتلك الطريقة اللطيفة.
وفي بعض المرات كانت تذكرني بأشياء خاصة بي, وتخبرني في إيجاز جميل بما حدث أثناء غيابي من أمور تعتقد أنه يمهمني أن أعرفها وأذكر في إحدي المرات أنها استخدمت نوعا من الزجل أقرب إلي الشعر فقد كانت تحاول نظم الشعر, تعتب علي للتأخر وقت الغداء فهي تنتظر إلي أن أحضر, وتضطر إلي تسخين الطعام مرات حتي يكون معدا بمجرد عودتي وأحيانا أنسي تماما أن هناك زوجة تنتظرني, وتذكرني بأننا في شهر أبريل, في الربيع في الجو الجميل وتتمني أن أخصص لها بعضا من وقتي وأن اأتذكر أيضا أنها ولدت في شهر أبريل.
وحينما كنت أنسي شيئا كلفتني بعمله, أو واجبا كان من المفروض ألا أنساه لم تكن تؤنبني أو تغضب أو تثور. فقط تبتسم في تهكم وهي تقول لا أظن أن الخطابات التي وجدتها في جيب سترتك هي نفسها التي كتبناها إلي الأقارب منذ أسبوع. وكنت أبتسم من رقتها, وأتذكر هذا العتاب الرقيق, وأنجز كل الأعمال المتأخرة.
ومن لفتاتها الذكية التي أتذكرها حينما أرادت أن تقص شعرها الطويل قولها حاول أن تقنع نفسك قبل العودة إلي المنزل اليوم أن شكلي بالشعر القصير أجمل وألطف منه الآن.
ومن نماذج محاولاتها المبتكرة: كم كانت نزهتنا جميلة ساحرة, وغذاؤنا الذي تناولناه في الخارج لذيذا, لا أستطيع أن أنسي ذلك, لقد حدث منذ ثلاثة أشهر ويومين.
يبدو أن هذه هي الأوراق التي فقدت منك منذ أيام لقد كانت في درج مكتبك.
إنني مضطرة إلي طلب المعونة منك اليوم, إنه عيد ميلاد ابننا الصغير.
وكنت أنا أبتسم لهذه المحاولات, وأتقبل ملاحقاتها المكتوبة وغيرها بصدر رحب وأنا أعتبر نفسي زوجا سعيدا لامرأة ذكية حكيمة لا سيما أنها استمرت بهذه الطريقة بعد مضي سنوات طويلة علي زواجنا. ولكنني الآن وبعد أن تذكرت كلمات مستشار السعادة الزوجية أعتقد أن زوجتي كانت تبتكر وسيلة لفهمي ولمحاولة إيجاد وسيلة للتعامل بيننا خلال فترة سنواتنا الأولي للزواج, ولمعرفة رغباتي وطباعي, وما أنفر منه وما أقبله, وأعتقد أنها نجحت تماما في مهمتها, وتركت في نفسي آثارا جميلة لا تمحي.