7 ساعات هي مدة اللقاء الأخير بين أضخم متنافسين اقتصاديين.

الاجتماع الذي هيمنت عليه الحرب الأوكرانية لم يمض كما كان مخططا له منذ ديسمبر الماضي لمناقشة قضية تايوان فأحداث أوكرانيا طغت على جميع القضايا وجنحت بالمحادثات الى مسار آخر.

مسار لا ترغب به الصين والتي ترفض إملاءات الولايات المتحدة بشأن سياساتها الخارجية والاقتصادية .

فشل لقاء 7 ساعات بتقريب البلدين ولو إلى منتصف الطريق فالصين الجديدة خرجت من عباءة الماضي.

ومنذ عقود استغلت انشغال العم سام بحروبه في فيتنام والعراق وأفغانستان واستثمرت الوقت لتقوية بنتيها الاقتصادية وخرجت للعالم بمشروع طريق الحرير.

ينظر العالم إلى الحرب الأوكرانية على إنها غزو من قبل روسيا واجتياح غير مبرر لكن لبكين وجهة نظر خاصة بها فالرواية الروسية لتبرير غزوها لاوكرانيا لحماية أمنها من الناتو، قد تجد فيه الصين جواباً حاضراً في المستقبل لتبرير اجتياحها لتايوان.

وبين أوكرانيا من جهة وتايوان من جهة أخرى يبقى للمصالح الاقتصادية الكلمة الفصل لحسم موقف بكين تجاه ما يحدث في كييف، خاصة وان مصالحها مع أوروبا واميركا تتجاوز بمرات مصالحها مع روسيا.

ولا مصلحة لها في رؤية حليفها الروسي في عزلة عن العالم ياقتصاد ينزف ولا ينفعها دفع فاتورة تحالفها مع موسكو ...فالتحالف مع الدب الروسي سيغلق أبواب أسواق كثيرة في وجهها قد يصبح من الصعب إعادة فتحها.

موقف الصين وتحركاتها تجاه ما يحدث في اوكرانيا قد يكون ورقة رابحة بيدها لانتزاع ضمانات من اميركا والغرب تجاه تايوان والحرب التجارية وقد يكون فرصتها للصعود كدولة قوية مسؤولة قادرة على انقاذ العالم وايقاف بحر الدماء في أوروبا.

فالحقيقة المرة التي تكابر الصين لاخفاءها تتعلق بخوفها من دمار المدن في اوروبا والذي سيدمر طريق الحرير معها، إذا اتقان بكين  لفن الوقوف في المنتصف حماية لمصالحها الاقتصادية قد يكون ناجعا في بعض الأحيان لكنه حتماً لا جدوى منه في حرب مثل الحرب الأوكرانية.