في ذكرى رحيله الأولى.. شاكر عبد الحميد: جائحة كورونا أسقطت «التمثيلات»
في ذكرى رحيله الأولى.. شاكر عبد الحميد: جائحة كورونا أسقطت «التمثيلات»
لم يكن يعلم الكاتب والمفكر شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله الأولى، أن فيروس كورونا، الذي كتب عنه العديد من المقالات، وأيضًا سلسلة «ما بعد الكورونيالية»، أن ذلك الفيروس سيكون السبب في رحيله.
و رأى شاكر عبد الحميد، في أخر حوار صحفي أجرته معه جريدة «الدستور»، قبل إصابته بالفيروس ورحيله بأيام قليلة، أن جائحة كورونا أسقطت «التمثيلات»، أى الأفكار الكبرى، وفقًا للفيلسوف الألمانى إيمانويل كانط، والمقصود بها هى الأفكار التى تصنف الأشياء والأحداث والبشر وفقًا لها.
وأضاف الكاتب والمفكر، «فجأة شعر البشر بأنهم يعيشون ما يتجاوز إدراكهم، وزاد الفزع العالمى بعد أن أصبح القانون السائد هو الفقد أو الغياب أو الموت، الجميع أصيب بالحيرة والخوف وفقدان اليقين، بعد أن أصبحت النظريات القديمة عاجزة عن تقديم التفسيرات أو الحلول الناجعة الشافية لهذا الداء المخيف، فبداية من شهر يناير 2020 لم تعد الحياة كما كانت، ولن تعود كذلك فى المستقبل القريب، ما حدث دعا البشر إلى إعادة النظر فى أفكارهم، فلا بد لنا من مواءمتها مع هذا الحدث الجلل، ووضعه ضمن إطار فكري جديد، حتى نستطيع فهمه ووضعه فى إطار يناسب عملية التكيف معه أو مواجهته».
وأكمل «عبد الحميد»، «هكذا قدمت مفهوم ما بعد الكورونيالية، وهكذا أعمل على تطويره بالتزامن مع ذلك الفيضان من الأحداث المخيفة، وهكذا- أيضًا- طرح مفكرون كثيرون أفكارًا متنوعة فى هذا السياق، منها توجه الدول والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والأفراد نحو المزيد من التضامن والتكافل والتواضع السياسي والعدالة الاجتماعية الحقيقية والشفافية ومراجعة المسارات والاعتراف بالأخطاء، والبعد عن ضيق الأفق والإقصاء والقمع والهوس الدينى والتطرف والإلحاد، وضخ أموال أكثر فى البحوث العلمية من أجل اكتشاف لقاحات أكثر فاعلية، والاهتمام بالمزج بين التعليم عن بُعد والتعليم الفعلى، ومحاولة تخفيف حدة الفقر والبطالة والجوع من خلال إعادة ترتيب الأولويات، وعدم الانفصال عن الواقع أو اللجوء إلى آليات الانكسار والإسقاط ونسبة أسباب فشلنا إلى الآخرين».