قالت أوكرانيا إنها بدأت محادثات "صعبة" بشأن وقف إطلاق النار والانسحاب الفوري للقوات والضمانات الأمنية مع روسيا اليوم الاثنين على الرغم من قصف دموي لمبنى سكني في كييف.

وأعلن الجانبان إحراز تقدم نادر من نوعه في مطلع الأسبوع بعد أن تركزت جولات المحادثات السابقة بالأساس على وقف إطلاق النار من أجل توصيل المساعدات لبلدات ومدن تحاصرها القوات الروسية وإجلاء المدنيين وكثيراً ما فشلت مثل هذه المحاولات.

وتعامل رجال الإطفاء مع بقايا الحريق في المبنى السكني في العاصمة حيث وصف أحد السكان حالة الفوضى الليلة الماضية في المدينة المستهدفة بالتقدم الروسي لكن تجنبت حتى الآن القصف بدرجة كبيرة.

وقال مسؤولون إن شخصاً واحداً قتل ونُقل ثلاثة إلى مستشفى. وما زالت جثة مغطاة ممددة على الأرض.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين وتصف ما تفعله بأنه "عملية خاصة" لنزع سلاح وعزل "النازيين الجدد" في أوكرانيا. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون ذلك بحرب متعمدة ليس لها ما يبررها.

وكتب مستشار الرئيس والمفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك في منشور على الإنترنت قبيل المحادثات يقول: "المفاوضات، الجولة الرابعة، بشأن السلام ووقف إطلاق النار والانسحاب الفوري للقوات والضمانات الأمنية" . وقال في وقت لاحق إن المحادثات بدأت لكنها صعبة بسبب اختلاف النظم السياسية بشدة.

وقال بودولياك إنه "يعتقد أن روسيا لا تزال مضللة بأن 19 يوماً من العنف ضد المدن المسالمة (في أوكرانيا) هي الاستراتيجية الصحيحة".

واتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام المدنيين كدروع بشرية وهم ما نفته كييف تماماً.

وفي نفس السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الاثنين إن 20 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 28 عندما انفجر ما قالت إنه صاروخ أوكراني يحمل ذخيرة عنقودية في عاصمة منطقة دونيتسك، دون تقديم أدلة على ذلك.

وكان الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يسيطرون على المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا قالوا في وقت سابق إن طفلاً من بين المصابين في الهجوم الذي وقع اليوم الاثنين واتهموا كييف بارتكاب جريمة حرب.

ونفى مسؤولون أوكرانيون التقارير الروسية.

قتلى بالآلاف

قالت موسكو في وقت سابق إن روسيا مسيطرة على الوضع وإنها لا ترى سبباً لإرسال قوات حفظ للسلام من الأمم المتحدة إلى أوكرانيا وهو احتمال لم يبحث على نطاق واسع بعد حتى الآن.

وعلى الرغم من أن القوات الروسية لم تدخل العاصمة بعد، إلا أن الآلاف قتلوا في مدن وقرى أخرى محتلة أو محاصرة منذ بدء الهجوم في 24 فبراير/شباط.

وقالت بلدية مدينة كييف إن مصنع طائرات من طراز أنتونوف تعرض للقصف هناك. ولم يتسن لرويترز التحقق بعد من هذا التقرير.

وقال حاكم الإقليم أوليكسي كوليبا إن مدناً على الجبهة الأمامية قرب كييف تشهد عمليات إجلاء لليوم الخامس اليوم الاثنين. وأضاف: "وقف إطلاق النار في منطقتنا صامد، على الرغم من أنه مرهون للغاية بالظروف". مشيراً إلى أن انفجارات عرضية يمكن سماعها بين الحين والآخر من على مسافة من مكانه.

وقال بودولياك أمس الأحد إن روسيا بدأت في التحدث بشكل "بناء" وتوقع بعض النتائج الإيجابية من المحادثات خلال أيام. ونقلت وكالة ال إعلام الروسية عن ليونيد سلاتسكي من الوفد الروسي قوله إن مسودة اتفاق قد يُتوصل إليها قريباً.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هدفاً أساسياً واضحاً لمفاوضيه الذين يتحدثون يومياً مع الروس هو "فعل كل ما هو ممكن" لترتيب لقاء له مع بوتين.

وقال في خطاب ألقاه عبر الفيديو في وقت متأخر من مساء أمس الأحد: "يجب أن نصمد. يجب أن نقاتل. وسنفوز".

TRT عربي - وكالات