“لا تجرب الرب إلهك”.. كم مرة جربنا إلهنا وساومناه بين نفوسنا و طلباتنا


الرب يسوع لا يخشى التجربة بل واجه تجربة إبليس بكل قوة وحكمة وهزم إبليس.. ولكن يخشى الرب يسوع أن يهلك الإنسان من تجارب إبليس المتعددة والمتنوعة، فقد يأتي إبليس فى وقت ضعيف فيه الإنسان حتى يسيطر على فكره، ويزرع داخل عقله أفكار ليست حقيقية ويروى الأفكار ببعض الواقع، الذي يعيشه ويطلب منه أن يخير الله بين هلاك نفسه أو تنفيذ طلباته.

ويبدأ الإنسان فى الصراع وهو لا يدرك أن تلك الصراع يقوده إبليس الذى سيطر على عقله ومن هنا تأتي العديد من التساؤلات، لماذا يجربنا إبليس؟.. لماذا لا يعطينا الله طلباتنا؟.. كم مرة جربنا ربنا ووضعناه فى اختيار بين نفوسنا وتنفيذ طلباتنا؟..، ولكى نجيب على جميع ما يدور فى العقول تحدث موقع جريدة “وطنى” إلى مسئولي الكنيسة كي ندرك ما هو صحيح.

قال القمص مرقس ميخائيل كاهن كنيسة العذراء والانبا باخوميوس بكوبرى الناموس بالاسكندرية، يسعى دائما إبليس لهلاك النفوس ويتخذ العديد من الاشكال، حتى يسيطر على عقل الانسان، ولن ييأس بسهولة فهو يعمل ليلا ونهارا حتى يقع الإنسان تحت سيطرته ولن يسلم أحد من محاربة إبليس فالأنبياء والقديسين وجميع البشر يجربهم إبليس ، غولكن المؤمن الذي يحفظ كلام الله ويعمل به لا يقع ابدا لانه محصن بكلمة الروح القدس و الرب يرعاه فى كل الطرق.

الرب يسوع بقدسه لن يسلم من تجربة إبليس حين كان الرب يسوع على جبل أريحا وكان صائما أربعين يوما فجاءه إبليس بالتشكيك قائلا : “إن كنت أنت ابن الله” وهنا يحاول الشيطان أن يشكك المسيح كما شكك حواء عندما قال لها: “أحقاً قال الله: لا تأكلا من كل شجر الجنة”، غش وخداع وتشكيك..وهكذا تماماً قال للمسيح وهو جائع: “إن كنت أنت ابن الله…”، ومن ذكاء انه بدء التجربة عندما شعر الرب يسوع بالجوع و ترك إمامه الحجارة بشكلها المنفوخ والصغير كأنه بشكل الخبزة بالضبط، لأن الشيطان يهتم أن يجعل الأمور بهجة للعين، تماماً كما عمل مع حواء، إذ جعل الشجرة في نظرها “جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأنها شهية للنظر” (تك 3: 6)؛ هكذا جعل الحجر بهذا الشكل، وهذا هو خدع إبليس .

وقال للمسيح: “قُل لهذا الحجر أن يصير خبزاً” وهو يدرك إن هذا العمل ليس صعباً على المسيح، لم يقل له أن يصنع ما هو أصعب: أن ينزل لليهود منا من السماء، أو أن يجعل الصخرة تفجر مياهاً.. ولكن إلى أين يريد الشيطان أن يوصل سهمه؟ إن السهم موجه إلى وصايا الله.

وما هي وصية الله هنا؟ بعد أن أخطأ آدم وأكل من الشجرة المحرم عليه الأكل منها، طرده الله وقال له: “بالتعب تأكل من الأرض… بعرق وجهك تأكل خبزاً”. فالشيطان كأنه يريد أن يثني المسيح عن وصية الله، وفي هذه الحالة يكون الشيطان قد نجح في جعل المسيح ينقض وصايا الله.. وبعد ذلك يكون للشيطان حق الاعتراض على كلام الله! .. ولكن الرب يسوع المسيح فقد انتبه لهذه الحيلة، وتجاوز السهم الشيطاني كليَّة، وردَّ عليه: “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة من الله”.

ولكن ياأحبائى الشيطان لن ييأس بسهولة ولن يترك الرب يسوع وكانت التجربة الثانية التى تأتى فى صميم الموضوع وفى تلك التجربة استخدم إبليس أسلوب آخر بطريقة أكثر خداعا، حين تحدث مع الرب يسوع بخبث: إن كنت أنت قد رفضت الأكل، فلا داعي لتحويل الحجارة إلى خبز، والصوم جميل وفضيلة، ولابد أنك صائم ليس عن نفسك بل عن الشعب، فهذا عمل رئيس الكهنة.. فإن كنت أنت على هذا المستوى من العظمة، فأظهر عظمتك للناس.. ألم يقل له إخوته هذا “اذهب إلى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضاً أعمالك التي تعمل” (يو 7: 3)، وهكذا دعاة الشيطان أن يذهب إلى الهيكل حيث إنه صائم عن الشعب، وأن يلقي بنفسه من على أعلى الهيكل لينزل بمجد عظيم وفخر، فيؤمن الشعب بك أنك أنت المسيا، فأنت ابن الله، وأليس مكتوباً: “أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك، وأنهم على أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك.” (مز 91: 11و12).

وهنا الشيطان قلب المعنى: فالملائكة لا تكون في عون الذين يطيرون في الهواء لينالوا المجد والكرامة؛ بل الذين يسيرون على أرض الشقاء، أرض الضيق والتعب والمرار، أرض الحزن، أرض العثرات، أرض المرائر التي يضعها الشيطان في طريقنا لكي يعرقل مسيرتنا.. رد المسيح على إبليس مكتوب: “لا تُجرِّب الرب إلهك”.

وهذه الآية تأتي لنا في التعليم حتى لا نستخدم المكتوب لكي ننفذ شهوات قلوبنا وأفكارنا، مثل من يفتح الإنجيل عشوائياً ويقول: قرأت الإنجيل وصليت ووجدت أنه يجب علي أن أفعل هذا الأمر، وهو يتمحك في الآية التي تظهر له لكي يعمل ما يشتهيه.. هذا هو اختبار الله، فلن تجد معونة، بل بالعكس سوف يحسب عليك هذا أنه تجربة لله، والذي يجرب الله لا ينجح لذلك يجب علينا ان نثق فى مشيئة الله وفي محبة الله لنا ونطلب مشيئة الله وليس ما نريده، إذا فعلنا ذلك سوف ننعم بمحبة الله ولن نتعثر فى شيى.

تاريخ الخبر: 2022-03-17 09:21:39
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

سعيد بنكراد.. يكتب "تَـمَغْربيتْ"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:25:52
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

سعيد بنكراد.. يكتب "تَـمَغْربيتْ"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:00
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

النقابة الوطنية للعدل تدعو إلى إضراب وطني بالمحاكم لثلاثة أيام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:11
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

النقابة الوطنية للعدل تدعو إلى إضراب وطني بالمحاكم لثلاثة أيام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:17
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية