قصر عالي أحد القصور التي شيدت بالمملكة عام «1355هـ» في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «رحمه الله»، وكتب على اللوحة التأسيسية بمبنى الإمارة داخله: «بسم الله الرحمن الرحيم بأمر من جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود بني بقرية العليا قصر عالي عام 1355هـ»، ناظر البناء خالد الفرج، وشيد القصر وسط محافظة قرية العليا مربع الشكل بمساحة «94م *94م» وارتفاع «7م»، ويتوسط الواجهة الغربية المدخل الرئيسي والقصر مدعم بسبعة أبراج ضخمة ومخروطية الشكل أربعة أبراج بالأركان وثلاثة أبراج في الوسط كل من الواجهة الغربية والشرقية والجنوبي.

(اليوم) تحاور محمد عبدالرحمن محمد الجدعان، من مواليد قرية العليا، وأحد العاملين بالقصر قبل 67 عاما، ليروي شهادته عنه ومكوناته.. وإلى تفاصيل الحوار.

منذ متى تعمل بالقصر؟

- كنت أعمل في قصر عالي عام 1376هـ، كاتبا بإدارة الجوازات منفذ الدخول والخروج، وكانت الحدود بين السعودية والكويت حتى أتت التابعية «حفيظة النفوس» في رمضان من عام 1379هـ.

كم كان عمرك والرواتب حينذاك؟

- وقتها لم يتجاوز عمري الخمسة عشر عاما، وكان قديما لا توجد سن محددة للعمل، وكان راتبي ريالا وجنيها ذهب، وقتها كان الجنيه الذهب يعادل الأربعين ريالا، إلى أن تسلسلت السنين ووحدت العملة وزادت الرواتب وتقاعدت، وما زلت أعيش في قرية العليا، لكن أغلبية العاملين في القصر انتقلوا للمدن كالرياض وجدة.

هل زار الملك عبدالعزيز «رحمه الله» هذا القصر؟

- لم أكن موجودا وقت زيارة الملك عبدالعزيز للقصر، بينما شهدت زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز «رحمه الله»، واجتمع خلالها مع شيوخ القبائل وأهالي قرية العليا والقرى القريبة في القصر.

مَن كان يعمل في القصر ومن أين؟- جميع العاملين كانوا سعوديين من نجد والحجاز، وكذلك والدي كان يعمل في القصر بالبريد وكان يذهب بالبريد على الجمل ويأتي به.

لماذا بُني القصر في قرية العليا؟- خلال فترة حكم الملك عبدالعزيز «يرحمه الله» كانت هناك حروب وقتال، وكان القصر حصنا منيعا من المجرمين، وقد أمر الملك «المؤسس» ببناء قصر قرية العليا، وكذلك رماح وانطاع وغيرها من القصور في أنحاء المملكة، وما زال «قصر عالي» بقرية العليا شامخا يحكي قصة تاريخ ومجد المملكة.

حدثنا عن مظاهر وطبيعة الحياة ذاك الوقت؟

- قليل منا ما يتذكر الماضي، ولو تحدثت مع جدك أو جدتك قليلا لقلت كيف كان يعيش هؤلاء الأقوياء، فكانت حياتهم بسيطة مليئة بالسعادة والحب والترابط بينهم، تأمل قليلا.. لا كهرباء ولا هواتف ولا إنترنت أو سيارات ولا مستشفيات وغيرها الكثير، خاصة في فصل الصيف، لا توجد مكيفات وثلاجات، لكن كانت الحياة بسيطة وجميلة، وأغلب المنازل كانت مبنية من الطين الخالص ومسقوفة بالعسيل والأخشاب القوية، وهنا تمتاز المنطقة بالتربة التي يختار منها لبناء المنازل الطينية التي تبنى بها المنزل على شكل مداميك بدلا من البلوك الآن.

كان الجميع يأتي من كل مكان للعمل هنا بقرية العليا منهم الحمال والبناء والحفارون والمزارعون ومحلات الدكاكين بسوق قرية العليا.

وماذا عن مكونات قصر عالي؟

- يضم القصر من الداخل مجموعة من الإدارات الحكومية، وهي: الجمارك والبريد والبرق والهاتف على اليمين بالجانب الجنوبي، ودورة مياه وبئر ومركز للشرطة بالجانب الشرقي، ومقر الإمارة على اليسار بالجانب الشمالي، ومبنى إدارة المالية وسط الفناء، كما يضم القصر مسجدا ومقرا للسجن بالقسم الغربي من الجانب الشمالي، بالإضافة إلى سلالم في الزوايا الأربع تؤدي إلى الأبراج العلوية المرتبطة ببعضها عن طريق ممرات، وكان أمام القصر من الجهة الغربية ساحة مواقف للسيارات والحجاج والمراجعين والمسافرين، وكان يعتبر منطقة عبر للمسافرين.

بعد توحيد المملكة، ماذا حل بالقصر؟

- بعد انتهاء عمل الجوازات لم تعد منطقة حدودية، وتم انتقال العاملين إلى الدمام، الخفجي، الرقعي، وتحول القصر إلى مبنى للإمارة إلى أن أصبح الآن تاريخيا وأثريا.

كلمة أخيرة.

- بمناسبة الاحتفال مؤخرا بيوم التأسيس نسبة إلى تأسيس المملكة قبل ثلاثة قرون، أقول: كل عام ووطني في تقدم وأدعو الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وأهنئ الشعب السعودي بهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعا، قيادة وشعبا، وبما تحقق في الحاضر من رقي اجتماعي وتقدم اقتصادي وكثير من الفضائل التي لم تكن تتحقق لبلد سواه في المعمورة إلا بجهد أبنائه، الذين نذروا الغالي والنفيس من أجل التضحية دفاعا عنه وولاء لقادته تحت راية واحدة التف الجميع حولها، وحفظ الله مملكتنا الغالية وأدام علينا الأمن والأمان.

مرافق القصر من الداخل:

الإدارات الحكومية

الجانب الجنوبي:

»

الجمارك

البريد والبرق والهاتف

الجانب الشرقي:

دورة مياه وبئر ومركز للشرطة

الجانب الشمالي:

مقر الإمارة ومبنى إدارة المالية وسط الفناء

القسم الغربي من الجانب الشمالي:

مسجد ومقر للسجن

سلالم في الزوايا الأربع تؤدي للأبراج العلوية

أمام القصر من الجهة الغربية:

»

ساحة مواقف سيارات والحجاج والمراجعين والمسافرين